تسيميكاس يمنح ليفربول متنفساً جديداً في مركز الظهير الأيسر

وجود خيار جيد في أحد المراكز الرئيسية إضافة قوية لطموحات كلوب في المنافسة على اللقب

تسيميكاس (وسط) خلال مشاركته مع ليفربول أمام نوريتش سيتي (أ.ف.ب)
تسيميكاس (وسط) خلال مشاركته مع ليفربول أمام نوريتش سيتي (أ.ف.ب)
TT

تسيميكاس يمنح ليفربول متنفساً جديداً في مركز الظهير الأيسر

تسيميكاس (وسط) خلال مشاركته مع ليفربول أمام نوريتش سيتي (أ.ف.ب)
تسيميكاس (وسط) خلال مشاركته مع ليفربول أمام نوريتش سيتي (أ.ف.ب)

يكافئ ليفربول نجومه بعقود جديدة هذا الصيف، وكان الظهير الأيسر الاسكتلندي آندي روبرتسون جدد عقده مع «الريدز»، ليسير على خطى كل من ترينت ألكسندر أرنولد وفابينيو وأليسون وفيرجيل فان ديك، حيث يسعى النادي للحفاظ على القوام الأساسي للفريق. ورغم أن هذا يعني أن النادي لن ينفق الكثير من الأموال على إبرام صفقات جديدة خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، فمن الجيد للغاية أن ينجح النادي في الاحتفاظ بخدمات أبرز لاعبيه الذين قادوه للفوز بلقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز. ومن المؤكد أن هؤلاء اللاعبين لا يزالون مهمين للغاية ويمثلون حجر الأساس الذي يمكن للفريق البناء عليه خلال السنوات المقبلة.
وعلاوة على ذلك، يضم ليفربول عدداً من اللاعبين الشباب الذين لا يمتلكون خبرات كبيرة، لعل أبرزهم كورتيس جونز وهارفي إليوت، والوافد الجديد إبراهيما كوناتي، الذي ضمه الريدز خلال الصيف الجاري من لايبزيغ الألماني مقابل 36 مليون جنيه إسترليني، وبالتالي فإن الحفاظ على اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة سيساعد كثيراً هؤلاء اللاعبين الشباب ويساعدهم على التحسن والتطور.
في الحقيقة، يستحق روبرتسون عقداً جديداً بعد المستوى الاستثنائي الذي قدّمه خلال موسم آخر، حيث صنع سبعة أهداف في الدوري الموسم الماضي، ليأتي في المركز الثاني بين جميع المدافعين في المسابقة من حيث صناعة الأهداف خلف آرون كريسويل مدافع وستهام، الذي صنع ثمانية أهداف. وعلى الجانب الآخر، لعب روبرتسون كل الدقائق التي لعبها ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، باستثناء 34 دقيقة فقط، وهو ما يعني أن ليفربول يعتمد بشكل كبير للغاية على اللاعب الاسكتلندي الذي يعد الخيار الأول في مركز الظهير الأيسر.
وتعاقد ليفربول مع ظهير أيسر جديد الصيف الماضي، وهو كوستاس تسيميكاس من نادي أولمبياكوس اليوناني مقابل 11.75 مليون جنيه إسترليني، لكنه لم يشارك سوى لمدة ست دقائق فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث شارك روبرتسون في التشكيلة الأساسية للريدز في جميع المباريات الـ38 التي لعبها الفريق في الدوري. وشارك الظهير اليوناني في التشكيلة الأساسية في مباراتين فقط في دوري أبطال أوروبا، وبالتالي كان يتعين عليه أن يفكر في مستقبله، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى اهتمام كل من نابولي وفنربخشه بالحصول على خدماته خلال الصيف الجاري.
ومع ذلك، فإن اللعب تحت قيادة المدير الفني الألماني يورغن كلوب يتطلب الصبر، خاصة أنه من نوعية المديرين الفنيين الذين يحافظون على القوام الأساسي للفريق ولا يجري الكثير من التغيرات إلا ببطء. وحتى روبرتسون نفسه كان بحاجة إلى بعض الوقت من أجل التأقلم عندما انضم لـ«الريدز» قادماً من هال سيتي في عام 2017، والدليل على ذلك أنه لم يشارك في التشكيلة الأساسية للفريق سوى مرتين فقط في أول 14 مباراة في الدوري خلال موسمه الأول في «آنفيلد»، وظل حبيساً لمقاعد البدلاء، حتى تعلم الطريقة التي يلعب بها كلوب، قبل أن يصبح الخيار الأول في مركز الظهير الأيسر على حساب ألبرتو مورينو.
وبالمثل، شارك أليكس أوكسليد تشامبرلين كبديل في سبع مباريات قبل أن يشارك في التشكيلة الأساسية للمرة الأولى في الدوري، ولم يشارك فابينيو في أي مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى شهر أكتوبر (تشرين الأول) بعد انضمامه للنادي مقابل 40 مليون جنيه إسترليني في صيف 2018، قد يكون الأمر محبطاً للاعبي ليفربول ومشجعيه، لكن هذه الطريقة التي يعمل بها كلوب.
لقد لفت تسيميكاس أنظار ليفربول بأدائه الرائع مع أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. وكان متوسط تدخلاته واستخلاصه للكرات، الذي وصل إلى 4.3 تدخل ناجح لكل مباراة في الدوري الأوروبي في موسم 2019 – 2020، هو رابع أفضل معدل لأي لاعب في البطولة. وعلاوة على ذلك، لا يتوقف الظهير الأيسر اليوناني عن الركض والعمل الجاد عندما لا تكون الكرة بحوزته، وبالتالي فهو يناسب تماماً طريقة الضغط العالي التي يعتمد عليها كلوب. لقد كان تسيميكاس متنفساً هجومياً قوياً للغاية بالنسبة لنادي أولمبياكوس عندما تكون الكرة بين قدميه، حيث يتميز بالقدرة على التمرير الدقيق للأمام أو التقدم بسرعة فائقة وإرسال كرات عرضية خطيرة إلى منطقة الجزاء.
ونتيجة لتعرض روبرتسون لإصابة في الكاحل في فترة الاستعداد للموسم الجديد، دفع كلوب بتسيميكاس في التشكيلة الأساسية لليفربول في أول مباراتين للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، واستغل اللاعب اليوناني الفرصة على النحو الأمثل وقدّم مستويات ممتازة خلال المباراتين اللتين حقق فيهما الفريق الفوز على كل من نوريتش سيتي وبيرنلي.
من المؤكد أنه عانى بعض الشيء في البداية أمام نوريتش سيتي، حيث ارتكب خطأين، بسبب ابتعاده عن المشاركة بصفة أساسية لفترة طويلة، لكنه ظهر بشكل مختلف تماماً خلال المباراة الثانية التي فاز فيها ليفربول على بيرنلي بهدفين دون رد في المرحلة الثانية من المسابقة، وكان يتحرك بشكل رائع، سواء كانت الكرة في حوزته أو من دون كرة. لقد صنع الهدف الأول الذي أحرزه ديوغو جوتا بتمريرة عرضية متقنة، بنفس الطريقة الرائعة التي يرسل بها روبرتسون كراته العرضية.
والآن، أصبح أمام كلوب خيار آخر في مركز الظهير الأيسر، وأصبح في حيرة من أمره فيما يتعلق بمن سيختار في هذا المركز. ومع ذلك، فإن بداية تسيميكاس القوية خلال الموسم الحالي جعلت كلوب أكثر سعادة بوجود خيار آخر في هذا المركز الذي كان يعاني من نقص واضح وعدم وجود بديل جيد لروبرتسون في حال غيابه لأي سبب.
إن استبعاد تسيميكاس من التشكيلة الأساسية رغم بدايته القوية في أول مباراتين قد يكون بمثابة ضربة قوية لثقته بنفسه. لقد واصل كلوب الدفع بروبرتسون حتى عندما بدا متعباً للغاية في نهاية الموسم الماضي، وبالتالي فإن استبعاد تسيميكاس والاعتماد على روبرتسون رغم أنه عائد من الإصابة قد يؤثر كثيراً على معنويات اللاعب اليوناني. إنه قرار صعب بالنسبة لكلوب، لكنه يدرك بالطبع أن تسيميكاس أمضى 12 شهراً داخل النادي وتعلم الطريقة التي يلعب بها الفريق وتطور بشكل ملحوظ. ومن المؤكد أن اللاعب اليوناني سيكون إضافة كبيرة لـ«الريدز» خلال الموسم الحالي. لقد كان روبرتسون هو اللاعب الوحيد الذي شارك في التشكيلة الأساسية لليفربول في جميع المباريات الموسم الماضي، لكن الفريق لن يعتمد عليه بهذه الطريقة الآن، بعد أن أظهر تسيميكاس أنه يمتلك القدرات التي تؤهله لأن يكون خياراً قوياً في هذه الجبهة.
وقد اعترف المدير الفني الألماني بهذا الأمر في عطلة نهاية الأسبوع، حيث قال: «في السنوات القليلة الماضية، كنا نواجه مشكلة تتمثل في عدم وجود بديل لروبرتسون. أود أن أقول إنه كان من غير الممكن إيجاد بديل له لأنه لاعب من الطراز العالمي، ويقدم مستويات استثنائية. إنه لاعب متكامل من الناحيتين الدفاعية والهجومية، وقائد حقيقي في الفريق. لقد احتاج كوستاس إلى بعض الوقت للتعود على كل الأشياء التي نطلب من الظهير الأيسر القيام بها. إنه لأمر رائع أن يكون لدينا لاعبون مثلهما. بالنسبة للمدير الفني يكون الأمر صعباً للغاية عندما لا يكون لديه أي لاعب في مركز الظهير الأيسر، لكن وجود اثنين لا يمثل أي مشكلة على الإطلاق». وبالنظر إلى المشاكل الكثيرة التي عانى منها ليفربول الموسم الماضي بسبب الإصابات التي عصفت بأبرز لاعبي الفريق، فإن وجود خيار جيد في أحد المراكز الرئيسية بالملعب يعد إضافة قوية للغاية لكلوب ولطموحات ليفربول في المنافسة على اللقب.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.