توقيف عناصر من «داعش» في حملة أمنية عراقية

عناصر من الأمن العراقي في أحد شوارع بغداد (أ.ف.ب)
عناصر من الأمن العراقي في أحد شوارع بغداد (أ.ف.ب)
TT

توقيف عناصر من «داعش» في حملة أمنية عراقية

عناصر من الأمن العراقي في أحد شوارع بغداد (أ.ف.ب)
عناصر من الأمن العراقي في أحد شوارع بغداد (أ.ف.ب)

يواصل جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، إحدى أبرز قوات النخبة في البلاد، مطاردة عناصر تنظيم «داعش» في مناطق مختلفة من شمال العراق، انطلاقاً من محافظة كركوك التي شهدت، السبت الماضي، مجزرة نفذها التنظيم الإرهابي بحق العشرات من منتسبي قوات الشرطة الاتحادية.
وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، في بيان له، أمس، أنه «بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، يواصل جهاز مكافحة الإرهاب سلسلة انتصاراته على بقايا (داعـش) في البلاد؛ فبعد قتل مفرزة كاملة من الإرهابيين يوم (أول من) أمس (الثلاثاء) في محافظة كركوك، تمكن أبطال الجهاز هذا (أمس) من إلقاء القبض على 8 إرهابيين في مناطق مختلفة استناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة».
وأوضح أن «عملية بدأت في العاصمة بغداد بقضاء الطارمية وناحية الرضوانية أسفرت عن إلقاء القبض على 4 من الإرهابيين التكفيرين»، مضيفاً أن «الجهاز باشر بواجب في محافظة الأنبار داخل أقضية الفلوجة وهيت والكرمة حيث تم إلقاء القبض على 4 من عناصر عصابات (داعش) الإرهابية». وأكد أن «جهاز مكافحة الإرهاب هو رأس الرمح في مواجهة التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف، ورجاله هم الذراع القوية المخلصة للشعب».
وكان اللواء رسول أعلن نتائج عمليات قام بها جهاز مكافحة الإرهاب في ثلاث محافظات، منها كركوك التي كانت شهدت أعنف هجوم يشنه التنظيم منذ شهور على نقطة تفتيش في كركوك أسفر عن مقتل 13 عنصراً من الشرطة الاتحادية وجرح العشرات.
إلى ذلك، وصل وفد أمني رفيع المستوى إلى كركوك برئاسة وزير الدفاع جمعة عناد للوقوف على الخروقات الأمنية في المحافظة، فضلاً عن متابعة العمليات التي يقوم بها حالياً جهاز مكافحة الإرهاب هناك. وقال بيان لمكتب القائد العام للقوات المسلحة إن زيارة الوفد تأتي «حسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، وبهدف الاطلاع ميدانياً على الأوضاع الأمنية في محافظة كركوك». وأشار إلى أن الوفد ضم وزير الدفاع، ورئيس أركان الجيش الفريق أول ركن عبد الأمير رشيد يار الله، ومستشار القائد العام للقوات المسلحة عرفان الحيالي، ونائب قائد العمليات المشتركة، وقيادات في وزارة الدفاع وهيئة «الحشد الشعبي»، وعدداً من القيادات العسكرية. وأشار البيان إلى أن «وزير الدفاع سيبحث بحضور القادة توجيهات القائد العام للقوات المسلحة وقرارات المجلس الوزاري للأمن الوطني، بعد حادثة كركوك، من أجل الحيلولة دون تكرارها».
من جهتها، أعلنت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان أن «العمليات الأمنية التي قامت بها القوات العراقية أخيراً أطاحت قيادات الصف الأول والثاني لتنظيم (داعش) الأمر الذي يصعب معه تكرار مجزرة كركوك». وقال عضو اللجنة عبد الخالق العزاوي إن «ما حصل في ناحية الرشاد بكركوك يعد في الواقع خرقاً أمنياً هو الأخطر على مستوى البلاد منذ شهور»، لافتاً إلى أن «لجاناً تحقيقية شكلت لبحث حيثيات ما حصل، وأسباب سقوط عدد ليس قليلاً من الشهداء والجرحى في صفوف الشرطة الاتحادية».
وأضاف أن «تكرار مجزرة كركوك في ديالى مستبعَد، وذلك للاختلاف في طبيعة التحديات الأمنية، بالإضافة إلى أن ديالى شهدت 8 عمليات إعادة انتشار في القواطع الساخنة، وتم من خلالها سد الفراغات وشل حركة الخلايا في العديد من المناطق، إضافة إلى البعد الاستخباري الذي أسهم في إطاحة قيادات الصف الأول والثاني التي تمثل مسار الحركة والتخطيط لخلايا (داعش)».
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش عين الألماني كريستيان ريشتر مستشاراً خاصاً ورئيساً لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها «داعش» في العراق. وذكر موقع الأمم المتحدة في تقرير أن «فريق التحقيق تأسس بموجب قرار مجلس الأمن 2379 عام 2017. لدعم الجهود المحلية لمحاسبة تنظيم (داعش) من خلال جمع وحفظ وتخزين الأدلة في العراق عن الأعمال التي قد تصل إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ارتكبها التنظيم الإرهابي في العراق».
وأضاف أن «الألماني كرستيان ريشتر سيخلف في المنصب كريم أسد أحمد خان من المملكة المتحدة الذي كان أول مستشار خاص للجنة (يونيتاد) التابعة للأمم المتحدة لتجميع الأدلة الخاصة بجرائم (داعش) في العراق».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».