احتفالات في كابل بعد إعلان {طالبان} سيطرتها على وادي بنجشير

مقاتلون مناهضون لـ«طالبان» في وادي بنجشير أول من أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون مناهضون لـ«طالبان» في وادي بنجشير أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

احتفالات في كابل بعد إعلان {طالبان} سيطرتها على وادي بنجشير

مقاتلون مناهضون لـ«طالبان» في وادي بنجشير أول من أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون مناهضون لـ«طالبان» في وادي بنجشير أول من أمس (أ.ف.ب)

ذكرت ثلاثة مصادر من حركة {طالبان} الأفغانية أمس الجمعة أن الحركة تسيطر حالياً على كامل أنحاء أفغانستان بما في ذلك إقليم وادي بنجشير الذي لجأت إليه قوات من المعارضة وذلك في وقت انطلقت فيه الاحتفالات بإطلاق كثيف للنيران في العاصمة كابل.
ونقلت وكالة {رويترز} عن أحد قادة {طالبان}: «بفضل الله عز وجل، نسيطر الآن على كل أفغانستان. هزم مثيرو المتاعب وبنجشير تحت سيطرتنا حالياً».
وأقر مسؤولون في قوات المعارضة التي تتحضن في الوادي بأن الأوضاع الميدانية {صعبة}، لكنهم نفوا سيطرة {طالبان} كلياً على المنطقة. وقال نائب الرئيس الأفغاني السابق أمر الله صالح، أحد زعماء قوات المعارضة، لتلفزيون {طلوع} الإخباري أن التقارير التي أفادت بأنه فر من البلاد غير صحيحة. كما أرسل صالح شريطاً مصوراً لهيئة الإذاعة البريطانية قال فيه إنه ما زال في وادي بنجشير.
وكان مناهضون لحركة «طالبان» قالوا في وقت سابق الجمعة إنهم يخوضون قتالاً «عنيفاً» ضد مقاتلي {طالبان} الذين يحاصرون وادي بنجشير (شمال كابل)، المركز الوحيد للمعارضة المسلحة للنظام الأفغاني الجديد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن علي ميسم نظري، وهو ناطق باسم «الجبهة الوطنية للمقاومة» التي تضم ميليشيات مناهضة لـ«طالبان» وأفراداً سابقين في القوات الأفغانية، قوله إن «هناك قتالاً عنيفاً في بنجشير». وأضاف أن أحمد مسعود، نجل «أسد بنجشير» أحمد شاه مسعود، «مشغول في الدفاع عن الوادي».
وأفادت «الجبهة الوطنية للمقاومة» في البداية بوقوع خسائر كبيرة في صفوف «طالبان»، مؤكدة أنها صدت الهجوم. وفي المقابل، تفيد حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الموالية لـ«طالبان» بأن 31 من «المقاومة» في بنجشير قتلوا. وقالت منظمة «إميرجنسي» الإيطالية غير الحكومية على «تويتر»، إنها استقبلت في مستشفى تابع لها في كابل «أربعة جرحى وأربعة قتلى (...) نتيجة القتال في غلبهار» عند مداخل وادي بنجشير.
وكتبت مارتن فان بيجلرت من شبكة المحللين الأفغان، أن «قوات (طالبان) تجمعت حول مدخل الوادي، لكنها تعرضت لكمين وتكبدت خسائر». وأضافت: «فيما بدا أن الجانبين يسعيان بشكل أساسي إلى توجيه ضربات لتعزيز موقفهما في المفاوضات، دون بدء معركة شاملة، بدأت (طالبان) تستدعي تعزيزات من ولايات أخرى».
وتعهدت الجبهة التي أعربت عن أملها في الحوار مع «طالبان»، الدفاع عن الوادي الذي يحيط به مئات المقاتلين من الحركة الإسلامية. لكن هذه المحادثات فشلت بحسب «طالبان» التي دعت الأربعاء مقاتلي «المقاومة» إلى الاستسلام دون قتال.
وقال أحمد مسعود، الأربعاء، «عرضت (طالبان) تخصيص مقعدين للجبهة الوطنية للمقاومة في الحكومة التي يريدون تشكيلها، فيما نطالب بمستقبل أفضل لأفغانستان». وتابع: «لم نفكر حتى في» عرضها، مقدراً أن «(طالبان) اختارت أن تسلك طريق الحرب».
وبنجشير المعقل المناهض لـ«طالبان» منذ فترة طويلة، هو واد مغلق ويصعب الوصول إليه في قلب جبال هندو كوش التي تقع نهايتها الجنوبية على مسافة 80 كيلومتراً تقريباً شمال العاصمة كابل، وقد لجأ إليه نائب الرئيس السابق أمر الله صالح عدو «طالبان» اللدود.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.