رئيس مجلس النواب الأميركي يزور إسرائيل.. نكاية في أوباما

مسؤول إسرائيلي: العلاقات الأمنية مع واشنطن لا تزال مستمرة بكل قوة

رئيس مجلس النواب الأميركي يزور إسرائيل.. نكاية في أوباما
TT

رئيس مجلس النواب الأميركي يزور إسرائيل.. نكاية في أوباما

رئيس مجلس النواب الأميركي يزور إسرائيل.. نكاية في أوباما

مع تصاعد المواجهة بين الرئيس باراك أوباما والكونغرس، الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري، ونكاية في أوباما، أعلن جون بينار رئيس مجلس النواب الأميركي، أمس، أنه سيسافر إلى إسرائيل نهاية هذا الشهر ليهنئ بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل على فوز حزبه، والأحزاب المتحالفة معه في الانتخابات.
إلا أن افتتاحيات جل الصحف الأميركية الرئيسية انتقدت بينار، وقادة الحزب الجمهوري للطريقة التي صعدوا بها المواجهة مع أوباما بسبب إسرائيل، كما ظلت تنتقد نتنياهو لأنه صعد خلافه مع أوباما، ولجأ إلى الكونغرس الذي لا يقود السياسة الخارجية. وفي هذا الصدد قالت افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، تحت عنوان «الانتخابات الإسرائيلية تصير قبيحة»، إن «معارضة نتنياهو للدولة الفلسطينية، وتعليقاته العنصرية ضد عرب إسرائيل، توضح أنه لا يضع مصلحة إسرائيل، وخاصة في المستقبل البعيد، فوق مصلحته ومصلحة حزبه».
وكتبت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» افتتاحية تحت عنوان «حملة نتنياهو التهكمية»، انتقدت فيها سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكتبت افتتاحية صحيفة «بوسطن غلوب» مقالا بعنوان «مصلحة إسرائيل ومصلحة نتنياهو»، مبينة أنهما متعارضتان، لكن صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» اليمينية المثيرة خالفت بقية الصحف، وكتبت «يا أوباما: يكفى أذى لإسرائيل». لكن يتوقع أن تنتقد الصحف الأميركية الرئيسية بينار أكثر من أي وقت مضي في عدد غد، بعد أن نشر خبر بأنه سيزور إسرائيل، اعتمادا على مصادر دبلوماسية.
وتأتي هذه الزيارة بعد فوز نتنياهو المفاجئ في الانتخابات التي جرت في إسرائيل الثلاثاء الماضي، وبعد الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونغرس قبل أسبوعين، تلبية لدعوة من بينار، وهو الخطاب الذي أغضب الرئيس أوباما، وأثار انتقادات حادة من قادة في الحزب الديمقراطي، وأيضا من صحف رئيسية.
وسيرافق بينار في هذه الرحلة وفد من الجمهوريين في الكونغرس، لم يتحدد بعد، لكنه سيكون قبل نهاية هذا الشهر. لكن مسؤولين في مكتب بينار وفي مكتب نتنياهو، وفي السفارة الأميركية بإسرائيل، والسفارة الإسرائيلية في واشنطن، رفضوا التعليق على هذه الزيارة وإعطاء تفاصيل أكثر عن فحواها.
وكان الجمهوريون في الكونغرس قد صعدوا من حدة المواجهة مع أوباما بسبب المفاوضات مع إيران حول أسلحتها النووية. وهو ما دفع أوباما إلى التصريح بأن الجمهوريين تعدوا الحدود الدستورية للكونغرس. وكان هؤلاء، وهم 47 من 54 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ، قالوا للإيرانيين في رسالة مفتوحة، إن الكونغرس يملك وحده سلطة رفع العقوبات المفروضة على إيران. وفي الحال، رد المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ايرنست، وقال إن الخطاب «جهد منحاز يهدف إلى إضعاف قدرة الرئيس على قيادة السياسة الخارجية».
وعلى صعيد متصل، قال عاموس جلعاد، رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن العلاقات الأمنية بين بلاده والولايات المتحدة مستمرة بكل قوة، مضيفا أن كل المؤشرات تدل على أن هذا الوضع سيستمر، وأكد في حديث إذاعي، أمس، أن للعلاقات الأمنية مساهمة كبيرة في ضمان أمن إسرائيل.
وتأتي تصريحات جلعاد لتزيل بعض التوترات التي شابت العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، على خلفية تصريحات نتنياهو التي أعلن فيها عن معارضته لإقامة دولة فلسطينية.
من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن تصريحات نتنياهو بشأن الدولة الفلسطينية تتناقض مع سياسة الولايات المتحدة وإسرائيل القائمة منذ سنوات، موضحا أن دفاع الولايات المتحدة عن إسرائيل في الأمم المتحدة، وغيرها من الهيئات الدولية قد استند إلى مبدأ حل الدولتين.
وأدى الموقف الأميركي إلى تراجع نتنياهو عن تصريحاته، حيث أعلن مجددا أنه يريد دولة فلسطينية مستقلة.



بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كولومبيا في مستهل جولة تشمل أيضاً تشيلي والبيرو، في محاولة لترسيخ شراكات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية التي تعد فناءها الخلفي الجيوسياسي، في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة شهدت انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين أخيراً.
وخلال جولته التي تستمر أسبوعاً في الدول الثلاث، سيحضر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أيضاً قمة وزارية. ويقر المسؤولون في واشنطن بأن هناك ضرورة لإظهار اهتمام الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، «باعتبارهم أولوية سياسية رغم التركيز على قضايا جيوسياسية كبرى، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديد الصين لتايوان». وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن في أن يحافظ الزعماء اليساريون الجدد في أميركا اللاتينية «على نهج صديق للمشروعات الحرة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وألا يجنحوا إلى الشغب الآيديولوجي في حكمهم».
وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي براين نيكولز، في إحاطة للصحافيين، بأن بلينكن يزور ثلاث دول «كانت منذ فترة طويلة شريكة تجارية حيوية للولايات المتحدة، ولديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة (…). نحن نركز على تعزيز علاقاتنا مع تلك الحكومات». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيلتقي في بوغوتا الرئيس اليساري غوستافو بيترو، وهو متمرد سابق، ووزير الخارجية ألفارو ليفا لمناقشة الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك «الدعوة إلى ديمقراطيات قوية في كل أنحاء المنطقة، ودعم السلام والمصالحة المستدامين، والتصدي للهجرة غير النظامية كأولوية إقليمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ومعالجة أزمة المناخ».
وأضافت أن بلينكن سيجدد دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام الكولومبي لعام 2016 خلال مناسبة مع نائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، على أن يزور مركزاً لدمج المهاجرين في سياق دعم سياسة الوضع المحمي المؤقت في كولومبيا للمهاجرين الفنزويليين، الذي يعد نموذجاً في المنطقة. وكان بيترو، سخر خلال حملته، من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على المخدرات، معتبراً أنها «فاشلة»، علماً بأن هذه الدولة في أميركا الجنوبية هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، ولطالما واجهت ضغوطاً من واشنطن للقضاء على محاصيل المخدرات. كما تحرك بيترو لإعادة التعامل دبلوماسياً واقتصادياً مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم جهود الولايات المتحدة لعزل الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
واستخدم مسؤولو إدارة بايدن نبرة تصالحية في الغالب حيال بيترو، مركزين على مجالات الاتفاق في شأن قضايا مثل تغير المناخ واستشهدوا بمناشداته لمادورو للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية. وفيما يتعلق بدعوات بيترو لإنهاء الحرب على المخدرات، قال نيكولز إن واشنطن تدعم بقوة «النهج القائم على الصحة والعلم» لمكافحة المخدرات، مضيفاً أن هذا «ينعكس في سياستنا لدعم التنمية الريفية والأمن الريفي في كولومبيا. ونعتقد أن الرئيس بيترو يشارك بقوة في هذا الهدف». لكنّ مسؤولاً أميركياً أكد أن واشنطن تراقب عن كثب، ما إذا كان تواصل كولومبيا مع السلطات في فنزويلا المجاورة يخالف العقوبات الأميركية على حكومة مادورو.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً، بعد عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين، رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018... وقال نيكولز: «نحن لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
ويحمل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في رحلته هذه، جدول أعمال مثقلاً لمنظمة الدول الأميركية. ويتوجه الأربعاء إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعاً مع رئيس تشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاماً من العمر، الذي تولّى منصبه في مارس (آذار) الماضي. وأخيراً، يتوجه إلى ليما الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام. وسيشارك في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون قراراً يطالب بإنهاء «العدوان الروسي على أوكرانيا»، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية عبرت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.