«الوطني الحر» يحمّل البرلمان المسؤولية إذا رفض الإنفاق لاستيراد وقود لـ {مؤسسة الكهرباء}

قال إن «مخطط إسقاط رئيس الجمهورية سيفشل»

TT

«الوطني الحر» يحمّل البرلمان المسؤولية إذا رفض الإنفاق لاستيراد وقود لـ {مؤسسة الكهرباء}

حذّر «التيار الوطني الحر» من «أزمة كبيرة في لبنان قريباً»، بفعل انقطاع الكهرباء، محملاً البرلمان هذه المسؤولية في حال لم يقر قانوناً يجيز لمصرف لبنان تمويل شراء الفيول اللازم لإنتاج الكهرباء لصالح «مؤسسة كهرباء لبنان»، وهو ما يرفضه البرلمان من دون خطة واضحة، أو بوجود حكومة.
ويعاني لبنان من أزمة انقطاع في الكهرباء ناتجة بشكل أساسي عن تراجع التغذية من كهرباء الدولة. وتحتاج محطات الإنتاج إلى فيول يشغلها، وهو ما لم يتوفر أخيراً بسبب غياب حكومة، علماً بأن البرلمان كان قد أقر في الربيع الماضي منح المؤسسة سلفة بقيمة 225 مليون دولار استطاعت توفير الكهرباء لأشهر قليلة.
ونبه المجلس السياسي في «التيار الوطني الحر» بعد اجتماع عقده، أمس، من دخول لبنان «في أزمة كبيرة قريباً إذا لم يُصدِر مجلس النواب قانوناً يجيز لـ(مصرف لبنان) تمويل (مؤسسة كهرباء لبنان) ‏من دون المساس قانوناً بالاحتياطي الإلزامي، وذلك لشراء الفيول اللازم لإنتاج الكهرباء بمعدّل لا يقل عن 16 ساعة يومياً مما يوقف الهدر والكلفة المالية العالية الناتجة عن شراء المازوت للمولّدات».
كما حذّر التيار «من عرقلة أو تأخير إصدار وتوزيع البطاقة التمويلية التي ستوفّر للمواطنين الحد الأدنى من القدرة الشرائية لتعويض ما سيخسرونه نتيجة رفع الدعم عن المحروقات». وقال: «يتوجب إصدار القانون الذي قدّمه تكتل لبنان القوي والذي يعطي مساعدة اجتماعية للعاملين في القطاع العام تمكّنهم من الذهاب إلى عملهم وتوفير الخدمات اللازمة للمواطنين وتسيير عجلة الدولة».
ورأى التيار أن «إنتاج الطاقة عبر (مؤسسة كهرباء لبنان) وتوفير البطاقة التمويلية والمساعدة الاجتماعية هي شروط أساسيّة لإعادة فتح المدارس بالحضور الإلزامي، وهذا ما يشكّل ضرورة قصوى لانتظام الحياة الطالبية الطبيعية».
وقالت مصادر نيابية معارضة لفتح أي اعتماد لصالح «مؤسسة كهرباء لبنان»، أن البرلمان يرفض هذا الطلب «بغياب حكومة، وبغياب أي خطة علمية لحل أزمة الكهرباء». وقالت إن مجلس النواب «حريص على أموال الناس، ويمنع تبديدها من دون خطط واضحة لإنهاء الأزمات».
وتعثر تشكيل الحكومة منذ 13 شهراً، على ضوء التباينات السياسية بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وفتحت هذه التباينات أبواب السجالات بين الفريقين، وكان آخرها ما قاله «التيار الوطني الحر» خلال اجتماعه، أمس.
ورأى المجلس السياسي في «التيار» أن «الذين يدّعون دعم دولة الرئيس المكلّف ويعرقلون في الوقت نفسه تشكيل الحكومة لدفعه للاعتذار، يتحمّلون المسؤولية عمّا يترتّب على ذلك من انفجار اجتماعي يهدّد الأمن والاستقرار».
وأكد المجلس أن «القوى الماضية في مخططها لإسقاط رئيس الجمهورية ستفشل حتماً في تحقيق هدفها، لكنها في المقابل ستكمل الحصار على الشعب اللبناني المهدّد بالفوضى وبالتجويع وبفقدان الدواء والطاقة».
ودعا المجلس السياسي رئيس الحكومة المكلّف «إلى الاتفاق سريعاً مع رئيس الجمهورية، شريكه الدستوري في تأليف الحكومة، وإعلان التشكيلة الحكومية بعدما تم تخطي كل العراقيل المفتعلة، لتأمين ولادة حكومة قادرة على الإصلاح ووقف الانهيار». وقال ‏إن «(التيار) لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي مماطلة بتأليف الحكومة، وهو سيبدأ عملية اتخاذ القرارات اللازمة في هذا الشأن».
وفيما تتزايد الدعوات لتنازل الأفرقاء عن مواقفها لتسهيل ولادة الحكومة، لا تزال التعقيدات تحكم مسار التشكيل، بالخلاف على حصص القوى السياسية من الحقائب وتسمية الوزراء.
ولا يرى حزب «القوات اللبنانية» حلولاً للأزمات بعد تشكيل الحكومة. وأكد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب «القوات اللبنانية» ريشار قيومجيان أنه حتى لو تشكلت الحكومة «فهي حكومة محاصصة عاجزة عن الإصلاح ومواكبة المسيرة الإنقاذية وخلق ثقة لدى المجتمع الدولي والدول المانحة»، مذكراً في حديث إذاعي بأن «الحل أعلنته القوات منذ الاجتماع الاقتصادي في بعبدا قبل عامين، على لسان رئيسها سمير جعجع، وهو تشكيل حكومة أخصائيين مستقلين، وخلاف ذلك الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة لإنتاج سلطة جديدة». ورأى أن «الوقت المتبقي لحياة هذه الحكومة من التشكيل إلى البيان الوزاري إلى الثقة قصير، لأنها تصبح بحكم المستقيلة مع إجراء الانتخابات النيابية». وقال: «نحن نعاني من إدارة سيئة ومن غياب الحوكمة الصالحة»، معتبراً أن «إدارة الفريق الحاكم للشأن السياسي كارثية»، متسائلاً: «رئيس الجمهورية على خلاف مع كافة الأطراف المسيحية ومعظم السنة وجزء من الشيعة، فكيف له أن يحكم؟».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».