تونس: تحويرات على عدد من القيادات الأمنية

قرار قضائي يمنع بث شهادات تلفزيونية حول العملية الإرهابية

تونس: تحويرات على عدد من القيادات الأمنية
TT

تونس: تحويرات على عدد من القيادات الأمنية

تونس: تحويرات على عدد من القيادات الأمنية

نظمت الكنيسة الكاثوليكية بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية يوم أمس، قداسا على أرواح ضحايا الهجوم الإرهابي على متحف باردو، الذي وقع يوم 18 من الشهر الحالي. وشارك في هذا اللقاء عدة مسؤولين سياسيين من تونس من بينهم لطيفة الأخضر وزيرة الثقافة، وسلمى اللومي وزيرة السياحة، وسعيد العايدي وزير الصحة العمومية.
كما حضر اللقاء عدد من السفراء على غرار فرنسا وإيطاليا وإسبانيا إلى جانب عدد من عائلات السياح ضحايا الهجوم الإرهابي. وأكد القداس أن تونس ستبقى بلد التسامح واللقاء بين الأديان، ودعا كل بلدان العالم إلى الوقوف إلى جانب تونس في حربها ضد الإرهاب.
وقالت سلمى اللومي وزيرة السياحة التونسية في تصريح لوسائل الإعلام إن تونس ستبقى بلد التسامح والالتقاء بين الأديان والحضارات، وأكدت أن الإرهاب لن ينجح في ضرب هذه القيم في تونس، على حد تعبيرها.
وخلفت العملية الإرهابية بمتحف باردو تداعيات عدة سواء على المستوى الأمني، إذ تم إجراء تحوير على 4 مناطق أمنية، كما نشرت صورة أحد المتهمين بالمشاركة في العملية الإرهابية الأخيرة. أما على المستوى الاقتصادي فقد نفت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي تراجع السياح وإلغاء الحجوزات السياحية، كما سعت عدة أطراف سياسية إلى طمانة الأقليات المسيحية بأن تونس لا تزال بلد التسامح والتقاء الأديان.
وبشأن هوية المهاجمين، فقد أشار رفيق الشلي كاتب الدولة المكلف بالأمن إلى أن جابر الخشناوي وياسين العبيدي العنصرين الإرهابيين اللذين هاجما متحف باردو قد سافرا خلسة إلى ليبيا وتدربا هناك على حمل السلاح، قبل أن يعودا لتنفيذ عملهما الإرهابي.
وأظهرت التحقيقات الأولية أن جنرالا كولومبيا كان من بين السياح الذين نجوا في العملية الإرهابية الأخيرة، لكنه فقد زوجته وابنه في المواجهات المسلحة. والجنرال خوسيه ارتورو كاميلو عسكري متقاعد وقد قضى سنوات من عمره في محاربة الإرهاب في كولومبيا لتكون النتيجة وفاة أقرب الناس إليه في عملية إرهابية. في السياق ذاته، قال الحبيب الصيد خلال زيارة أداها أمس إلى عدد من مشاريع البنية التحتية في محيط العاصمة: «بيد نبني وبيد أخرى سنقاوم الإرهاب». أما على مستوى وزارة الداخلية، فقد أجريت 4 تحويرات على مستوى رؤساء المناطق الأمنية وشمل الأمر مناطق العمران والمنزه والمرسى في العاصمة التونسية وقبلي في الجنوب التونسي. ومن المنتظر (حسب مصادر أمنية تونسية) أن يجري خلال الفترة المقبلة عدة تحويرات أخرى تشمل بالخصوص الإدارة العامة للحدود والأجانب، والإدارة العامة للاستعلامات، والإقليم الوطني للأمن بتونس العاصمة. وحول الوقاية من المجموعات الإرهابية وتدعيم الحماية الأمنية لمقر البرلمان، قال حسان الفطحلي المتحدث باسم البرلمان في تصريح إعلامي إن الإمكانيات المادية المتوفرة تحول دون تطوير تجهيزات حماية هذه المؤسسة الدستورية.
على صعيد متصل، أصدر قاضي التحقيق المتعهد بالقضية قرارا بمنع بث جزء من أحد البرامج التلفزيونية يتعلق بروايات الشهود، وذلك بدعوى أن هذه الروايات تمس حسن سير التحقيق في القضية.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.