الرئيس التونسي لوفد أميركي: التدابير الاستثنائية تهدف لحماية الدولة

قيس سعيد خلال لقائه الوفد الأميركي (الرئاسة التونسية عبر «فيسبوك»)
قيس سعيد خلال لقائه الوفد الأميركي (الرئاسة التونسية عبر «فيسبوك»)
TT

الرئيس التونسي لوفد أميركي: التدابير الاستثنائية تهدف لحماية الدولة

قيس سعيد خلال لقائه الوفد الأميركي (الرئاسة التونسية عبر «فيسبوك»)
قيس سعيد خلال لقائه الوفد الأميركي (الرئاسة التونسية عبر «فيسبوك»)

قال الرئيس التونسي قيس سعيد خلال لقائه وفداً ضم عضوين من مجلس الشيوخ الأميركي إن «التدابير الاستثنائية تهدف لحماية الدولة من العبث، وهي تعكس إرادة شعبية».
والتقى سعيد العضوين بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور كريس مورفي وجون أوسوف، في القصر الرئاسي خلال زيارتهما لتونس، أمس (السبت).
وقال سعيد في بيان صدر عن الرئاسة التونسية إن التدابير الاستثنائية المعلنة في 25 يوليو (تموز) «تندرج في إطار الاحترام التام للدستور، وذلك بخلاف ما يروج له من ادعاءات مغلوطة وافتراءات كاذبة».
https://www.facebook.com/Presidence.tn/posts/4592850310772990
وتابع الرئيس: «إنها تعكس إرادة شعبية واسعة وتهدف إلى حماية الدولة التونسية من كل محاولات العبث بها»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
كان الرئيس التونسي قد أعلن في وقت سابق تمديد التدابير الاستثنائية بما في ذلك مواصلة تجميد البرلمان حتى إشعار آخر دون أن يكشف عن برنامجه لإدارة المرحلة.
وردد سعيد مراراً أنه لن يكون هناك رجوع إلى الوراء وسط توقعات بطرحه إصلاحات سياسية يرجّح أن تطال نظام الحكم والقانون الانتخابي إلى جانب الذهاب إلى انتخابات مبكرة لإفراز برلمان جديد.
وتتهم أحزاب في البرلمان، من بينها الحزب الأكبر «حركة النهضة»، الرئيس بإدارة انقلاب على الدستور واحتكار السلطات، بينما انتقدت منظمات حقوقية إخضاع أشخاص من بينهم رجال أعمال وقضاة ونواب ومسؤولين للإقامة الجبرية وفرض قيود على السفر، بدعوى مكافحة الفساد.
لكنّ سعيد تحدث (السبت) عن «التباسات» ونفى تدبيره انقلاباً. وقال في حضور عضوي الكونغرس: «الانقلاب لا يمكن أن يكون إلا خارج الشرعية الدستورية». وتابع: «استعملت نصاً دستورياً للحفاظ على الدولة من الخطر الداهم والجاثم على البلاد والدولة».
وقال سعيد: «أرجو من أصدقائنا الأميركيين أن يستمعوا لنبض الشارع وكيف خرج التونسيون يوم 25 يوليو يصفقون فرحين كأن كابوساً كان جاثماً على صدورهم وأُزيح عن أنفاسهم».
وحثت دول مؤثرة في وقت سابق من بينها فرنسا والولايات المتحدة، الرئيس من أجل طرح خريطة طريق وإدارة حوار وطني حول الإصلاحات الدستورية والاقتصادية.
وقال سعيد الذي وجّه اتهامات مبطنة لخصومه بتغذية الضغوط الخارجية، في حضور عضوي الكونغرس: «تونس دولة ذات سيادة والسيادة للشعب التونسي».
وغرّد السيناتور كريس مورفي على حسابه في «تويتر» بعد لقائه سعيد: «لقد حثثت الرئيس على العودة السريعة إلى المسار الديمقراطي والإنهاء السريع لحالة الطوارئ (الوضع الاستثنائي)».
وتابع مورفي: «مصلحة الولايات المتحدة الوحيدة هي حماية وتعزيز ديمقراطية واقتصاد سليمين للتونسيين... نحن لا نفضل أي طرف على آخر وليس لدينا أي مصلحة في الدفع بأجندة إصلاحية على أخرى... هذه المسائل يقررها التونسيون».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.