الحوثيون يجمعون معلومات تفصيلية عن سكان صنعاء لتسهيل مراقبتهم

TT

الحوثيون يجمعون معلومات تفصيلية عن سكان صنعاء لتسهيل مراقبتهم

بدأت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران هذا الأسبوع عملية واسعة لجمع بيانات تفصيلية عن سكان العاصمة اليمنية صنعاء، تتضمن إلى جانب أسماء ومؤهلات وأرقام هواتف رب الأسرة، تفاصيل عن مناطق ولادتهم وتفاصيل المساكن التي يعيشون فيها وعن سياراتهم ومقتنياتهم ونوعية الأسلحة التي بحوزتهم.
ووفق ما ذكره سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، فإن ميليشيات الحوثي بدأت، وعبر أقسام الشرطة الخاضعة لها ومسؤولي الأحياء بحصر السكان والمنازل بشكلٍ عام، مكتفيةً باسم رب الأسرة وهاتفه بحجة توزيع حصص غاز الطهي.
وكانت الجماعة تكتفي بسؤال أرباب الأسر عن عددٍ الأفراد لتقرر هل تعطيهم أسطوانة غاز واحدة في الشهر أو اثنتين، لكنها عادت الآن ووجهت أقسام الشرطة ومسؤولي الأحياء بجمع كل البيانات عن السكان ذكوراً وإناثاً، وتوضيح مناطق ولادتهم أو محافظاتهم، مع توضيح ما إذا كانوا يعيشون في منزل مملوك أم مستأجَر.
واطلعت «الشرق الأوسط» على صورة من استمارات حصر السكان وجمع بياناتهم التفصيلية، التي يتم العمل بها حالياً عبر نموذجين؛ الأول يخص البيوت المستقلة، والثاني يخص العمارات السكنية التي يوجد فيها أكثر من شقة، حيث تطلب من مندوبي أمنها تدوين رقم الشقة التي تسكنها الأسرة ورقم الممر ورقم الطابق الموجودة فيه، وتحديد إلى أين تطل وفي أي اتجاه، وإذا كان هناك شارع أو مَعلَم من المعالم المعروفة.
استمارة البيانات تطلب من رب الأسرة توضيح ما إذا كانت الشقة مملوكة أم مستأجَرة، ومن ثم بيانات ومواصفات الشقة بالتفصيل، من حيث عدد غرفها وتقسيمها وهل هي مبنية من الحجر أو الإسمنت، كما تطلب بيانات مالك الشقة أو رب الأسرة المستأجرة، ابتداء بالاسم رباعياً، ومحل وتاريخ ميلاده، ونوع العمل الذي يمارسه والجهة التي يعمل بها، مروراً بالحالة الاجتماعية والمؤهل الدراسي، والمنطقة التي يتحدر منها، وعدد أفراد أسرته، وتاريخ سكنه في الشقة ورقم بطاقته الشخصية ومكان صدورها وتاريخها، ونوع السيارة التي يمتلكها ورقمها، ورقم الهاتف الشخصي لرب الأسرة أو مالك الشقة.
كما تطلب الاستمارة التي أعدتها وزارة داخلية الميليشيات من رب الأسرة الإدلاء ببيانات سكان الشقة من أفراد الأسرة أو المقيمين بشكل دائم، ابتداء بالأسماء الرباعية والمؤهلات الدراسية، ومكان وتاريخ ميلاد كل فرد، والمنطقة التي يتحدر منها كل واحد مقيم في الشقة، وأين يعملون، وتدوين أرقام بطاقاتهم الشخصية مع تاريخ ومكان صدورها، وحالتهم الاجتماعية؛ هل متزوجون أم لا، وأرقام هواتفهم جميعاً، وأرقام سياراتهم ونوعية السلاح ورقمه.
وفي أسفل استمارة البيانات يلزم أن تُوقّع من المختص الذي قام بتدوين هذه المعلومات، ويشاركه في التوقيع أيضاً عاقل الحارة (مسؤول المربع السكني) ثم مدير قسم شرطة الحي.
وفي حين تزعم الجماعة الحوثية أن هدف الاستمارة هو «توفير الحماية للمواطن وتأمين ممتلكاته»، قالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات تهدف من وراء هذه الخطوة إلى تعزيز الرقابة على السكان خشية أي احتجاجات وفرزهم على أساس مناطقي حيث تقيم الولاءات حسب المناطق.
وبحسب المصادر، فإن الجماعة تستعد لتنفيذ حملة تجنيد إجبارية، وتسعى لمعرفة عدد الذكور في سن الشباب لإرغامهم على الالتحاق بمعسكرات التدريب، أو إلزام أسرهم بدفع مبالغ فدية لتجنيد آخرين من الأرياف، مع تشكيل فرق تجنيد وحشد في أحياء العاصمة، وتخصيص خطباء المساجد خطب الجمعة والوعظ لدعوة الناس للالتحاق بتلك المعسكرات.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).