البرازيل والأرجنتين لنسيان «حادثة ساو باولو» في مواجهة بيرو وبوليفيا اليوم

صدام ساخن بين الأوروغواي والإكوادور لحسم المركز الثالث بتصفيات أميركا الجنوبية والاقتراب من تأمين بطاقة مؤهلة لمونديال 2022

لاعبو الأرجنتين يتوسطهم ميسي خلال التدريب استعداداً لمواجهة بوليفيا (إ.ب.أ)
لاعبو الأرجنتين يتوسطهم ميسي خلال التدريب استعداداً لمواجهة بوليفيا (إ.ب.أ)
TT

البرازيل والأرجنتين لنسيان «حادثة ساو باولو» في مواجهة بيرو وبوليفيا اليوم

لاعبو الأرجنتين يتوسطهم ميسي خلال التدريب استعداداً لمواجهة بوليفيا (إ.ب.أ)
لاعبو الأرجنتين يتوسطهم ميسي خلال التدريب استعداداً لمواجهة بوليفيا (إ.ب.أ)

بعد الجدل حيال مشاركة اللاعبين المحترفين في أوروبا وحادثة تعليق مباراة البرازيل والأرجنتين، تُستأنف اليوم تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 في الجولة الأخيرة من هذه النافذة الدولية.
وبعد حرمان المشجعين من مشاهدة الغريمين - الزميلين في باريس سان جيرمان نيمار وليونيل ميسي مساء الأحد إثر توقف مثير للجدل للقاء بسبب اقتحام مسؤولي الصحة البرازيليين أرض الملعب لإخراج 3 لاعبين أرجنتينين اخترقوا البروتوكولات الصحية في ساو باولو، سيتابع جماهير المنتخبين نجميهما مجدداً وهما يخوضان مواجهتي البرازيل مع البيرو، والأرجنتين مع بوليفيا.
وفتحت الشرطة البرازيلية تحقيقاً لمعرفة ما إذا كان اللاعبون الأرجنتينيون الأربعة في الدوري الإنجليزي الممتاز (جيوفاني لو سيلسو وكريستيان روميرو (توتنهام)، إيميليانو مارتينيز (آرسنال) وإيميليانو بوينديا (أستون فيلا) قد قدموا «معلومات خاطئة» في استمارة دخولهم إلى البرازيل، ولم يصرحوا عن مكوثهم في المملكة المتحدة خلال الأربعة عشر يوماً السابقة لوصولهم.
وكان السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» قد وصف الأحداث التي أدت لإلغاء المباراة بأنها «مجنونة»، وأكد أن اللجنة التأديبية فتحت تحقيقاً في الأمر لاتخاذ قرار في مصير هذه المباراة المعلقة. وحاول الاتحاد البرازيلي تبرير موقف مسؤولي الصحة باقتحام الملعب مؤكداً في بيان له أنه حذّر نظيره الأرجنتيني بضرورة خضوع رباعي المنتخب المحترف في الدوري الإنجليزي للحجر الصحي، عقب اجتماع عُقد في فندق «ماريوت» يوم السبت الماضي، لكن الجانب الأرجنتيني ينفي علمه بهذا الأمر.
ولم يقرر الاتحاد الدولي مصير تلك المباراة بعد، إن كانت ستقام في وقت لاحق ضمن روزنامة مزدحمة أصلاً، أو إعلان فوز أحد المنتخبين 3 - صفر. لكن لصالح من سيكون القرار؟.
وسيدخل المنتخب البرازيلي، الذي يتصدر المجموعة الوحيدة في أميركا الجنوبية بالعلامة الكاملة مع 21 نقطة من سبع مباريات، مباراة بيرو المقررة في ليما، محروما من تسعة لاعبين محترفين بالدوري الإنجليزي منعتهم أنديتهم من الالتحاق بالفريق. وسيعتمد المنتخب البرازيلي على الثنائي الهجومي نيمار وغابريال باربوسا (غابيغول)، مع مساندة من إيفرتون ريبيرو ولوكاس باكيتا، الذين برزوا خلال الدقائق الخمس التي لعبت في مباراة ساو باولو قبل إيقافها.
وسيفتقد المنتخب البرازيلي أيضا ركيزة دفاعه ماركينيوس، لأنه كان موقوفاً أمام الأرجنتين، ولن يتمكن لاعب سان جيرمان من العودة قبل بت مصير مباراة البرازيل والأرجنتين، رغم أن قرار العودة يبدو صحيحاً من الناحية النظرية.
أما البيرو التي تقبع في المركز السابع مع ثماني نقاط من ثماني مباريات، فقد أبقت على حلمها بالتأهل إلى المونديال القطري بفضل فوز صعب على فنزويلا (1 - صفر) الأحد، وستسعى بأي ثمن لإسقاط البرازيل. ومن بين المنتخبات العشرة المتنافسة، تتأهل الأربعة الأولى إلى كأس العالم، بينما يلعب الخامس في الملحق القاري.
في المقابل، ترغب الأرجنتين في نسيان حادثة ساو باولو وتعزيز موقعها في المركز الثاني الذي تحتله حالياً مع 15 نقطة، عندما تلتقي بوليفيا التي تمتلك ست نقاط في المركز التاسع ومنتخبها الهش نوعاً ما. ويتطلع ميسي ورفاقه في منح الفرصة للجماهير العائدة أخيراً إلى المدرجات (30 في المائة من سعة ملعب مونومنتال في بوينوس أيرس أو ما يقارب 21 ألف مشجع) فرصة للاحتفال بكأس كوبا أميركا التي فازت بها الأرجنتين في يوليو (تموز) الماضي لتنهي 28 عاماً من جفاف الألقاب.
وسيتمكن ميسي من الاستمتاع بالظفر بأول ألقابه الكبيرة بعمر الرابعة والثلاثين، بعد أربعة إخفاقات في نهائيات المسابقات الدولية (كوبا أميركا 2007، 2015، و2016 وكأس العالم 2014). لكن ذلك سيكون من دون مارتينيز وبوينديا، اللذين غادرا إلى كرواتيا لقضاء الحجر الصحي قبل عودتهما إلى إنجلترا. من جهته، سيحاول منتخب الأوروغواي الرابع مع 12 نقطة أن يحافظ على إيقاعه أمام الإكوادور المفاجأة في المركز الثالث (13 نقطة)، رغم غياب نجميه المهاجمين، إدينسون كافاني الذي منعه مانشستر يونايتد الإنجليزي من الالتحاق بالتشكيلة، ولويس سواريز (أتلتيكو مدريد الإسباني) المصاب. وسيعتمد منتخب الأوروغواي على عنصر الشباب المتمثل بجورجيان دي أراسكايتا صاحب الثنائية في الانتصار على بوليفيا 4 - 2 الأحد.
وتخوض تشيلي التي جمعت سبع نقاط من ثماني مباريات في بداية سيئة بالتصفيات اختبار صعبا ضد كولومبيا خامسة الترتيب مع عشر نقاط.
لم يعد الجيل الذهبي لتشيلي بقيادة أرتورو فيدال وألكسيس سانشيز مخيفاً كما كان من قبل، في حين أثبتت كولومبيا أنها يمكنها النجاح من دون وجود لاعبها المميز خاميس رودريغيز، إذ تعادلت مع مضيفتها الباراغواي 1 - 1.
أما الباراغواي التي تحتل المركز السادس مع ثماني نقاط أيضاً، فلا ينبغي أن تفوت الفرصة ضد فنزويلا (العاشرة مع أربع نقاط) للبقاء في السباق نحو بطاقة للمونديال.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».