«هيلمريتش آند باين» تستثمر 100 مليون دولار في اكتتاب «أدنوك للحفر»

الكشف عن شراكة استراتيجية بين الشركتين

«أدنوك للحفر» تحصل بموجب الصفقة على 8 حفارات برية من «هيلمريتش آند باين» (الشرق الأوسط)
«أدنوك للحفر» تحصل بموجب الصفقة على 8 حفارات برية من «هيلمريتش آند باين» (الشرق الأوسط)
TT

«هيلمريتش آند باين» تستثمر 100 مليون دولار في اكتتاب «أدنوك للحفر»

«أدنوك للحفر» تحصل بموجب الصفقة على 8 حفارات برية من «هيلمريتش آند باين» (الشرق الأوسط)
«أدنوك للحفر» تحصل بموجب الصفقة على 8 حفارات برية من «هيلمريتش آند باين» (الشرق الأوسط)

أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وشركة «أدنوك للحفر» التابعة لها، وشركة «هيلمريتش آند باين» الأميركية والمتخصصة في تقنيات وحلول حفر آبار النفط والغاز والمدرجة في بورصة نيويورك، عن شراكة استراتيجية تحصل بموجبها «أدنوك للحفر» على ثمانية منصات حفر برية من شركة «هيلمريتش آند باين» مقابل 318 مليون درهم (86.5 مليون دولار). وقال بيان صادر من الشركة الإماراتية، إنه عقب هذه الصفقة، ستقوم «هيلمريتش آند باين» باستثمار 367 مليون درهم (100 مليون دولار) في الطرح الأولي العام لأسهم «أدنوك للحفر» الذي أعلنت عنه أدنوك مؤخراً.
وأوضح البيان، أن هذه الشراكة الاستراتيجية تعكس جهود «أدنوك» المستمرة لزيادة سعتها الإنتاجية إلى 5 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030، وتحقيق الاكتفاء الذاتي لدولة الإمارات من الغاز وتطوير موارد الغاز التقليدية وغير التقليدية في الدولة. وستسهم هذه الخطوة في دفع نمو وتطور «أدنوك للحفر» وتوسعة أعمالها ورفع كفاءة عملياتها التشغيلية في أعمال الحفر من خلال الاستحواذ على منصات حفر برية عالمية المستوى، والاستفادة من الخبرات والتقنيات المتطورة لشركة «هيلمريتش آند باين» في مجال الحفر.
وزادت الشركة «كما تساهم هذه الشراكة الاستراتيجية في تمكين (أدنوك للحفر) من توفير أرقى مستويات التميز التشغيلي من خلال رفع كفاءة عمليات الصيانة وتطوير قدراتها للاستفادة من الفرص الجديدة في سلسلة القيمة واستقطاب المزيد من الكفاءات والخبرات في مجال هندسة وتصميم معدات الحفر، إضافة إلى تعزيز قدراتها ومزاياها التنافسية من خلال خفض زمن عمليات حفر الآبار لتعزيز الكفاءة وتحسين اقتصاديات عمليات الحفر».
وقال الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها «كلنا ثقة بأن هذه الشراكة ستتيح لـ(أدنوك للحفر) مواصلة دورها الداعم لخطط وأهداف (أدنوك) الطموحة في زيادة سعتها الإنتاجية، إضافة إلى نقل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة لضمان استمرارية أدائنا المتميز».
وأضاف «استثمار (هيلمريتش آند باين) في الطرح الأولي المرتقب لشركة (أدنوك للحفر) يسهم في تعزيز دور (أدنوك) المهم كعامل استقطاب أساسي لكبار المستثمرين العالميين إلى دولة الإمارات».
وكانت «أدنوك» قد أعلنت في 6 سبتمبر (أيلول) عن نيتها طرح حصة أقلية بنسبة 7.5 في المائة في شركة «أدنوك للحفر» وإدراجها في سوق أبوظبي للأوراق المالية من خلال اكتتاب أولي عام. وأعربت كل من «أدنوك» و«هيلمريتش آند باين» عن التزامهما الراسخ وبعيد المدى كمساهمين أساسيين في «أدنوك للحفر».
من جانبه، قال جون ليندسي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «هيلمريتش آند باين»، «نحن سعداء بهذه الشراكة الاستراتيجية مع (أدنوك للحفر) وواثقون من نجاح هذه الشراكة في تحقيق المنفعة المتبادلة للطرفين وخلق القيمة وتعزيزها للمساهمين. إن استثمارنا في (أدنوك للحفر) يعد خطوة مهمة في تنفيذ استراتيجيتنا للنمو والتوسع على المستوى الدولي والاستثمار خارج الولايات المتحدة، كما يعكس ثقتنا في قدرة (أدنوك للحفر) وشركة (هيلمريتش آند باين) على تحقيق النجاح والتطور من خلال التعاون والعمل المشترك».
وبالنسبة لشركة «هيلمريتش آند باين»، تدعم هذه الشراكة خططها وأهدافها للاستثمارات الدولية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك من خلال نقطة انطلاق رئيسية للتوسع والنمو في المنطقة من خلال سوق أبوظبي المالية.



 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».