فرار السجناء الفلسطينيين... تقارير تكشف عن سلسلة من الأخطاء الإسرائيلية «الفادحة»

مخططات بناء سجن «جلبوع» كانت منشورة على الإنترنت

أفراد أمن إسرائيليون يتفقدون زنزانة بسجن جلبوع بعد فرار ستة سجناء فلسطينيين أمس (رويترز)
أفراد أمن إسرائيليون يتفقدون زنزانة بسجن جلبوع بعد فرار ستة سجناء فلسطينيين أمس (رويترز)
TT

فرار السجناء الفلسطينيين... تقارير تكشف عن سلسلة من الأخطاء الإسرائيلية «الفادحة»

أفراد أمن إسرائيليون يتفقدون زنزانة بسجن جلبوع بعد فرار ستة سجناء فلسطينيين أمس (رويترز)
أفراد أمن إسرائيليون يتفقدون زنزانة بسجن جلبوع بعد فرار ستة سجناء فلسطينيين أمس (رويترز)

بين نشر مخططات البناء الخاصة بالسجن على الإنترنت والحراس الذين لم يلاحظوا عملية الحفر التي حدثت أمامهم وبرج المراقبة الذي يديره جنود نائمون، تمكّن ستة أسرى فلسطينيين من الهرب من سجن «جلبوع» الإسرائيلي. وتعتبر هذه العوامل جزءاً من الأخطاء الفادحة والإغفالات التي ساعدتهم على الخروج من أحد أكثر السجون تحصيناً في إسرائيل في الساعات الأولى من صباح أمس (الاثنين)، وفقاً لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وكشفت تقارير وسائل الإعلام العبرية بالتفاصيل، عن قائمة خاصة بالأدلة التي تتحدث عن الفوضى، حيث تعهدت السلطات بالعثور على السجناء وإصلاح الثغرات التي أدت إلى نجاح هذه العملية.
وذكرت «القناة 12» الإسرائيلية، أن أكبر سجناء المجموعة، زكريا الزبيدي، طلب قبل يوم من الهرب، نقله إلى الزنزانة التي يوجد بها السجناء الخمسة الآخرون، مضيفة أنه تم قبول الطلب دون أن يشعرهم ذلك بأي خطر. وعادةً ما تفصل مصلحة السجون الإسرائيلية بين السجناء على أساس انتماءاتهم، لكن إسرائيل لم يكن لديها أي معلومات استخبارية عن مخطط الفرار هذا.
كان الزبيدي، وهو قائد سابق في جماعة «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لـ«فتح»، والذي أعيد اعتقاله في عام 2019، في السجن أثناء محاكمته بسبب العديد من الجرائم المزعومة. وينتمي باقي الأسرى إلى «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، مع أربعة منهم يواجهون عقوبة السجن مدى الحياة لصلتهم بهجمات ضد إسرائيليين.
وقالت «القناة 12»، إن الزنزانة التي نُقل إليها الزبيدي كانت مسرحاً لأعمال تنقيب خلسة لأسابيع أو أشهر، حيث حفر النزلاء حفرة في الحمام وأخفوها تحت لوح الأرضية. وبحسب أحد المواقع، فقد استمرت الاستعدادات لمدة عام تقريباً.
ولم يضطر السجناء إلى الحفر بعيداً تحت الأرض، حيث إن السجن مدعوم بركائز متينة زحفوا تحتها حتى وصلوا إلى منطقة خلف السياج. ومن هناك زحفوا من تحت حفرة.

وكان سجن «جلبوع» موقعاً لمحاولة هرب في عام 2014، عندما اكتشف حراس السجن نفقاً تم حفره تحت الحمام. وكان السجناء الثمانية المشتبه في تعاونهم في النفق أعضاء في «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، وكانوا يتشاركون في الزنزانة والحمام. كشف حراس السجن النفق بعد تحقيق مكثف وقبل أن يحاول السجناء الهرب.
على ما يبدو، فشلت إدارة السجون في تغيير ممارساتها التشغيلية بعد تلك المحاولة لمنع وقوع حادث مماثل. أفادت «والا» الإخبارية، بأن ثلاثة من الفارين متورطون في محاولة الهرب السابقة. بشكل لا يصدق، كان لا يزال يُسمح لهم بمشاركة الزنزانة نفسها.
ذكرت وسائل الإعلام العبرية، أن مخطط بناء سجن «جلبوع» كان متاحاً على الإنترنت على الموقع الإلكتروني للشركة المعمارية التي صممت السجن.
وقالت، إن الفتحة التي خرجت منها المجموعة خارج السجن كانت أسفل برج مراقبة مباشرة، لكن الحراس هناك كانوا غارقين في النوم ولم يلاحظوا السجناء وهم يفرون.

وأوضح وزير الأمن العام، عمر بارليف، أن التخطيط المكثف ظهر في عملية الهرب، وأن السجناء على الأرجح تلقوا «مساعدة خارجية».
ويعتقد المحققون أنه بعد الخروج من تحت الأرض، غيرت المجموعة ملابسها بسرعة قبل أن تنطلق وتركض مسافة ثلاثة كيلومترات (1.9 ميل) بعيداً عن السجن، حيث كانت تنتظرهم سيارة. ذكرت «القناة 12»، أن المجموعة انشقت هناك، حيث لم يدخل جميع السجناء السيارة.
ولم يتضح إلى أين ذهبت السيارة، رغم أنه يعتقد أن بعض المشتبه بهم على الأقل قد هربوا إلى جنين.
في مرحلة ما قبل وصول المشتبه بهم إلى السيارة، شاهد سائق سيارة أجرة بعضهم على الأقل في محطة وقود قريبة واتصل بالشرطة.

في تسجيل المكالمة الساعة 2:15 صباحا التي استردتها وسائل الإعلام العبرية، يمكن سماع الرجل وهو يقول «لقد رأيت هنا للتو نحو ثلاثة رجال ملثمين أو نحو ذلك يحملون حقائب يعبرون بسرعة الطريق المقابل للسجن».
وسرعان ما نقل نائب قائد شرطة بيت شيعان هذا الأمر إلى سلطات سجن «جلبوع»، ولكن لم يتم الكشف إلا بعد مرور أكثر من ساعة على أن سلطات السجن أبلغت عن اختفاء بعض السجناء. قالت في البداية، إن ثلاثة سجناء هم في عداد المفقودين، وبعد ذلك اعترفت بأن العدد الحقيقي هو ستة.
ومن المحتمل أن يتطلب الهرب استخدام الهواتف الجوالة المهربة، وهو تحدٍ مستمر لحراس السجون الإسرائيليين.

في وقت سابق من هذا العام، قام السجن بتركيب نظام لمنع استخدام الهواتف المهربة من قِبل السجناء، لكن لم يتم تفعيله أبداً، حسبما ذكرت «القناة 12». من المحتمل أن يكون قد تم إيقافه لأن البعض يخشى أن يؤدي التشويش على المكالمات إلى احتجاجات وإضراب عن الطعام من قبل السجناء، مما قد يُغضب الفلسطينيين.
وقال مسؤولون أمنيون لـ«القناة 12»، إن الهرب يعتبر نجاحاً رمزياً للغاية للفلسطينيين الذين يحتفلون فيه بفرح، لا سيما في مخيم جنين للاجئين، المنطقة التي يأتي منها السجناء الستة، حيث تم توزيع حلويات الاحتفال صباح أمس.

https://twitter.com/aawsat_News/status/1435220304163491841?s=20



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.