وفد من الكونغرس الأميركي يبحث في تونس تطورات الوضع السياسي

أحزاب تعد الزيارة «تدخلاً في الشأن الداخلي»

سوق شعبية في مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية في 2011 (أ.ف.ب)
سوق شعبية في مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية في 2011 (أ.ف.ب)
TT

وفد من الكونغرس الأميركي يبحث في تونس تطورات الوضع السياسي

سوق شعبية في مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية في 2011 (أ.ف.ب)
سوق شعبية في مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية في 2011 (أ.ف.ب)

تستعد الرئاسة التونسية لاستقبال وفد من الكونغرس الأميركي يضم أربعة أعضاء، برئاسة السيناتور كريس مورفي رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وهو المكلف بملف جنوب آسيا وآسيا الوسطى ومكافحة الإرهاب. وإلى جانب رئيس الوفد يشارك في الزيارة المقررة غداً السبت، ثلاثة أعضاء آخرين من الكتلة الديمقراطية في مجلس الشيوخ، وهم ريتشارد بلومنتال وجون أوسوف وكريس فان هولانث.
وستخصص الزيارة للاطلاع على الأوضاع السياسية في تونس ومقابلة رئيس الجمهورية قيس سعيد وتلقي إجابة تفصيلية عن الرسالة التي وجهها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الرئيس التونسي بتاريخ 13 أغسطس (آب) الماضي. وتنظر عدة أحزاب تونسية، خصوصاً من التيار اليساري، بعين الريبة لهذه الزيارة التي سبق أن صنفتها ضمن «التدخل الخارجي في الشأن الداخلي لتونس»، فيما ترى عدة قيادات سياسية أن أطرافاً خارجية من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول إقليمية أخرى، قد تمد «حبل النجاة لإنقاذ ممثلي الإسلام السياسي في تونس بعد أن تم تحميلهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع السياسية من سوء خلال العشر سنوات الأخيرة.
وكانت الزيارة الأميركية الأولى قد ترأسها جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الذي التقى الرئيس سعيد وحضه على «تسريع العودة إلى المسار الديمقراطي» واستعادة الديمقراطية البرلمانية في البلاد.
وأشار الطرف الأميركي إلى أن الوفد سيناقش مع الرئيس سعيد «الحاجة الملحة لتعيين رئيس وزراء مكلف بتشكيل حكومة لها القدرة على معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تواجه تونس». وبالإضافة إلى تعبير الإدارة الأميركية عن دعمها للعملية الديمقراطية في تونس، فإنها لفتت إلى أنها تنتظر الخطوات المقبلة التي سيتخذها الرئيس على المستويين السياسي والحكومي. وكان سعيد قد أكد لواشنطن أن التدابير الاستثنائية التي اتخذها تندرج في إطار تطبيق الدستور وتستجيب لإرادة شعبية واسعة.
وعلى صعيد متصل، طلبت مجموعة من نواب البرلمان المجمد منذ 25 يوليو (تموز) الماضي بـ«عودة الحياة الديمقراطية»، وتحديد سقف زمني للتدابير الاستثنائية، وإعادة النشاط للبرلمان بعد تعديل نظامه الداخلي، علاوة على الرفع الفوري لإجراءات منع السفر والإقامة الإجبارية التي فرضت على الكثير من النواب ومسؤولي الدولة ورجال الأعمال.
وفي هذا الشأن قال عياض اللومي، القيادي السابق في حزب «قلب تونس» إن نواب البرلمان يطالبون بإنهاء فترة التدابير الاستثنائية والعودة إلى الحياة السياسية الطبيعية. ونفى اللومي أن يكون البرلمان التونسي هو الذي يمثل «الخطر الداهم» الذي جعل رئيس الجمهورية يتخذ قرارا بتجميده ورفع الحصانة عن أعضائه. ودعا إلى تمكين نواب البرلمان المتهمين من الحصول على محاكمات عادلة تضمن حقهم في الدفاع دون تشهير أو تنكيل، على حد تعبيره.
من ناحية أخرى، أكدت حركة «النهضة» المتزعمة للمشهد السياسي قبل الإجراءات التي اتخذها سعيد في 25 يوليو الماضي، أنها «تتحمل المسؤولية عن الأوضاع التي آلت إليها البلاد خلال السنوات الأخيرة» إلى جانب الأطراف التي حكمت معها، وذلك بحسب حجمها في المشاركة في الحكم وإدارة البلاد. وإثر اجتماع لمكتبها التنفيذي المسير للأعمال بعد حل المكتب التنفيذي من قبل رئيس الحركة، راشد الغنوشي.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.