تونس تطالب الاتحاد الأوروبي بـ«مرونة أكبر» رداً على دعوات إنهاء الإجراءات

TT

تونس تطالب الاتحاد الأوروبي بـ«مرونة أكبر» رداً على دعوات إنهاء الإجراءات

طالبت تونس، أمس، بمزيد من الدعم، وبمرونة أكبر من قبل الاتحاد الأوروبي، الشريك الاقتصادي الأول لها، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية متصاعدة، وظرفاً استثنائياً منذ إعلان الرئيس قيس سعيد التدابير الاستثنائية في 25 يوليو (تموز) الماضي.ويأتي طلب تونس كرد على دعوة الدول الصناعية السبع في بيان مشترك، عبر سفرائها المعتمدين في تونس، الرئيس قيس سعيد للعودة السريعة إلى نظام دستوري وبرلمان منتخب، وتعيين رئيس حكومة وإطلاق حوار حول الإصلاحات.
وتعهّدت المجموعة، التي تضم ثلاث دول من الاتحاد الأوروبي، بالالتزام بالشراكة مع تونس. لكنها دعت في الوقت نفسه إلى الإسراع بتعيين رئيس حكومة جديد، حتى يتسنى له تكوين حكومة قوية، والانكباب على معالجة الأزمة الاقتصادية والصحية.
وقالت الوزيرة المكلفة بإدارة وزارة الاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار، سهام بوغديري، أثناء لقائها سفير الاتحاد الأوروبي في تونس، ماركوس كورنارو، أمس، إن «الوضع الاستثنائي والظرفي الذي تمر به تونس لا يمثل عائقاً لتنفيذ برامج التعاون، باعتبار تواصل عمل جميع هياكل الدولة وإداراتها بنفس الأداء والنسق»، مشيرة إلى «التزام تونس الثابت بتنفيذ الإصلاحات الضرورية لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني، وتحقيق المزيد من الرقي الاجتماعي»، وإلى «أهمية دعم الشركاء بنسق أرفع ومرونة أكبر، سواء على المستوى الثنائي، أو متعدد الأطراف، وفي مقدمتهم الاتحاد الأوروبي».
في المقابل، أكد السفير الأوروبي، أمس، التزام الاتحاد بمواصلة دعم تونس، لا سيما في هذه الظروف الاستثنائية، سواء على مستوى دعم البرامج القطاعية، أو في إطار دعم الميزانية، إلى جانب المساندة لدى المؤسسات الدولية المانحة.
وكان قرار الرئيس قيس سعيد التمديد في التدابير الاستثنائية إلى أجل غير مسمى، ودون طرح برنامج واضح لإدارة المرحلة، قد أثار بعض التحفظ في الخارج، خاصة في ظل التوسع في الإجراءات المرتبطة بفرض قيود على السفر والإقامة الجبرية على العديد من المسؤولين، من بينهم قضاة ونواب ورجال أعمال كإجراء احترازي.
في هذا السياق، بدأ النائب البرلماني الموقوف ياسين العياري، الذي انتقد الجيش والرئيس قيس سعيد، إضراباً عن الطعام، احتجاجاً على الملاحقات القضائية العسكرية في حق المدنيين، على ما أفاد محاميه، أمس، لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأوقف هذا المدون السابق، المعروف بمواقفه الحادة خصوصاً ضد السياسيين، نهاية يوليو الفائت تنفيذاً لقرار قضائي بسجنه مدة شهرين صدر عن القضاء العسكري، إثر نشره تدوينة انتقد فيها الجيش في عام 2018. وجاء توقيفه الذي انتقدته منظمات حقوقية بعد خمسة أيام من قرار الرئيس سعيد تجميد أعمال البرلمان، وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، ورفع الحصانة النيابية عن كل النواب.
واعتبر العياري (40 عاما) أن قرارات سعيد الاستثنائية «انقلاب عسكري».
وقال المحامي مختار الجماعي إن العياري «دخل في إضراب جوع منذ الثلاثاء، رغم أنه يعاني من قرحة في المعدة للاحتجاج على ملاحقة القضاء العسكري للمدنيين»، مؤكداً أن القضاء العسكري فتح تحقيقاً جديداً حول تدوينات العياري، التي ينتقد فيها تولي سعيد السلطة في البلاد.
واعتبر ياسين العياري أن قرارات سعيد تشكل «انقلاباً وإطاحة بالدستور والعقد الاجتماعي باستعمال الجيش». فيما عبّر المحامي عن مخاوف «من رغبة في تمديد سجن العياري «لتصفية حسابات سياسية».



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».