آذان ومناقير أكبر... تغيّر المناخ يدفع الحيوانات لـ«تغيير أشكالها»

مجموعة من الفيلة تتناول الطعام في غابة بالصين (أ.ف.ب)
مجموعة من الفيلة تتناول الطعام في غابة بالصين (أ.ف.ب)
TT

آذان ومناقير أكبر... تغيّر المناخ يدفع الحيوانات لـ«تغيير أشكالها»

مجموعة من الفيلة تتناول الطعام في غابة بالصين (أ.ف.ب)
مجموعة من الفيلة تتناول الطعام في غابة بالصين (أ.ف.ب)

أظهرت دراسة جديدة أن تغير المناخ قد يتسبب في نمو آذان ومناقير وذيول أكبر للحيوانات في جميع أنحاء العالم، حيث يجبر كوكبنا الذي يشتد حرارة الحيوانات على «تغيير شكلها» بسرعة من أجل البقاء على قيد الحياة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
وأظهرت عقود من مراقبة كيفية تكيف الحيوانات مع ظاهرة الاحتباس الحراري أنه مع احتمال مواجهة ثلث الأنواع للانقراض، يغير الكثيرون أنماط تكاثرهم وهجرتهم لتجنب المستويات الجديدة من الحرارة، وفي بعض الحالات، يتقلصون لتحسين تنظيم أجسامهم لدرجات الحرارة.
في ظاهرة تُعرف باسم قاعدة ألين، تميل الحيوانات في المناخات الأكثر دفئاً إلى امتلاك ملاحق أكبر - مثل الأذنين والمناقير والساقين وذيول - والتي يمكن استخدامها لتبديد الحرارة.
في حين أن الملاحق غالباً ما تحتوي على عدد أقل من الريش أو الفراء، مقارنة بالأجزاء الأخرى من أجسام الطيور والحيوانات، إلا أنها تتمتع أيضاً بمزايا أخرى. على سبيل المثال، تستطيع الأفيال ضخ الدم الدافئ إلى آذانها المليئة بالأوعية الدموية، ثم ترفرف بها لتفريق الحرارة. كلما زاد حجم الملحق، يمكن تبديد المزيد من الحرارة.
في بحث جديد، أفاد العلماء بأنهم وجدوا «أدلة واسعة الانتشار» على التغيرات في أحجام هذه الأعضاء استجابة للاحتباس الحراري - «من القطب الشمالي إلى المناطق الاستوائية في أستراليا».
وحلل العلماء سجلات المتاحف لأجسام الحيوانات وراجعوا التحليلات طويلة المدى للحيوانات البرية، والتي كشفت عن العديد من الحالات التي نمت فيها بعض الملاحق بسرعة خلال فترة زمنية قصيرة.
في حين أن حالات «التحول السريع في الشكل» هذه غالباً ما تُعزى سابقاً إلى التغيرات في الموائل أو النظام الغذائي، فإن تغير المناخ هو «المتغير الموحد الوحيد»، الذي يمكن أن يفسر سبب حدوث التغييرات في العديد من الأنواع المختلفة في جميع أنحاء العالم، وفق ما قالته المؤلفة الرئيسية للدراسة سارة رايدينغ.
وقالت رايدينغ، طالبة دكتوراه في علم الطيور بجامعة ديكين الأسترالية: «في كثير من الأوقات عندما يُناقش تغير المناخ في وسائل الإعلام الرئيسية، يسأل الناس: هل يمكن للبشر التغلب عليه؟ أو ما هي التكنولوجيا التي يمكن أن تحل هذه المشكلة؟».
وتابعت: «لقد حان الوقت لأن ندرك أن على الحيوانات أيضاً التكيف مع هذه التغييرات، ولكن هذا يحدث على مدى زمني أقصر بكثير، حيث إن تغير المناخ الذي خلقناه يضغط عليهم كثيراً، وبينما تتكيف بعض الأنواع، لن تتكيف أخرى».
وقالت رايدينغ إن الزيادات في حجم الملاحق التي شوهدت حتى الآن «صغيرة جداً» عند أقل من 10 في المائة و«من غير المرجح أن تكون ملحوظة على الفور».
وأضافت: «ومع ذلك، من المتوقع أن تزداد الملاحق البارزة كالأذنين في الحجم - خاصة لدى حيوانات مثل الفيلة».
ويأمل العلماء أن تساعد أبحاثهم في التنبؤ بالحيوانات التي يمكن أن تكون أكثر عرضة لنمو الملاحق السريع، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على أنظمتها البيئية الأوسع.


مقالات ذات صلة

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «مو دينغ» يُكثّف نجوميته (أ.ب)

أغنية رسمية بـ4 لغات لفرس النهر التايلاندي القزم «مو دينغ» (فيديو)

إذا لم تستطع رؤية فرس النهر التايلاندي القزم، «مو دينغ»، من كثب، فثمة الآن أغنية رسمية مميّزة له بعدما بات الحيوان المفضَّل لكثيرين على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)

انخفاض كبير في أعداد الأفيال الأفريقية خلال نصف قرن

واختفت الأفيال من بعض المواقع بينما زادت أعدادها في أماكن أخرى بفضل جهود الحفاظ عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
TT

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)

أوفى رجل اشترى عملاً فنياً يمثل موزة مثبتة على حائط لقاء 6.2 مليون دولار، بوعده الجمعة، وأقدم على تناول قطعة الفاكهة.

ففي أحد فنادق هونغ كونغ الفاخرة، أكل جاستن صن، وهو رجل أعمال صيني أميركي ومؤسس منصة «ترون» للعملات المشفرة، الموزة التي تمثل عملاً فنياً أمام عشرات الصحافيين والمؤثرين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقبل إقدامه على هذه الخطوة، ألقى الشاب البالغ 30 عاماً كلمة وصف فيها العمل الفني بأنه «إبداعي»، مشيراً إلى أوجه تشابه بين الفن التصوّري والعملات المشفرة.

وقال بعد أن التهَم أوّل قطعة من الموزة: «إنها أفضل بكثير من أي موزة أخرى. هي فعلا لذيذة».

ويتألّف العمل الذي يحمل اسم «كوميديان» من موزة معلّقة على حائط بقطعة كبيرة من شريط لاصق فضي، تولى ابتكاره الفنان الإيطالي المتمرد والمثير للاستفزاز ماوريتسيو كاتيلان.

وبيع هذا العمل الفني مقابل 6.2 مليون دولار، ضمن مزاد نظمته دار «سوذبيز» خلال الأسبوع الفائت في نيويورك.

امرأة تلتقط صورة أمام ملصق يصور عملاً فنياً للموز يتكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وقال جاستن صن إنه شعر بـ«ارتياب» في الثواني العشر الأولى التي تلت عملية البيع، ثم اتخذ قراراً بتناول حبة الفاكهة.

وأوضح، الجمعة، أن «أكل الموزة خلال مؤتمر صحافي قد يكون جزءاً من تاريخها».

وهذا العمل موجود في 3 نسخ، ويرمي إلى إعادة طرح مفهوم الفن وقيمته. وتم الحديث عنه بشكل كبير منذ عرضه للمرة الأولى عام 2019 في ميامي.

ويحصل صاحب أحد الأعمال على شهادة أصالة، بالإضافة إلى تعليمات بشأن كيفية استبدال حبة الفاكهة عندما تبدأ بالتعفن.

وقارن صن الأعمال التصوّرية مثل «كوميديان» بفن رموز «إن إف تي» (رموز غير قابلة للاستبدال تتيح الحصول على شهادة أصالة رقمية) وتقنية الـ«بلوكتشين» (سلسلة الكتل) التي تقوم عليها العملات المشفرة.

وأشار إلى أنّ «معظم هذه الأشياء والأفكار موجودة بوصفها ملكية فكرية وعلى الإنترنت، وليس غرضاً مادياً».

وتلقى المشاركون في المؤتمر الصحافي، الجمعة، لفافة من الشريط اللاصق وموزة هدية تذكارية.