السيستاني يطالب برفع العلم العراقي في المناطق المحررة بتكريت

متطوع في صلاح الدين: صور الخميني وخامنئي أكثر من صور المراجع العراقية

طفل عراقي يحمل الرز والمرق الذي حصل عليه من مركز لرعاية المشردين والمهجرين من محافظة صلاح الدين ببغداد أمس (أ.ف.ب)
طفل عراقي يحمل الرز والمرق الذي حصل عليه من مركز لرعاية المشردين والمهجرين من محافظة صلاح الدين ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

السيستاني يطالب برفع العلم العراقي في المناطق المحررة بتكريت

طفل عراقي يحمل الرز والمرق الذي حصل عليه من مركز لرعاية المشردين والمهجرين من محافظة صلاح الدين ببغداد أمس (أ.ف.ب)
طفل عراقي يحمل الرز والمرق الذي حصل عليه من مركز لرعاية المشردين والمهجرين من محافظة صلاح الدين ببغداد أمس (أ.ف.ب)

طالب ممثل المرجعية الدينية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي جميع الأطراف المشاركة في القتال إلى عدم رفع راياتها الخاصة وصور المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، والتوحد تحت راية العراق.
وقال الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة بكربلاء إن «هناك انتصارات مهمة تحققت خلال المدة الأخيرة في مناطق محافظتي صلاح الدين والأنبار»، معربا عن «تقديره لجهود جميع المساهمين فيه من أبناء الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وأبناء العشائر». وأضاف الكربلائي أن «على أبناء محافظتي الأنبار وصلاح الدين المشاركة الأوسع في المعارك، لا سيما أنهما الأكثر تضررا من سيطرة عناصر (داعش) على مناطقهم»، منتقدا «محاولات بعض الجهات العمل على إضعاف معنويات المقاتلين وزرع الخوف فيهم والتشكيك بإجراءاتهم وخططهم وإعطاء صورة غير واقعية عن قدرات أعدائهم».
وشدد الكربلائي على «ضرورة عدم الاهتمام بتلك المحاولات والتوحد وتوخي القيادات الأمنية المهنية والتخطيط الصحيح لتحرير ما تبقى من مناطق يسيطر عليها الإرهابيون»، مطالبا «جميع الأطراف بالمشاركة في المعارك ضد الإرهاب بالتوحد تحت راية العراق وعدم رفع راياتها الخاصة بها لكي لا تُثير بعض المخاوف والهواجس». وأكد الكربلائي أن «المرجع الأعلى السيد علي السيستاني لا يرضى أبدا برفع صوره في مناطق القتال والأماكن المحررة»، مطالبا بمراعاة هذا الأمر من قبل الجميع.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي كريم النوري أن «الأوامر قد صدرت من قيادة الحشد الشعبي بوضع طلب المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني برفع صوره وصور باقي المراجع الدينية وكذلك الرايات الأخرى في المناطق المحررة من محافظة صلاح الدين موضع التنفيذ».
وقال النوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المرجعية الدينية أكدت منذ البداية أن الولاء يجب أن يكون للوطن وليس لأي مكون أو طرف أو فئة، وهو ما يجعلنا اليوم أمام مسؤولية تاريخية ووطنية بهذا الاتجاه من خلال بعث رسالة إلى إخوتنا وأشقائنا أهالي المناطق السنية بأننا نقاتل معا عدوا واحدا أثبتت الأيام والوقائع إنه يستهدفنا جميعا، وبالتالي فإن أهم ما يتوجب علينا تأكيده هو أن المناطق التي نقاتل فيها ونسفح دمنا من أجلها هي ليست مناطق سنية أو شيعية بل هي عراقية أولا وأخيرا».
وأضاف النوري: «من جانبنا نرحب بهذا الطلب ونعده أمرا واجب التنفيذ على الجميع ممن يقاتلون هناك في مناطق محافظة صلاح الدين المختلفة، وكذلك باقي مناطق العراق، حيث إن المتطوع من أهالي البصرة أو كربلاء أو الناصرية تقاتل معه جنبا إلى جنب عشائر العبيد والجبور والجغايفة والبوعيسى، وهو ما يجعلنا حيال مهمة وطنية يرفرف علينا جميعا علم واحد، هو العلم العراقي».
وأوضح أن «السيد السيستاني بوصفه صمام أمان للعراقيين جميعا يدرك بحكمته أن تعدد الولاءات ونشر صور ورايات مختلفة يبعث رسائل خاطئة تثير القلق وتعكر المزاج الوطني»، مبينا: «من جانبنا، لا نريد لهذه المعركة أن تكون معركة استقطاب طائفي أو سياسي تستفيد منها أطراف على حساب دماء الشهداء من السنة والشيعة والكرد والتركمان والإيزيديين والمسيحيين».
من جانبه، أكد القيادي في الحشد الشعبي عن محافظة صلاح الدين يزن مشعان الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عملية رفع صور السيد السيستاني وباقي مراجع الدين في إيران مثل الخميني وخامنئي تمت المباشرة بعد أن وصلت إلى مختلف المناطق التي تم تحريرها سيارات تحمل أوامر بهذا الاتجاه». وأضاف الجبوري أن «الصور الشخصية لبعض رجال الدين هي ما يثير الاستفزاز، خصوصا أنها يمكن أن تبعث برسائل خاطئة، خصوصا أنه لا توجد صور مسؤولين رسميين في الدولة والحكومة، وهو ما دعا المرجعية إلى التنبيه على ذلك، بل والتشديد عليه»، متوقعا «نهاية هذه الظاهرة في تلك المناطق بعد ما يبدو أنه أمر صارم من السيد السيستاني من خلال البدء الفوري في تنفيذ الأمر».
إلى ذلك، أكد أحد عناصر الحشد الشعبي في تكريت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أن «الصور انتشرت بكثرة لافتة، ويبدو أن هناك تركيزا على صور مراجع الدين الإيرانيين مثل الخميني وخامنئي أكثر من صور السيد السيستاني»، مشيرا إلى أن «هذه الظاهرة بدأت تستفز الأهالي هناك، بل هناك ضباط من السنة يقاتلون في تلك المناطق رفضوها بشدة، لأنهم يريدون أن يقاتلوا تحت راية الوطن فقط». وأضاف أن «من يقوم بنشر هذه الصور ليست الفصائل الكبيرة من الحشد الشعبي، بل بعض الفصائل الصغيرة التي لا وجود لها على أرض الواقع؛ فوجدت أن فرصتها هي في نشر هذه الصور لإثبات وجودها»، موضحا أن «بعض الصور ارتبطت بنداءات تلبية لشخص فلان وفلان، بينما لو كانت فقط رايات دينية عامة لما كانت الحساسية منها كبيرة».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».