قتلى وجرحى بأحداث عنف متفرقة في السودان

فرض الطوارئ في ولايتين بدارفور وتعزيز حالة التأهب الأمني

اقليم دارفور عاني من ويلات الحرب خلال نظام الرئيس المعزول عمر البشير (أ.ف.ب)
اقليم دارفور عاني من ويلات الحرب خلال نظام الرئيس المعزول عمر البشير (أ.ف.ب)
TT

قتلى وجرحى بأحداث عنف متفرقة في السودان

اقليم دارفور عاني من ويلات الحرب خلال نظام الرئيس المعزول عمر البشير (أ.ف.ب)
اقليم دارفور عاني من ويلات الحرب خلال نظام الرئيس المعزول عمر البشير (أ.ف.ب)

قُتل شخصان وجرح عشرات في احتجاجات وأحداث عنف قبلي وقعت في ولايتي وسط دارفور، وشمال كردفان، ما حدا بالسلطات المحلية بالولايتين لفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال منعاً لتصاعد الأحداث وسقوط مزيد من الضحايا، ولا تزال الأوضاع متوترة في المنطقتين، فيما شهدت العاصمة الخرطوم اشتباكات بين قوات الشرطة وخارجين عن القانون بمنطقة «سوبا» جنوب العاصمة.
وشهدت مدينة «زالنجي» عاصمة ولاية وسط دارفور، أول من أمس، احتجاجات سلمية لطلاب الجامعة والمدراس الثانوية، تصدت لها القوات الأمنية، مستخدمة الذخيرة الحية، ما أدى إلى سقوط أحد الطلاب وإصابة 4 آخرين، بعضهم إصابته خطيرة، وتمددت الاحتجاجات إلى داخل المدنية.
وأصدرت لجنة أمن الولاية، أمس، قراراً بفرض حالة الطوارئ ونشر قوات عسكرية مشتركة من الجيش والدعم السريع والشرطة في الشوارع الرئيسية للمدينة والمواقع الاستراتيجية، في أعقاب مظاهرات أعمال العنف التي شهدتها «زالنجي».
وقال حاكم ولاية وسط دارفور، أديب عبد الرحمن يوسف، إن عاصمة الولاية شهدت مظاهرات وأعمال عنف عقب احتجاجات تطالب بتحسين الخدمات في السكن الجامعي، استغلتها جهات أخرى لإشاعة الفوضى وأعمال العنف بالمدينة.
واتهم الحاكم جهات لم يسمّها بأنها وراء إثارة أعمال العنف واقتحام مقر حكومة الولاية بالقوة.
وأشار أديب إلى أن القوات الأمنية الموجودة في منطقة الأحداث تعاملت بحسم لحماية أرواح المدنيين والمؤسسات الحكومية.
وحمّل الطلاب حكومة الولاية مسؤولية استخدام القوات النظامية الذخيرة الحية والعنف المفرط لتفريق مظاهرة سلمية، الأمر الذي أدى إلى سقوط عدد من الضحايا، وتسبب في حالة من الاحتقان في الشارع جراء هذا المسلك الخطير والمتكرر.
وكشفت السلطات المحلية عن وقوع خسائر كبيرة جراء التعدي على مقر الحكومة وحرق عدد من السيارات وإتلاف بعض الممتلكات.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الأوضاع في مدينة «زالنجي» محتقنة ومرشحة لمزيد من التوتر إذا لم تتدخل السلطات لمحاسبة الأفراد الذين أطلقوا الذخيرة الحية تجاه المدنيين.
واستنكرت الأحزاب السياسية في «قوى التغيير» التحالف الحاكم في البلاد، التصدي بعنف واستخدام الرصاص الحي في مواجهة الطلاب العزل، واعتبرته أمراً غير مقبول من قبل السلطات المحلية في مصادرة حرية التعبير السلمي.
وطالبت الأحزاب حكومة الولاية بالشروع فوراً في إجراء تحقيق عاجل مع الأفراد الذين تسببوا في الأحداث المؤسفة وتقديم الجناة للعدالة دون تأخير لمنع أي تكرار للأحداث في مواجهة المدنيين.
وفي موازاة ذلك، قتل شخص على الأقل وجرح آخرون في اشتباكات ذات طابع قبلي بمدينة «الأبيض» عاصمة ولاية شمال كردفان، ما دفع بحاكم الولاية لحظر التجوال مساءً في عدد من الأحياء جنوب المدينة التي شهدت الأحداث.
وعلى إثر الأحدث، وجّه حاكم ولاية شمال كردفان، خالد مصطفى، بتكثيف وجود القوات وارتكازات الشرطة في مناطق واسعة من المدينة، والاستعانة برجالات الإدارة الأهلية ونظار وعمد القبائل لتهدئة الأوضاع تحسباً لأي انفلات يؤدي إلى اقتتال قبلي. ولم تصدر السلطات إحصائية دقيقة عن أعداد ضحايا الأحداث التي استخدمت فيها الأسلحة النارية، قبل تدخل السلطات الأمنية والسيطرة على الأوضاع، فيما أفاد شهود عيان عن وقوع إصابات متفاوتة وسط الأحداث.
ومن جهة ثانية، قالت الشرطة السودانية، في بيان، إنها نشرت قوات مكونة من الشرطة والقوات المسلحة وقوات الدعم السريع وجهاز الأمن في ضاحية «سوبا» لمحاربة المتفلتين وإزالة الظواهر السالبة وأوكار الجريمة، لكن معلومات مؤكدة تشير إلى اشتباكات بين قوات تتبع إحدى الحركات المسلحة.
وأضاف البيان أن القوة المنفذة تعرضت لإطلاق الرصاص من بعض المتفلتين بمجمع سكني المنطقة، وتمت السيطرة عليهم وتوقيفهم.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.