السيسي يتصل بهيرتسوغ قبل زيارة بنيت المرتقبة

TT

السيسي يتصل بهيرتسوغ قبل زيارة بنيت المرتقبة

قبيل زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت إلى مدينة شرم الشيخ، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً، مساء أول من أمس، مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ؛ وذلك «للتهنئة بتوليه منصبه الجديد، وبمناسبة رأس السنة العبرية».
وقال المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، إن «هيرتسوغ عبّر عن امتنانه لتهنئة السيسي، وكذلك عن تقديره لدور مصر الفاعل في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بقيادته»، مضيفاً أن «الاتصال بحث بعضاً من موضوعات العلاقات الثنائية بين الجانبين؛ فضلاً عن القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك في ضوء المخاطر المحيطة بالمنطقة، فضلاً عن جهود إعادة إحياء مباحثات السلام».
ويأتي الاتصال، بعد إيام من إعلان «هيئة البث الإسرائيلية الرسمية»، أن رئيس الوزراء نفتالي بنيت، سيتوجه هذا الأسبوع، إلى شرم الشيخ، للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لبحث قضايا تتعلق بالوضع الفلسطيني. والزيارة التي ينتظر أن يجريها بنيت، تلقّى دعوتها من رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، الذي زار إسرائيل قبل أسابيع، كما أنها تعد الأولى من نوعها لرئيس وزراء إسرائيلي منذ أكثر من 10 سنوات، وتأتي بعد قمة ثلاثية بين السيسي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، عُقدت في القاهرة، ودعا بيانها الختامي إلى «إحياء جهود عملية السلام».في غضون ذلك، واصلت السلطات المصرية، أمس، فتح معبر رفح البرى من الجانبين، ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، عن مصادر مسؤولة عن تشغيل المعبر «استمرار فتح المعبر اليوم لعبور العالقين والحالات الإنسانية من الجانبين، علاوة على إدخال المساعدات ومواد ومعدات إعادة الإعمار إلى قطاع غزة».وأعلنت المصادر عن «استمرار تواجد الأطقم الإدارية والفنية للتيسير على الفلسطينيين، وتسريع إنهاء إجراءات العبور وإدخال المساعدات».
وذكرت المصادر، أنه «يتم فتح المعبر بصفة استثنائية للحالات الإنسانية في أي وقت، ولإدخال المساعدات طوال أيام الأسبوع بموافقة السلطات (ووفقاً للحاجة)، بينما يتم تعطيل العمل به بالنسبة لحركة العبور بين الجانبين، أيام الجمع والعطلات الرسمية، طبقاً لاتفاق المعابر المعمول به بين مصر والسلطة الفلسطينية».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.