حسن يوسف.. يفتح خزائن أسراره (5/5): تخلى عن لحيته ليعلن رسميًا وبشكل قاطع أنه لا ينتمي لأي تيارات سياسية

«الولد الشقي» يخص «الشرق الأوسط» بأجزاء من مذكراته الشخصية

حسن يوسف وشمس بعد تسلمه جائزة من الرئيس السابق عدلي منصور
حسن يوسف وشمس بعد تسلمه جائزة من الرئيس السابق عدلي منصور
TT

حسن يوسف.. يفتح خزائن أسراره (5/5): تخلى عن لحيته ليعلن رسميًا وبشكل قاطع أنه لا ينتمي لأي تيارات سياسية

حسن يوسف وشمس بعد تسلمه جائزة من الرئيس السابق عدلي منصور
حسن يوسف وشمس بعد تسلمه جائزة من الرئيس السابق عدلي منصور

نجم يمتلك صكوك النجاح والبقاء. ارتدى في مشواره الفني الصعب عشرات الشخصيات بإبداع وإتقان واحتراف. دخل قلوب المشاهدين بخفة دمه وشقاوته. يؤمن بأن حب الناس هو كل رصيده. يعرف ما يريده لنفسه وما يؤجله أو يعتذر عنه في اختياراته. مع كل نجاح يحققه يشعر بالرهبة لأنه يؤمن بأن الحفاظ على القمة أصعب من تسلقها. فنان من جيل أثرى السينما المصرية. كان في شبابه «الدنجوان» الذي تعشقه البنات، والذي تمنى كل شاب أن يكون مثله في خفة دمه وأناقته، لقب بـ«الولد الشقي» في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات نظرا لتأكيد النقاد أنه أفضل من جسد هذا الدور في السينما مع الفنان الراحل «أحمد رمزي» ولقب أيضا بـ«جاك ليمون العرب» لاعتماده على كوميديا الموقف.
إنه نجم السينما المصرية والدراما التلفزيونية الفنان الكبير حسن يوسف، الذي بدأ حياته لاعبا لكرة القدم في نادي الزمالك ووصل لفريق تحت 21 سنة، حيث كان يسكن في حي السيدة زينب، وربطت أسرته بحكم الجيرة بعلاقات قوية مع الكابتن حنفي بسطان أحد أبرز نجوم الكرة المصرية في الأربعينات والخمسينات، ومنه تعلم حسن يوسف كرة القدم، حتى إنه تقدم لاختبارات الناشئين بنادي الزمالك واجتازها بنجاح، وكان من الممكن أن يصبح أحد نجوم جيل الستينات في فريق الكرة بالنادي لولا التحاقه بمعهد التمثيل ودخوله لعالم الفن، حيث كان ملتزما بالتمثيل على المسرح حتى الثانية صباحا، فلم يستطع المواصلة في تدريبات الكرة في التاسعة صباحا من كل يوم.
النجم حسن يوسف انتهى مؤخرا من كتابة مذكراته الشخصية التي يرصد فيها أهم محطات حياته الفنية والشخصية والعائلية وأيضا السياسية. ورغم تكتمه الشديد على خزينة أسراره فإنه سمح لـ«الشرق الأوسط» بتفقد بعض أوراقها ليختصها دون غيرها من وسائل الإعلام الأخرى المقروءة والمرئية بأجزاء من هذه المذكرات ننشرها في خمس حلقات مع أبرز محطات حياة «الولد الشقي». ويتم النشر بالتعاون مع «وكالة الأهرام للصحافة».

أصدقاؤه في الوسط الفني يلقبونه بـ«الحقاني»، أي أنه يعطي كل ذي حق حقه، سواء من خلال عمله كممثل أو كمنتج أو كمخرج. وعلى الرغم من أنه كان في منتهى المرونة فإنه كان يقاتل من أجل الحق، لدرجة أنه في أحد الأيام عرض عليه أحد المنتجين سيناريو فيلم لكي يقوم ببطولته، ولكن النجم حسن يوسف بعد أن قرأ السيناريو أعجبه دور قصير جدًا في الفيلم، لأنه دور جديد بالنسبة له، ووافق المنتج على طلب حسن وأسند إليه الدور القصير الذي يريده، وعقب انتهاء تصوير الفيلم فوجئ يوسف بالأفيشات وقد كتب عليها «بطولة حسن يوسف»، فاستشاط غضبًا واتصل بمنتج الفيلم وقال له: حرام أن يكتب في الأفيشات «بطولة حسن يوسف» وأنا قمت بعدة مشاهد محدودة فقط.
فقال له المنتج: إذن، كيف أضع اسمك في الأفيش وأنت نجم لامع؟ فقال له: اكتب اسم فلان بطلاً للفيلم، ثم اكتب اسمي مسبوقًا بكلمة ضيف شرف. كما قدم الكثير من الأفلام التي تقاسم فيها أدوار البطولة مع كبار نجوم الشاشة حينها، ورغم اعتراض البعض في ذلك التوقيت لمشاركته للفنان الراحل أحمد رمزي في الكثير من الأعمال الفنية بسبب تشابههما في نفس الأداء والكاريزما، فإنه شكل معه ثنائيًا رائعًا ومحبوبًا على الشاشة وقدما معًا عددًا من الأفلام الناجحة من بينها «التلامذة»، و«شقة الطلبة»، و«آخر شقاوة»، و«الأصدقاء الثلاثة»، و«الشقيقان»..
هذا إلى جانب وجود كيميا خاصة كانت تجمعه بالفنانين رشدي أباظة ومحمد عوض ويوسف فخر الدين. وكانوا إذا اجتمعوا في فيلم واحد يقلبون «البلاتوه» إلى قنبلة موقوتة من الضحك والمقالب، ولم تكن بينهم منافسة على الإطلاق، بل كانوا أسرة واحدة في الاستوديو، كل منهم يريد نجاح الآخر في دوره ونجاح العمل ككل وتحقيقه أعلى الإيرادات. ويتذكر حسن هذه الفترة قائلاً: كانت تأتي فكرة الأفلام التي قدمناها بشكل تلقائي، فمثلاً يتصل بي رشدي أباظة ويقول لي: «يا ولد يا حسن تعالَ عندي البيت أنت وعباس حلمي، عندي فكرة لفيلم». وكنا نجتمع في منزله، ونستعرض الفكرة التي تكون عادة موجهة لمعالجة مشكلات وقضايا الشباب، وكان معظمها من إخراج حسام الدين مصطفى. ويتذكر النجم حسن يوسف، أن الفنان رشدي أباظة كان يحب «الهزار» و«المقالب» الثقيلة حتى أثناء التصوير.

* دوامة من الإشاعات
ورغم تلك الصداقة القوية التي ربطت بينهم، فإنه أشيع بعد التزام حسن يوسف دينيًا أنه قد تبرأ من أصدقائه ومن فنه أيضًا، ما جعل يوسف يؤكد في مذكراته المقبلة عدم صحة ذلك قائلاً: أعوذ بالله، كيف أتبرأ من نفسي ومن جزء من كياني، كيف أتبرأ من محمد عوض وأحمد رمزي ورشدي أباظة وشكري سرحان وعمر الشريف ويوسف فخر الدين، كيف أتبرأ من توأم روحي؟! من يتبرأ من أصدقائه يكون إنسانا ملتزمًا التزاما غير صحيح، نحن كنا أسرة واحدة في الاستوديو نحب بعضنا، نخاف على بعض، كنا نشعر أننا في رحلة جميلة لا تنتهي، وأتذكر أن رشدي أباظة كان يقوم بإلغاء التصوير إذا عرف أن منتج الفيلم زعّل عاملا من عمال الاستوديو. كما أتذكر أني قلت لعمر الشريف أثناء تصويرنا لفيلم «في بيتنا رجل»، إنه سيكون نجمًا عالميًا في يوم من الأيام، حيث توسمت في طريقة أدائه وذكائه في أداء الدور بأنه سيكون نجمًا عالميًا وفعلاً خلال أسابيع قليلة عرض النجم والمخرج ديفيد لين على عمر المشاركة في فيلم «لورانس العرب» وتحققت نبوءتي. وهو الفيلم الذي فتح باب هوليوود أمام عمر الشريف.

* لم أتبرأ من فني
كما أنني لا يمكن أن أتبرأ من تاريخي الفني، هكذا يؤكد النجم حسن يوسف، لأن الفن يدخل في نسيجي، أكثر من خمسين عامًا في هذه المهنة أحبها وأعشقها، كما أني أعتز جدًا بأفلامي وأولادي يشاهدونها معي، فكل عمل من أعمالي طوبة في بناء حياتي وصفحة من صفحات كتابها، إذا نزعت منه صفحة، الكتاب لن يكتمل ويصبح ناقصًا لأنها جزء لا يتجزأ منه، بالإضافة إلى أن أفلامي لا يوجد بها ما أخجل منه، فهذه إشاعة سخيفة وليس لها أي أساس من الصحة، كالإشاعات التي كانت قد انطلقت قبلها والتي أذكر منها: شائعة اعتزالي الفن، والتي بح صوتي من نفيها من كثرة ما قلت إني لم أعتزل الفن ولم أتركه حتى أعود إليه.
كل الحكاية أني التزمت دينيًا، وهناك فرق كبير بين الالتزام والاعتزال، في حين أن التي اعتزلت وبشكل نهائي ولا رجعة فيه هي زوجتي شمس البارودي. وكذلك الإشاعة التي قيلت حول أني حاولت شراء شرائط أفلام شمس من نوادي الفيديو للتخلص منها، وهذا غير صحيح، لأن من الممكن بعد أن أشتري هذه الأفلام من نوادي الفيديو أن يقوم أصحاب هذه النوادي بعمل نسخ أخرى منها، وبالتالي نتعرض لعملية ابتزاز منهم ومن شركات التوزيع، وأنا وزوجتي لا ننكر هذه الأعمال لأنها قدمتها بالفعل، ولكنها تبرأت منها أمام الله وليس أمام المجتمع والجمهور، وسأحكي حادثة غريبة، فقد كان هناك شخص من أصحاب دور السينما عاند في هذا الموضوع، وقال سأنزل أفلام شمس، وأصرّ على ذلك، وكانت السينما في شبرا، فعلمنا ليلاً أن السينما تحترق نتيجة ماس كهربائي، وكان هذا الخبر منشورًا في جرائد الصباح، فقال الرجل: أنا مش هاجيب سيرة شمس البارودي خالص. وعندما سألوا الشيخ الشعراوي، رحمه الله، في هذا قال: «إن الله يدافع عن الذين آمنوا».

* متاجرة بالسيرة الذاتية
وأيضا إشاعة أني وزوجتي نتاجر بشريط فيديو مسجل عليه حياتها من التمثيل للحجاب، رغم أن هذا الشريط غير موجود أبدًا ولم تظهر زوجتي بعد اعتزالها الفن وحجابها على الشاشة، سواء كان تلفزيونيًا أو فيديو كاسيت، وثانيًا: لأنه لا أحد يتاجر بالدين. وكذلك إشاعة أننا قبضنا ثمن الحجاب ودُفعت لنا مبالغ، وأن بعض الجماعات السلفية كانت تمولنا. وأيضا الإشاعة التي قالوا فيها إني لا أصافح مسيحيين، رغم أن هذه افتراءات لتشويه صورتي من بعض المغرضين، لأن المسيحيين إخوة لنا ودليلي على ذلك أن سكرتير شركتي مسيحي ومن أقرب الناس إلى قلبي. وأيضا الإشاعة التي فوجئت بها ولا أعلم مصدرها، والتي تؤكد أني عُدت للفن بعد غياب عشر سنوات لأنني مثقل بالديون وهي تهمة أرفضها تمامًا، فأنا والحمد لله مستور وغير مثقل بالديون كما أشيع عني. ولكني خلال هذه السنوات كنت أعيد ترتيب أفكاري وتعديل مساري وأفكر كيف أقدم أعمالاً فنية تتفق مع توجهاتي الجديدة. فحولت نشاطي في الشركة التي أمتلكها من شركة لإنتاج الأفلام السينمائية إلى شركة لإنتاج أعمال إسلامية تقدم للمشاهدين سلوكيات ومبادئ تكون لهم قدوة حسنة.
وكانت البداية مسلسلاً دينيًا اجتماعيًا اسمه «ضد الخير»، إخراج محمود رحمي، وكان المسلسل عبارة عن 30 حلقة للأطفال نشرح لهم من خلاله أركان الإسلام والسلوكيات، وعرض في معظم الدول العربية باستثناء مصر. كما أنتجت برنامج «موسوعة السلوكيات الإنسانية في الإسلام»، وهي موسوعة تربط الأخلاق بالإسلام وتؤكد أن الإسلام منبع الأخلاق الحميدة والجميلة التي يجب أن يتحلى بها المسلم في جميع جوانب حياته، سواء في العبادات أو السلوكيات أو المعاملات، وقام بإعداده عدد من علماء الإسلام في الأمة العربية، وعرض في معظم الدول العربية ولم يعرض في مصر أيضًا. كما قدمت مسلسلات «قطار المستغفرين»، و«الأسرة عقيدة وخلق»، و«غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم»، و«الفتوحات الإسلامية»، و«الحكم بعد المشاهدة».

* أسوأ أيام حياته
والحقيقة أن الزمن لم يقسُ على حسن يوسف بقدر ما قسا عليه في الفترة الأخيرة، فقد دفع ثمن هجومه على «الإخوان المسلمين» في وسائل الإعلام، حيث عاش في حالة من الرعب هو وأسرته بعد أن تلقى رسائل تهديد بالإيذاء والقتل على الهاتف، وجاء نص الرسالة كالتالي: «حسن يوسف، احذر نفسك وبيتك وكفياك أذية في الناس، هذه المرة تحذير، عندك أولاد وبنت، عارفين خط سيرك أنت وهم، أسهل من الأذى مفيش، اقفل عليك بيتك وملكش دعوة بحد وبطل.. ودي آخر فرصة، عارفين كل حاجة بتعملها». ما جعله يقوم باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه هذه التهديدات. كما أطلقت أيضا جماعة الإخوان المسلمين فتوى بإهدار دمه.
ويعقب يوسف على ذلك قائلاً: هذه الفتوى تدل على عدم فهمهم للدين، لأنه لا يحق لأي شخص أن يهدر دم شخص آخر، بل يتم إصدار الأمر من ولي الأمر، كما يجب أن يصدق عليه مفتي أمير المؤمنين، ولذا أقول للإخوان الذين أهدروا دمي: أنتم أهل دين، وقبل ما تتسرعوا ارجعوا للدين والعلماء لأن هذه الفتاوى ستضحك الناس عليكم.
كما تعرّض أيضا لحملة هجوم شرسة شنها عليه عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الشخصيات العامة وبعض شباب ثورة «25 يناير» عقب زيارته للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بمستشفى المعادي العسكري، وأطلقوا عليه لقب «فلول»، إلا أن يوسف يؤكد أن زيارته للرئيس الأسبق حسني مبارك موقف إنساني لا دخل لأي شخص به، فهو زار رجلا مريضا حكم مصر ثلاثين عامًا ونعم في عصره بالكثير من الخيرات التي عمت على مصر، كما أنه لا يستطيع أي شخص أن ينكر أن مبارك بطل من أبطال حرب أكتوبر (تشرين الأول) المجيدة، فهو لم يطالب بعودة مبارك للحكم مرة أخرى حتى يشن عليه كل هذا الهجوم، كما أكد لنا أيضا أنه لم يقابل الرئيس مبارك من قبل إلا يوم الزيارة فقط حتى لا يعتقد البعض أنه كان على علاقة طيبة به وقت توليه رئاسة مصر.

* تطور مفاجئ
حسن يوسف وفي تطور مفاجئ أعلن أنه قرر التخلي عن لحيته بعد أكثر من 20 عامًا عقب إطلاقها في بداية التسعينات بعد أدائه لفريضة الحج واتجاهه لتقديم الأعمال الدينية وتوقفه عن ممارسة نشاطه السينمائي كمنتج وممثل ومخرج بعد مشوار طويل من النجاح على الشاشة الفضية الذي كان أحد فرسانها ومن أصحاب القامات العالية، معللاً ذلك بأنه اتخذ قرار التخلي عن لحيته لعدة أسباب كان من أهمها الإعلان رسميًا وبشكل قاطع أنه لا ينتمي لأي تيارات سياسية ولا يعبر عن فكر أو فصيل معين من الأحزاب، فهو فنان ملتزم فقط يعبر عن ضمير أمته ويدين العنف وسفك الدماء والتطرف والإقصاء وخلط الأوراق بين أمور الدين والسياسة لتحقيق منافع خاصة هددت السلام الاجتماعي لمصر في ظاهرة نادرة لم تحدث عبر تاريخها من قبل! مؤكدًا أنه ينتمي فقط للشيخ محمد متولي الشعراوي الذي تعلم منه صحيح الدين منذ التقى به في عام 1981م، وأصبح من مريديه ومحبيه وعاشقًا لأفكاره التي تدعو إلى الاعتدال والتسامح والمحبة والهدوء والعقلانية والتفقه في الفقه الإسلامي على أسس علمية ليس فيها تطرف أو غلو أو اجتهادات تخرج بالدين عن مساره أو إطاره السليم باستخدام مفردات وتفسيرات مغلوطة تسيء لهذا الدين العظيم الذي جاء هدى للبشرية وللإنسانية كلها.
كما أن إطلاق اللحية من عدمه من وجهة نظره لا يعبر عن حجم تدين الإنسان،فمن يرد الله به خيرًا يفقهه في أمور الدين بصرف النظر عن كونه بلحية أم لا.. فالإيمان محله القلب، وانطلاقًا من هذا المفهوم يعمل كفنان على ممارسة حقه في الإبداع، وقد نجح في الانتقال إلى مرحلة الالتزام، فقدم الأعمال الدينية والاجتماعية التي تحمل قيمًا ومعاني أخلاقية مثل حلقات «الإمام بن ماجة»، و«الإمام النسائي»، مرورًا بمسلسل «إمام الدعاة» عن حياة الداعية الإسلامي محمد متولي الشعراوي، والذي قدمه يوسف كنوع من الاعتراف بجميل الشعراوي عليه، ولأنه كان غير راضٍ عن الأعمال التسجيلية التي قدمت عنه. وأيضا مسلسلات الأئمة الكبار «مصطفى المراغي»، و«عبد الحليم محمود»، إلى جانب الأعمال الاجتماعية «زهرة وأزواجها الخمسة»، و«مسألة كرامة»، و«مسائل عائلية»، وكلها أعمال شديدة الاحترام ولها رسالة وتشخص الداء وتصف الدواء، وتلك هي وظيفة الدراما، على حد قول يوسف.

* جوائز وتكريمات
الفنان حسن يوسف حصل خلال مشواره الفني على الكثير من الجوائز والتكريمات، والتي جاءت جميعها تتويجًا لعطاءاته الفنية المستمرة، والتي كان أخيرها تكريمه في «عيد الفن» بدار الأوبرا المصرية من قبل الرئيس السابق عدلي منصور، والذي منحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
حسن يوسف.. فنان متميز، وضع بصمات واضحة في السينما المصرية بخفة ظله وما يتمتع به من حضور، ثم انتقل إلى الشاشة الصغيرة بعد مشواره السينمائي فوضع بصمات جديدة بعد سنوات النضج الفني، فهو يعتبر واحدا من الكبار في منظومة الفن المصري، خاصة في أداء الأدوار الدينية والتاريخية التي يجيدها بإتقان وتفرد جعلته يحوز على رضا المشاهدين في معظم أعماله، وقد استطاع أن يدخل قلوب الناس ببساطته في الأداء، بحيث أصبح الناس لا يشعرون أنه يمثل، ثم تحول في فترة إلى الإخراج والإنتاج السينمائي، وأخيرًا عاد إلى فن التمثيل. وقد اشتهر يوسف بشخصية الولد الطائش الشقي ونال قبولاً كبيرًا لدى جمهور السينما، وتمتد أعماله على مدى سنوات تجاوزت النصف قرن، وقد كان هو نفسه فنانا وإنسانا مثيرا لكثير من القضايا الجدلية الفنية والإنسانية والدينية، وحتى السياسية، ولا شك في أن مذكراته الشخصية التي ستطرح في الأسواق قريبا ستثير الكثير من الجدل حولها لما تحتويه من حقائق ومواقف وأسرار، وما نشرناه على هذه الصفحات من خلال خمس صفحات، هو ما سمح لنا الفنان الكبير بتفقده من خزائن أسراره كنوع من التقدير لـ«الشرق الأوسط» التي فتح أمامها أبواب بيته هو وزوجته الجميلة شمس البارودي وأفراد عائلته. وخصنا أيضا بمجموعة من الصور الخاصة وسمح لنا بالتقاط صور حديثة لأسرته السعيدة.
* ينشر بترتيب مع وكالة «الأهرام» للصحافة

حسن يوسف.. يفتح خزائن أسراره (1/5)
حسن يوسف.. يفتح خزائن أسراره (2/5)
حسن يوسف.. يفتح خزائن أسراره (3/5)
حسن يوسف.. يفتح خزائن أسراره (4/5)
 

 



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.