يُجري عدد من قادة الفصائل والألوية التابعة لـ«الجيش الوطني السوري» المدعومة من أنقرة، مشاورات حول مشروع اندماج موحد تحت مسمى واحد وقيادة عسكرية موحدة، ضمن مناطق ما يعرف بـ«غصن الزيتون ودرع الفرات» شمال وغرب حلب الخاضعة للنفوذ التركي.
وحسب مصدر عسكري في الفصائل، قال إنه تجري الآن مشاورات بين قادة كل من فصائل «فرقة المعتصم، والفرقة 20، وفرقة الحمزة، وفرقة السلطان سليمان شاه، ولواء صقور الشمال»، التابعة للجيش الوطني السوري، حول إمكانية تشكيل جسم عسكري جديد وموحد «برعاية تركية». مضيفاً أن هناك توافقاً مبدئياً من الفصائل على أن يكون معتصم عباس، قائد لواء المعتصم، هو القائد العام للتشكيل، وسيف بولاد القائد الحالي لفصيل فرقة الحمزة، نائباً للقائد العام، أما المقدم أحمد سعود قائد الفرقة 13 سابقاً، فسيتم تعيينه رئيساً للأركان، لافتاً إلى أن تعداد عناصر هذه الفصائل نحو 30 ألف عنصر، بينهم عشرات الضباط المنشقين عن قوات النظام برتب مختلفة.
وأوضح أن الهدف من الجسم العسكري الجديد الذي يجري العمل عليه الآن، هو إنهاء «الحالة الفصائلية» في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال وغرب وشرق محافظة حلب شمال سوريا، وأن فكرة المشروع لاقت ترحيباً تركياً خلال الاجتماع الأخير الذي ضم مسؤولين عسكريين أتراكاً وقادة هذه الفصائل قبل أيام، وإنهاء حالة الاقتتال المتكرر بين الفصائل.
في هذه الأثناء، قُتل أربعة عناصر وجُرح آخرون من قوات النظام والميليشيات المساندة لها، في اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة، خلال محاولة تقدم فاشلة جنوب إدلب، أعقبها قصف جوّي وبرّي طال مناطق متفرقة في شمال غربي سوريا.
وقال مسؤول العلاقات الإعلامية في غرفة عمليات فصائل المعارضة «الفتح المبين»، تقيّ الدين عمر، إن مجموعات تابعة لقوات النظام والميليشيات المحلية، حاولت التسلل صباح أمس (الأحد)، على محاور قرى كنصفرة ومعرة موخص في جبل الزاوية جنوب إدلب، وتصدت لها فصائل المعارضة، وسط اشتباكات عنيفة بالقناصات والأسلحة المتوسطة والثقيلة، وإجبارها على التراجع دون تحقيق أي تقدم، بعد مقتل 4 عناصر وجرح آخرين، من قوات النظام والميليشيات المساندة لها.
ويضيف: «قصفت قوات النظام بقذائف المدفعية والصاروخية بشكل مكثف قرى وبلدات البارة وكنصفرة وأحسم، وترافق القصف مع 6 غارات جوية شنها الطيران الحربي الروسي على المنطقة بينها غارة استهدفت محيط النقطة العسكرية التركية في بلدة البارة جنوب إدلب، و3 غارات أخرى استهدفت محيط قرية كفريدين والشيخ سنديان بريف جسر الشغور غربي إدلب، ومحور كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، دون ورود أنباء عن تسجيل خسائر بشرية».
الناشط الميداني في مدينة أريحا جابر الحسين، قال: «شهدت قرى كنصفرة والبارة وكفرعويد والفطيرة وفليفل والرامي وعين لاروز وأورم الجوز والفريكة ومناطق قريبة من مدينة جسر الشغور جنوب وغربي إدلب، ضمن منطقة خفض التصعيد الخاضعة لسيطرة المعارضة، خلال الأيام الأخيرة الماضية، قصفاً مدفعياً وصاروخياً مكثفاً من قوات النظام والميليشيات المساندة لها (الإيرانية)، إلى جانب أكثر من 21 غارة جوية شنها الطيران الحربي الروسي، وأسفر ذلك عن مقتل 5 مدنيين بينهم طفل وامرأة، وجرح آخرين بينهم أطفال، ودمار كبير لحق بمنازل ومزارع المدنيين».
وأضاف أنه مع تواصل القصف وتوسع رقعته في ريف إدلب الجنوبي والغربي، تتواصل موجات نزوح المدنيين باتجاه المخيمات في شمال إدلب، حيث نزح يومي الجمعة والسبت الماضيين، أكثر من 50 عائلة من قرى عين لاروز والموزرة وقرى أخرى، في ظروف إنسانية صعبة، لافتاً إلى أن موجات نزوح المدنيين مؤخراً، تزامنت مع موجة غير مسبوقة بارتفاع أعداد المصابين بفيروس «كورونا» شمال سوريا وتوسع رقعة انتشاره واقتحامه مخيمات النازحين، في الوقت الذي تشهد فيه المنظومة الطبية صعوبة في استيعاب الموجة.
حصيلة القتلى من المدنيين جراء حملة التصعيد من قوات النظام والقصف الروسي على مناطق خفض التصعيد منذ يونيو (حزيران) الماضي، بلغت 142 قتيلاً بينهم 39 طفلاً و27 امرأة، و3 من العاملين في الشأن الإنساني والدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، فيما وصلت حصيلة الجرحى إلى أكثر من 280 جريحاً، بعضهم بحالات حرجة وخطيرة.
يُذكر أنه في مايو (أيار) 2017، أعلنت كل من تركيا وروسيا وإيران، التوصل إلى اتفاق على إقامة منطقة «خفض التصعيد» شمال غربي سوريا، ضمّت أجزاء كبيرة من محافظة إدلب وأجزاء أخرى من ريف حماة واللاذقية وحلب، خلال اجتماعات العاصمة الكازخية، المتعلقة بالشأن السوري، إلا أن قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها تعمد بين الحين والآخر إلى قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية والمأهولة بالسكان، بالإضافة إلى محاولات تسلل نحو مواقع عسكرية خاضعة لسيطرة الأخيرة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقَّع في 5 مارس (آذار) 2020 بين الرئيسين الروسي والتركي.
خطة اندماج لفصائل مدعومة من أنقرة
قتلى ببن قوات النظام جنوب إدلب
خطة اندماج لفصائل مدعومة من أنقرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة