اجتماع رباعي في الأردن لتزويد لبنان بالطاقة عبر سوريا

الأمين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري (يمين) يتحدث للإعلام في دمشق (إ.ب.أ)
الأمين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري (يمين) يتحدث للإعلام في دمشق (إ.ب.أ)
TT

اجتماع رباعي في الأردن لتزويد لبنان بالطاقة عبر سوريا

الأمين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري (يمين) يتحدث للإعلام في دمشق (إ.ب.أ)
الأمين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري (يمين) يتحدث للإعلام في دمشق (إ.ب.أ)

تستضيف العاصمة الأردنية عمان، الأربعاء المقبل، اجتماعاً فنياً رباعياً لوزراء الطاقة في سوريا ولبنان ومصر، لبحث وصول الكهرباء والغاز إلى لبنان عبر سوريا، في خطوة لم تخل من الدلالات السياسية على صعيد العقوبات المفروضة على دمشق.
ويبدو أن عمان نجحت، بحسب مراقبين، في كسر الحصار المفروض على سوريا تحت ضغط الاستجابة لأزمة الطاقة التي تشهدها الجمهورية اللبنانية، في وقت يتوافر فيه الفائض من إنتاج الطاقة الكهربائية في الأردن، وتوفر البنية التحتية شبه الجاهزة لعبور الغاز المصري من الأردن وسوريا وصولاً إلى لبنان.
وما أن أعلنت دمشق الموافقة على طلب الجانب اللبناني المساعدة في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، وأكدت «استعدادها لتلبية ذلك»، بحسب ما نقلت الوكالة السورية للأنباء «سانا»، السبت الماضي، حتى أعلنت مصادر أردنية عن موعد عقد الاجتماع الرباعي.
وحملت الدبلوماسية الأردنية ملف الطاقة اللبناني في زيارتين وصفتا بـ«المهمتين»، إلى واشنطن وموسكو، ولقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الشهرين الماضيين. وكان العاهل الأردني قد استقبل في عمان، نائبة رئيس مجلس الوزراء، وزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال بالجمهورية اللبنانية، زينة عكر، كما كشفت مصادر سياسية رفيعة لـ«الشرق الأوسط»، عن لقاءات لم يتم الإعلان عنها مع قيادات سياسية لبنانية انعقدت في القصر الملكي. ويسعى عبد الله الثاني لتقديم المساعدة المطلوبة تجاه دعم مؤسسات الدولة والجيش في لبنان، للحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته، وضمان سرعة تقديم المساعدات في مجالات الطاقة، بعد استعداد أردني لتزويد لبنان بالغاز المصري والكهرباء الأردنية، على أن تجهيز خطوط شبكات نقل الكهرباء يحتاج لأشهر لاستكمال مراحلها، ما يتطلب دعماً فورياً لجهود فرض الحماية لنقاط محطات الطاقة داخل الحدود السورية، بحسب ما تحدثت المصادر الأردنية.
وعقد وفد وزاري لبناني، السبت، لقاء مع مسؤولين في دمشق، في أول زيارة رسمية حكومية رفيعة المستوى إلى سوريا منذ اندلاع النزاع فيها، بهدف بحث استجرار الغاز والطاقة من مصر والأردن عبر سوريا.
والشهر الماضي، أعلنت الرئاسة اللبنانية، تبلغها موافقة واشنطن على مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية والغاز من مصر والأردن مروراً بسوريا. ويعني التعهد الأميركي عملياً، موافقة واشنطن على استثناء لبنان من العقوبات المفروضة على سوريا، والتي تحظر إجراء أي تعاملات مالية أو تجارية معها.
ويشهد لبنان منذ أشهر شحاً في المحروقات ينعكس على مختلف القطاعات، بما يشمل المستشفيات والأفران والاتصالات والمواد الغذائية، وذلك على وقع أزمة اقتصادية تتفاقم منذ عامين وصنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، كما تعاني سوريا بدورها أزمة طاقة كهربائية حادة جراء النزاع الدائر فيها منذ 2011، فاقمتها العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
في الأثناء، بدت عمان أكثر ارتياحاً تجاه العملية العسكرية للجيش النظامي السوري في منطقة درعا الحدودية، خصوصاً بعد التركيز في القمة الروسية الأردنية نهاية الشهر الماضي، على صيغ عودة التهدئة إلى الجنوب السوري من وجهة نظر أردنية، والضمانات بألا تنعكس تداعيات أي عمل عسكري في الداخل السوري، على دول الجوار، ما يهدد بعودة حالة عدم الاستقرار على الحدود.
من وجهة نظر أردنية، فإن عودة سيطرة الجيش النظامي السوري على درعا عبر وساطة روسية، يخدم ما تحصلت عليه عمان من استثناء من العقوبات الصادرة عن الكونغرس الأميركي المصوغة بقانون «قيصر»، ويستند الأردن لموقفه من العقوبات على سوريا، إلى ما تم الاتفاق عليه مع الإدارة الأميركية نهاية يونيو (حزيران) الماضي، من استثناء قائمة طويلة من المواد الغذائية والزراعية من العقوبات، الأمر الذي يعيد النشاط الاقتصادي والتجاري على الحدود المغلقة من العام 2015.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.