تراجع شعبية بايدن بسبب أفغانستان و«كوفيد 19» والإعصار

TT

تراجع شعبية بايدن بسبب أفغانستان و«كوفيد 19» والإعصار

يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن تراجعاً كبيراً في شعبيته داخل البلاد، على خلفية تعامل إدارته مع ملفات عدة، أبرزها أفغانستان و«كوفيد 19» والإعصار.
وتصاعدت الانتقادات من الحزبين لأسابيع بسبب تعامل الإدارة مع الانسحاب الأميركي المضطرب والإجلاء من أفغانستان، ومع ارتفاع عدد حالات «كوفيد 19» الجديدة بسبب انتشار متحور «دلتا» شديد العدوى في جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى تأثيرات وخسائر إعصار «إيدا» الذي ضرب ولايات الجنوب والجنوب الشرقي للولايات المتحدة.
وأظهرت نتائج استطلاعات للرأي أن شعبية بايدن بين 50 في المائة إلى 59 في المائة في بداية توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن تلك الأرقام بدأت في الانخفاض الشهر الماضي؛ حيث هيمنت الأزمة في أفغانستان على التغطية الإعلامية، وبدأت تفويضات ارتداء الأقنعة في العودة في ولايات كثيرة مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس «كورونا».
ووفقاً لاستطلاع أجراه «ريل كلير بوليتيكس»، تتراوح شعبية بايدن بين 45 في المائة إلى 49 في المائة. كما أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز «فايف ثيرتي آيت» أن شعبية الرئيس تتراوح بين 46 في المائة و48 في المائة.
وأشار استطلاع ماريست الوطني إلى أن نسبة بايدن تتراوح بين 43 في المائة و51 في المائة، وهي أدنى نسبة موافقة للرئيس في اقتراع ماريست منذ توليه منصبه. وأوضحت نتائج الاستطلاعات أن الخروج الفوضوي من أفغانستان وإنهاء الوجود العسكري الأميركي بعد عقدين في تلك الدولة أثّر سلباً بشكل كبير على شعبية بايدن.
وقال 44 في المائة من الأميركيين، الذين تم استجوابهم في استطلاع أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وقناة «أيه بي سي نيوز» الإخبارية، إنهم يؤيدون الأداء الذي يقوم به بايدن في البيت الأبيض، بانخفاض 6 نقاط عن شهر يونيو (حزيران).
ومع وجود مخاوف جدية من أن تنظيمي «داعش» أو «القاعدة» قد يستخدمان أفغانستان منصة لشنّ هجمات إرهابية على الولايات المتحدة أو القوات الأميركية في الخارج، قال 44 في المائة إن الانسحاب الأميركي جعل الولايات المتحدة أقل أماناً من الإرهاب. ورأى 8 في المائة فقط أن الولايات المتحدة أكثر أماناً نتيجة الخروج من أفغانستان.
وعلى الرغم من أن الخروج الفوضوي من أفغانستان هو السبب الرئيسي في انخفاض معدلات التأييد للرئيس، فإن هناك قضايا أخرى أدت أيضاً إلى هذا التراجع. فقد تعهد بايدن في بداية رئاسته بالسيطرة على حالات الإصابة بـ«كورونا» وإعادة الإحساس بالحياة الطبيعية للأميركيين وتعزيز الاقتصاد الذي تضرر بشدة من الوباء. لكن ارتفاع أعداد الإصابات بسبب متحور «دلتا» يمثل ضربة قوية أخرى للرئيس.
كذلك، يثير ارتفاع الأسعار وتباطؤ نمو الوظائف مخاوف اقتصادية في الرأي العام الأميركي. وشهد بايدن أيضاً انخفاضاً في استطلاعات الرأي حول أدائه في الاقتصاد، من 52 في المائة إلى 41 في المائة، بعد تقرير البطالة الكئيب الذي صدر يوم الجمعة الماضي، والذي كان مؤشراً رئيسياً آخر على أن انتشار متحور «دلتا» يعيق الانتعاش الاقتصادي.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.