الدبيبة يطالب بمعاقبة المتورطين في اشتباكات طرابلس

استهداف مصنع لقوارب الهجرة غير الشرعية... وحفتر يسلم 8 أسرى

صورة وزعها مكتب رئيس حكومة الوحدة الليبية لاجتماعه بكبار مساعديه العسكريين في طرابلس
صورة وزعها مكتب رئيس حكومة الوحدة الليبية لاجتماعه بكبار مساعديه العسكريين في طرابلس
TT

الدبيبة يطالب بمعاقبة المتورطين في اشتباكات طرابلس

صورة وزعها مكتب رئيس حكومة الوحدة الليبية لاجتماعه بكبار مساعديه العسكريين في طرابلس
صورة وزعها مكتب رئيس حكومة الوحدة الليبية لاجتماعه بكبار مساعديه العسكريين في طرابلس

استبق عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية، جلسة سيخصصها مجلس النواب لاستجوابها غداً (الثلاثاء)، بالتأكيد على رفضه للاشتباكات العنيفة التي شهدتها العاصمة طرابلس مؤخراً بين الميليشيات المسلحة الموالية لحكومته، والمطالبة بمعاقبة مرتكبيها.
وأعلن مجلس النواب على لسان الناطق باسمه عبد الله بليحق، أن الجلسة التي ستعقد غداً بمقره في مدينة طبرق، ستكون مخصصة لاستجواب الحكومة وفقاً للبنود التي أحالها المجلس إليها، بينما أكدت حكومة الوحدة على لسان الناطق باسمها، اعتزامها حضور الجلسة التي يفترض أن تحقق في كيفية تعامل الحكومة مع ملفات توحيد مؤسسات الدولة وميزانيتها العامة، إضافة إلى أزمات السيولة النقدية والكهرباء وجائحة «كورونا».
وخفف رئيس المجلس عقيلة صالح من التوقعات الخاصة بحجب الثقة عن الحكومة، وقال في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس: «ليس بالضرورة أن نسحب الثقة من حكومة الدبيبة»، معتبراً أن الرئيس المنتخب المقبل للبلاد هو من سيعالج ملف وجود القوات التركية على الأراضي الليبية.
وقال الدبيبة في بيان أصدره مكتبه عقب «جلسة مساءلة» عقدها مساء أول من أمس مع كبار المسؤولين العسكريين الموالين للحكومة، حول الأحداث التي جرت بمنطقة طرابلس العسكرية يوم الجمعة الماضي، إنه كلف رئاسة الأركان الموالية لحكومته بتشكيل لجنة تقصي حقائق، على أن تقدم نتائجها خلال أسبوع.
وقال الدبيبة الذي يتولى أيضاً منصب وزير الدفاع، إنه أعطى تعليماته للمكلفين من قبل المجلس الرئاسي باعتباره القائد الأعلى باستكمال التحقيق والخروج بالنتائج بشكل واضح لاتخاذ القرارات اللازمة بالخصوص، مشيراً إلى أنه أعطى أيضاً تعليماته بضرورة استكمال الهيكلية الإدارية والفنية لرئاسة الأركان والجهات التابعة والتي من خلالها يتم الحفاظ على التسلسل العسكري.
وحث الدبيبة المدعي العام العسكري اللواء مسعود رحومة الذي التقاه منفرداً، على ضرورة الإسراع في التحقيق الجاري المتعلق بهذه الاشتباكات، واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية.
وتبادل «جهاز دعم الاستقرار» و«اللواء 444 - قتال» التابعين للسلطة الانتقالية في ليبيا، وهما طرفا الاشتباكات، الاتهامات حول الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اندلاعها.
واتهم الجهاز اللواء بضم هاربين من شرق البلاد و«إرهابيين مصنفين»، بعضهم مطلوب للنائب العام وبعضهم مفرج عنه مؤخراً وتم استقطابهم مقابل الإفراج، بالإضافة إلى إيواء مرتزقة سوريين يوفر لهم الحماية ويستعين بهم في عملياته الأمنية.
في المقابل، أكد «اللواء 444» في بيان أنه صد هجوماً غادراً أقدمت عليه مجموعة «خارجة عن القانون في محاولة لتنفيذ أجندة خارجيّة خبيثة»، مشيراً إلى أنه أصدر تعليمات لمنتسبيه بالالتزام بوقف إطلاق النار حفاظاً على سلامة المواطنين وامتثالاً لأوامر القائد الأعلى للجيش ورئيس الأركان ووزير الدفاع.
وبعدما نعى أحد ضباطه الذي قتل أثناء التصدي لما وصفه بـ«مشروع خارجي بأيدٍ خبيثة مجرمة ضلت الطريق وحاولت العبث بأمن العاصمة»، هدد اللواء باتخاذ «الإجراءات القانونية الكاملة ضد المجرمين بما يضمن محاسبة وملاحقة كل المتورطين في إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار».
بدوره، اعتبر المُشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، أن مسيرة الليبيين لن تتوقف عبر الوسائل السلمية لتحقيقها، وغيرها إن لزم الأمر. وأكد في كلمة ألقاها أمام حشد شعبي في مدينة المرج أن هذه المسيرة مستمرة.
وبعدما شدد على أنه «لا تنازل عن الحرية، ولا تفريط في السيادة ولا تهاون في أداء الواجب»، دعا حفتر الشعب إلى المشاركة الإيجابية والفعالة في الانتخابات المقبلة، كما طالب بـ«الاستفادة من التجارب السابقة في اختيار من يعبر بالبلاد نحو شاطئ الأمان».
واجتمع حفتر في مكتبه بالرجمة، مساء أول من أمس، بشكل منفصل مع اللواء علي القطعاني آمر «اللواء 73 - مُشاة» التابع لـ«الجيش الوطني»، وزيدان معتوق الزادمة المنسق الاجتماعي لقيادة الجيش والعضو المُقاطع لملتقى الحوار السياسي الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة.
في غضون ذلك، جرت أحدث عملية لتبادل إطلاق أسرى بين «الجيش الوطني» والقوات المحسوبة على حكومة الوحدة، أمس، بعدما أعلنت اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» التي تضم الطرفين، تسليم عدد 8 محتجزين من مدينتي مصراتة وغريان بناء على تعليمات من حفتر.
وجرت عملية التسليم بحضور ممثلي الطرفين، في بوابة الـ50 غرب سرت، فيما أعلن مراجع العمامي ممثل الجيش الوطني أن قوات الوحدة ستفرج في المقابل عن مجموعة أخرى من المنطقة الشرقية خلال اليومين المقبلين.
بدورها، طالبت قبائل الجبل الأخضر في بيان لها، الدبيبة بجلب عامر الجقم طيار «الجيش الوطني» الأسير لدى قوات الحكومة، إذا فكر بالهبوط في مطار الأبرق بشرق البلاد.
على صعيد آخر، تعرض مصنع لقوارب مخصصة للهجرة غير الشرعية يديره أحمد الدباشي (العمو) في مدينة صبراتة لقصف جوي نفذته جهة مجهولة الهوية، مساء أول من أمس (السبت). ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر أن المصنع الذي تم تدميره، كان يأوي عشرات الهاربين من المنطقة الشرقية، لكنه نفى سقوط قتلى، أو وجود العمو في الموقع لحظة استهدافه.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».