عاصفة تجتاح إسبانيا وتتسبب في فيضانات وقطع الخدمات

تحولت شوارع مدينة ألكانار الساحلية في إقليم كتالونيا شمال شرقي البلاد سريعا إلى مجار للسيول التي اكتسحت مياهها السيارات والأثاث والأشجار. وقال رئيس بلدية المدينة جوان رويغ لإذاعة «راك 1»، «كان لدينا انطباع بأنها نهاية العالم». ووصفت سلطات كتالونيا (شمال شرق) الأمطار الغزيرة التي هطلت على بعض البلدات مثل الكنار على بعد 200 كيلومتر جنوب برشلونة، حيث غمرت الوحول الشوارع بأنها «استثنائية للغاية». وأشاعت عاصفة مطرية هوجاء الفوضى في عدة مناطق في إسبانيا وتسببت في فيضانات في بعض المدن وتركت الآلاف دون كهرباء وأجبرت السلطات على إغلاق بعض الطرق وخدمات السكك الحديدية. وحذر روبين ديل كامبو المتحدث باسم وكالة الأرصاد الجوية الوطنية من أن أحوال الطقس ستستمر «في التفاقم في عدة مناطق من الوسط والشرق» في الساعات المقبلة. وأوضح كذلك أن تغير المناخ يجعل هذه التقلبات المناخية القصوى أكثر شيوعا في إسبانيا، وخاصةً على ساحل المتوسط. واكتسبت العاصفة قوة إضافية بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة. وقال مسؤولون إن فرق الطوارئ أنقذت العشرات ممن حوصروا في السيارات والمنازل وأماكن التخييم. وفي بعض المدن ساهمت الشرطة في إنقاذ سائقي سيارات كانوا محاصرين في سياراتهم بينما تم إجلاء 83 شخصاً من منازلهم. وخلال زيارة إلى غوادالاخارا (وسط)، أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن «تضامنه» مع ضحايا «هذه الفيضانات الفظيعة» التي جاءت «نتيجة لحالة الطوارئ المناخية». وكتب سانشيز في تغريدة أنه يتضامن مع المناطق المنكوبة وحث المواطنين على توخي الحذر الشديد واتباع إرشادات خدمات الطوارئ مع توقعات باستمرار الأمطار خلال الليل. وفي منطقة فالنسيا المجاورة، أدت الفيضانات إلى إلغاء تنظيم المهرجانات التي تضم مواكب للعربات والتماثيل العملاقة من الورق المقوى. ويقول العلماء إنه مع ارتفاع حرارة الأرض، يحتوي الغلاف الجوي على المزيد من البخار ما يزيد من مخاطر هطول أمطار غزيرة. هذه الأمطار المرتبطة بعوامل أخرى، تزيد من مخاطر الفيضانات. ومن دون تدابير للتأقلم، مع درجة إضافية من الاحترار، ستساهم الفيضانات في تضاعف عدد الضحايا مقارنة بنهاية القرن العشرين، وفقاً لتقرير خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة.
وفي سياق متصل أعلن بيل دي بلاسيو رئيس بلدية نيويورك حالة الطوارئ مساء الأربعاء بسبب ما سماه «حدثا مناخيا تاريخيا» مع هطول أمطار قياسية في أنحاء المدينة أدت إلى فيضانات
ومخاطر على الطرق. وذكرت شبكة (سي. إن. إن) أن جميع خطوط مترو الأنفاق في مدينة نيويورك تقريبا توقفت في ساعة متأخرة يوم الأربعاء حيث تسببت بقايا العاصفة الاستوائية آيدا في هطول أمطار غزيرة واحتمال حدوث سيول وأعاصير في أجزاء من شمال وسط المحيط الأطلسي. أعلنت حاكمة نيويورك كاثي هوشول أمس الخميس حالة الطوارئ في الولاية. وكتبت هوشول في تغريدة على تويتر «أعلن حالة الطوارئ لمساعدة سكان نيويورك المتضررين من عاصفة الليلة» بعدما أدت آيدا التي شكلت إعصاراً من الفئة الرابعة ضرب جنوب الولايات المتحدة الأحد، إلى حدوث زوابع وفيضانات أثناء اندفاعها إلى الشمال. وأصدرت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية ما لا يقل عن خمسة تحذيرات من حدوث سيول تشمل المنطقة من غربي فيلادلفيا إلى شمال نيوجيرزي. كما أعلن حاكم ولاية نيوجيرزي فيل مورفي حالة الطوارئ بسبب الإعصار آيدا.