محتجون يغلقون ميناء للنفط ويمنعون ناقلة من التحميل

جانب من اعتصام سابق لخريجي الهندسة الكيميائية في ليبيا (رابطة خريجي الجامعات الليبية)
جانب من اعتصام سابق لخريجي الهندسة الكيميائية في ليبيا (رابطة خريجي الجامعات الليبية)
TT

محتجون يغلقون ميناء للنفط ويمنعون ناقلة من التحميل

جانب من اعتصام سابق لخريجي الهندسة الكيميائية في ليبيا (رابطة خريجي الجامعات الليبية)
جانب من اعتصام سابق لخريجي الهندسة الكيميائية في ليبيا (رابطة خريجي الجامعات الليبية)

أغلق محتجون ليبيون ميناء الحريقة النفطي بطبرق، التابع لشركة الخليج (شرقي ليبيا)، ومنعوا ناقلة من تحميل الخام أمس، في عودةٍ للمطالبة الفئوية وإعادة النفط ثانية لدائرة المساومات. ويطالب 228 خريجاً من كليات الهندسة الكيميائية والنفطية والموارد الطبيعية والجيولوجيا، التابعة لجامعات طبرق والبيضاء وبنغازي، بالتعيين في الشركات التابعة للقطاع أسوة بزملاء لهم.
وقال مدير ميناء الحريقة، رجب سحنون، إن محتجين دخلوا الميناء صباح أمس، ومنعوا ناقلة الميناء من تحميل الخام. ويأتي هذا التصعيد بعد يوم من وقف تصدير النفط من ميناءي السدرة وراس لانوف.
وقال المحتجون إنهم يطالبون «بشكل سلمي بتعيينهم في مؤسسات الدولة»، مشيرين إلى أنهم «تلقوا وعوداً بتعيينهم من المسؤولين عن قطاع النفط، بالإضافة لرئيس الوزراء لكن دون نتيجة»، وأكدوا «منع دخول أي ناقلة للشحن داخل الميناء لحين الاستجابة لمطالبهم».
وسبق للمعتصمين الدعوة لوقفة احتجاجية منتصف الأسبوع الماضي، ضد ما سمّوه «التعامل بالواسطة والمحسوبية، وتهميش خريجي التخصصات النفطية، بالإضافة لتعيين أشخاص ليسوا من ذوي التخصص، ومنحهم دورات تدريبية داخلية وخارجية».
وسبق أن دعا وزير النفط والغاز محمد عون، في أبريل (نيسان) الماضي سبعة من وزراء حكومة «الوحدة» لاجتماع تشاوري لبحث ملف خريجي التخصصات النفطية، بهدف إيجاد حلول فعلية لمشكلة (ما بعد التخرج)، ومن باب التكامل والتنسيق والتوافق بين وزارات الحكومة.
واعتاد الليبيون التوجه إلى حقول وموانئ النفط لتعطيلها بقصد الضغط على السلطات لتنفيذ مطالبهم، وسبق أن لوّحت النقابة العامة للعاملين بالقطاع نهاية فبراير (شباط) الماضي بالاتجاه لـ«تخفيض الإنتاج» إن لم تتم زيادة رواتب منتسبيها. وفي الخامس من يناير (كانون الثاني) الماضي توقف ميناء الحريقة النفطي عن العمل، على خلفية احتجاج أفراد حرس المنشآت النفطية، بسبب عدم تقاضيهم رواتبهم، ومنعوا السماح لناقلة نفطية بتحميل النفط.
وأعلنت شركة «الخليج العربي للنفط»، التي تدير ميناء الحريقة، في نهاية أغسطس (آب) الماضي أنها أصبحت عاجزة تماماً عن الاستمرار في مواصلة نشاطها، أو تنفيذ أعمالها من دون تخصيص الأموال اللازمة لذلك.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).