ليبيا ومصر توقّعان بروتوكول تعاون في مجالات الإعلام

يتضمن تشكيل لجنة تواصل مشتركة تهتم بقضايا البلدين

كرم جبر مستقبلاً وليد اللافي (المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام)
كرم جبر مستقبلاً وليد اللافي (المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام)
TT

ليبيا ومصر توقّعان بروتوكول تعاون في مجالات الإعلام

كرم جبر مستقبلاً وليد اللافي (المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام)
كرم جبر مستقبلاً وليد اللافي (المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام)

وقّع وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بحكومة «الوحدة» الوطنية وليد اللافي، أمس، مع رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر كرم جبر، بروتوكول تعاون بين البلدين في المجالات الإعلامية.
ويتضمن البروتوكول تشكيل لجنة تواصل إعلامي مشتركة تهتم بقضايا البلدين، كما ينص على التعاون في مجالات التدريب وقضايا الوعي والثقافة، والإنتاج التلفزيوني والدرامي المشترك، بالإضافة إلى تقديم المحتوى الإعلامي الجيد.
وبدأ اللافي زيارة رسمية إلى العاصمة المصرية القاهرة، مساء أول من أمس، تضمنت أيضاً زيارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات»، وقال جبر في مستهل اللقاء الذي تم في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن الأجواء حالياً «ملائمة للبدء في فترة غير مسبوقة» من العلاقات المصرية - الليبية، تدعمها مظلة سياسية متفاهمة بين البلدين، لافتاً إلى أن مصر تعتز بعلاقاتها القومية مع ليبيا «التي تتميز بقوتها على جميع المستويات»، مشدداً على حرص بلاده على نقل تجربتها في مجال الإعلام إلى ليبيا.
وأبدى اللافي تطلع ليبيا لتطوير مستوى التعاون الإعلامي مع مصر، مشيراً إلى موقف بلاده الثابت والداعم لمصر على جميع المستويات. كما تحدث اللافي عن تجربة حكومة «الوحدة» الوطنية في مسار إصلاح قطاع الإعلام في ليبيا، والتي بدأت من خلال ثلاثة مسارات، على أن تكون نتيجة المرحلة الأولى من خطة الإصلاح في 24 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مبرزاً رغبته في أن تسهم مصر في خطة إصلاح الإعلام الليبي، بوصفها «عاصمة الإعلام والفن والثقافة العربية».
في سياق قريب، اتفق اللافي مع رئيس مجلس الشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات» اللواء أحمد أنيس، على فتح التفاوض على تعاقدات جديدة بأسعار مخفضة لاشتراكات القنوات الليبية.
فيما عبّر مجلس إدارة الشركة عن موافقته على الطلب الليبي لتقديم برامج تدريبية للكوادر الليبية، والعاملين بالقنوات الحكومية، يستهدف العاملين بالإعلام في مختلف مناطق البلاد.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.