علاوي: حصلنا على أسلحة من السعودية ومصر لمحاربة «داعش»

تزامنا مع الذكرى 12 لبدء الحرب عام 2003.. قال إن الخطأ الكبير الذي ارتكبه السياسيون هو القبول بالاحتلال الأميركي

إياد علاوي («الشرق الأوسط»)
إياد علاوي («الشرق الأوسط»)
TT

علاوي: حصلنا على أسلحة من السعودية ومصر لمحاربة «داعش»

إياد علاوي («الشرق الأوسط»)
إياد علاوي («الشرق الأوسط»)

قال اياد علاوي أن «الخطأ الكبير الذي ارتكبناه نحن السياسيين في العراق هو قبولنا بالاحتلال الأميركي. واضاف تزامنا مع الذكرى 12 لبدأ الهجوم الاميركي على العراق عام 2003 «كان اتفاقنا مع الولايات المتحدة أيام كنا في المعارضة هو أن تشكل حكومة عراقية فور إسقاط نظام صدام، وهذا الاتفاق تم في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن أواخر عام 2002، وكانت كل القيادات في المعارضة قد حضرت هذا الاجتماع مثل السيد جلال طالباني والسيد مسعود بارزاني والسيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله والدكتور أحمد الجلبي، بالإضافة لي ولآخرين، واتفقنا على تشكيل حكومة وطنية فور إسقاط النظام، ولكن قبولنا بالاحتلال وبالحاكم المدني، بول برايمر، تسبب في العديد من الكوارث، التي كان من ضمنها حل المؤسسة العسكرية، التي أضرت بالبلاد والتي صرنا ندفع ثمنها إلى الآن».
من جهه اخرى دعا نائب الرئيس العراقي إلى ضرورة كسب الحرب ضد تنظيم داعش وليس تحقيق الانتصار في معركة واحدة فقط.
وقال علاوي في لقاء مع مجموعة من المؤسسات الإعلامية العراقية والعربية، من ضمنها «الشرق الأوسط» أمس: «علينا أن نعمل بشكل جدي لكسب الحرب ضد تنظيم داعش والعمل على ديمومة الانتصارات في المعارك الدائرة حاليا بين قواتنا الأمنية وبين مسلحي تنظيم داعش».
وأضاف أن «عملية كسب الحرب ضد هذا التنظيم الإرهابي المتطرف لا تأتي فقط عبر الانتصار العسكري، بل تحتاج إلى انتصار سياسي عبر تحقيق المصالحة الوطنية التي تعتبر البوابة المهمة والرئيسية في عملية كسب الحرب ضد (داعش)».
وأشاد نائب رئيس الجمهورية بالدور المهم لقوات الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر العراقية في «وقوفها المشرّف مع قوات الجيش والشرطة العراقية وتقديم التضحيات والأرواح الزكيّة من أجل الدفاع عن أرض العراق ومقاتلة تنظيم داعش وتحرير المدن من سطوة مسلحي التنظيم».
وأشار نائب الرئيس العراقي إلى أن «الكثير من الدول العربية ساهمت بشكل فاعل في محاربة التنظيم الإرهابي إلا أن العراق يقف في طليعة المتصدين لـ(داعش)، وهو حاليا يقود حربا للقضاء على هذا الفكر التكفيري، وقد ساندت الكثير من الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ومصر ودول شقيقة أخرى، القوات العراقية بتقديم السلاح لها والتجهيزات العسكرية الأخرى». وأضاف: «من خلال الجولات الأخيرة التي قمت بها للدول العربية الشقيقة حصلت على كمية من السلاح المقدم للعراق من أشقائنا العرب، وحاليا يتم استخدامه في معارك التحرير وطرد مسلحي تنظيم داعش، وهذه الخطوة تعتبر الرد الحقيقي على من يتهم الدول العربية الشقيقة بدعم الإرهاب، والإخوة في المملكة العربية السعودية كانوا سباقين بدعم العراق بالسلاح لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي».
وفي ما يتعلق بموضوع المصالحة الوطنية في العراق وإلى أين وصل العمل بها، قال علاوي إن «العراقيين ينزفون الدم بينما تتخاصم الكتل السياسية فيما بينها حول مسائل لا بد حلها بشكل فوري ومواجهة الخطر الكبير المحدق بالعراق والمتمثل بخطر اجتياح تنظيم داعش الذي بات يتمدد في مناطق شاسعة من الأرض العربية وليس في العراق فقط». وأضاف: «لقد بدأنا بالتحرك نحو إقامة مؤتمر دولي لمحاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش ودعم العراق، يشارك فيه كل من تركيا وإيران».
وأشار نائب الرئيس العراقي لشؤون المصالحة الوطنية إلى أن «المصالحة الوطنية في العراق ما تزال بحاجة إلى عمل كبير وجهد جبار في لملمة الجراحات، ولا بد من احتواء شعبنا مع الأخذ بنظر الاعتبار محاسبة ومعاقبة من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين، وتعديل القوانين التي اجتث بموجبها الآلاف من الكفاءات العلمية التي غادرت البلد، وضرورة عودتها لبناء العراق، وهذا ما دعت إليه المرجعية الدينية التي تنادي بعودة أبناء العراق، خصوصا من حملة الشهادات العلمية».
وأما فيما يتعلق بموضوعة اجتثاث البعث الذي تحول فيما بعد لقانون المساءلة والعدالة فقال علاوي: «إن قانون اجتثاث البعث كان قانونا مسيسا طالما كانت تشرف عليه جهات سياسية ولجان سياسية وليست قضائية.. نحن دائما ندعو لمحاسبة ومعاقبة المسيء فلا يجوز أن نشمل الكل بجريرة من أجرم، ومن هنا تبدأ المصالحة الحقيقية، واليوم أنا ساع للعمل بكل الجهود لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، والعمل على وحدة الصف من أجل الانتصار في الحرب على الإرهاب وديمومة هذا النصر، وكذلك العمل على الخروج من المأزق السياسي الطائفي الذي وقعنا فيه بعد تشكيل جبهة وطنية كبرى وشاملة تعمل على نبذ الطائفية في العمل السياسي والحكومي».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.