عبد اللهيان ينتقد تحذيرات أطراف الاتفاق النووي من إهدار «فرصة» فيينا

كشف عن فحوى مشاوراته مع مبعوث الاتحاد الأوروبي

عبد اللهيان مستقبلاً قائد الجيش عبد الرحيم موسوي وكبار مساعديه أمس (الخارجية الإيرانية)
عبد اللهيان مستقبلاً قائد الجيش عبد الرحيم موسوي وكبار مساعديه أمس (الخارجية الإيرانية)
TT

عبد اللهيان ينتقد تحذيرات أطراف الاتفاق النووي من إهدار «فرصة» فيينا

عبد اللهيان مستقبلاً قائد الجيش عبد الرحيم موسوي وكبار مساعديه أمس (الخارجية الإيرانية)
عبد اللهيان مستقبلاً قائد الجيش عبد الرحيم موسوي وكبار مساعديه أمس (الخارجية الإيرانية)

انتقد وزير الخارجية الإيراني الجديد، أمير عبد اللهيان تحذيرات غربية من إهدار فرصة محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي، لكنه بنفس الوقت قال: «لن نقبل مقاربة تضييع الوقت».
وكرر عبد اللهيان في أول مقابلة خاصة مع التلفزيون الرسمي بعد تولي منصبه، عبارات وردت على لسان «المرشد» علي خامنئي، والرئيس إبراهيم رئيسي، عندما شرح موقفه من الاتفاق النووي، ومسار فيينا لإحياء الصفقة. وكشف عن فحوى مشاورات أجراها قبل نحو شهر، مع مبعوث الاتحاد الأوروبي ومنسق محادثات فيينا، إنريكي مورا على هامش حضوره في مراسم تنصيب رئيسي، لافتاً إلى أنه أبلغ المسؤول الأوروبي بأن «أدبيات التهديد لن تكون مثمرة للأميركيين، وما لم يتحدثوا بأدب مع الإيرانيين لن يتوصلوا إلى نتائج». وقال: «يتعين عليهم الكف عن هذه الأدبيات، لأنها لا توجه رسائل بناءة إلى الحكومة الجديدة». وأضاف «يجب مراجعة هل أنجزوا من هذه الأدبيات أي تقدم أم لا». وصرح في هذا الصدد: «بعض المرات نرى المسؤولين الأميركيين يجرون مقابلات (صحافية)، ويكررون بعض الأقوال التكرارية وغير البناءة التي يصرحون بها دائماً، ومن بينها أن المقترحات لن تبقى على الطاولة للأبد».
وقال عبد اللهيان: «أعلنا بصورة شفافة أننا نرحب بالمفاوضات التي تحقق مصالح الشعب الإيراني، لا نريد الهروب من طاولة المفاوضات، والحكومة الجديدة ستتابع المفاوضات التي تتوصل إلى إنجازات ملموسة…». وأضاف «طلبنا من الطرف الآخر تغيير توجهاتهم في التفاوض، لن نقبل بمقاربة تضييع الوقت، يجب أن يكون للمفاوضات نتائج ملموسة لصالح الشعب الإيراني». وقال: «نأمل أن تسير الأمور بالشكل المطلوب وأن تأتي الأطراف الأخرى إلى المفاوضات على أساس الحكمة، وليس الرسائل والأقوال غير البناءة». وأشار إلى تلقيه دعوة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لزيارة باريس، خلال لقائهما في قمة بغداد السبت.
والجمعة، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، لدى استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، التزام واشنطن بضمان «عدم تطوير إيران سلاحاً نووياً إطلاقاً»، محذراً: «نضع الدبلوماسية أولاً... لكن إذا فشلت الدبلوماسية، فنحن مستعدون للانتقال إلى خيارات أخرى». واحتج أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني على تحذير بايدن، ورأى أنه «يمثل تهديداً غير قانوني» ولوح بـ«اختيار الرد المناسب ضمن الخيارات المتاحة». وبموازاته، هاجم خامنئي السبت، الرئيس الأميركي وقال إن «الإدارة الأميركية الحالية لا تختلف عن سابقتها لأنها تطرح نفس ما طرحه ترمب بأسلوب آخر»، وأضاف «في الميدان الدبلوماسي هي عبارة عن ذئب متوحش يتحول أحياناً إلى ثعلب ماكر» بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأفاد أحدث تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منتصف الشهر المنصرم، بأن إيران سارعت تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، قرب مستوى صنع الأسلحة، إضافة إلى إنتاج معدن اليورانيوم بدرجة تخصيب تصل إلى 20 في مائة. وقالت الدول الأوروبية المنضوية في الاتفاق النووي، في بيان شديد اللهجة، إن القدرات الجديدة «تعكس خطوات حاسمة نحو تطوير سلاح نووي، وليس لدى إيران أي حاجة مدنية موثوقة» تجبرها على مواصلة الانتهاك. ونوه البيان أن «القلق مضاعف خصوصاً أن إيران قيدت بشدة وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية» إلى منشآت. «ندعو إيران بشدة إلى استئناف المفاوضات في فيينا من دون إبطاء، بهدف إنهائها سريعاً وبنجاح».
وعلى مدى الأسابيع الماضية، وجهت واشنطن رسائل عديدة تطالب طهران بالعودة إلى فيينا. وسبق وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تنصيب رئيسي بتحذير من أن مفاوضات إنعاش الاتفاق النووي «لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية».
ولا يبدو أن حكومة رئيسي على عجلة من أمرها في استئناف المفاوضات التي توقفت في 20 يونيو (حزيران) الماضي، بعد ست جولات في فيينا، رغم أن صحيفة «فرهيختغان»، المقربة من علي أكبر ولايتي ذكرت أول من أمس، أن عودة الفريق المفاوض الإيراني باتت وشيكة. لكن عبد اللهيان قال إن «الطرف الآخر يدرك أن استقرار الحكومة الجديدة يتطلب شهرين إلى ثلاثة، لكي تتمكن من وضع الخطط لكن من المؤكد أن الأمر سيكون على جدول أعمال الخارجية والحكومة». وقال إن البرلمان «يتوقع من الحكومة أن تحقق أقصى الحقوق لإيران».
وقال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده أول من أمس، إن الحكومة ستقرر خلال الأيام المقبلة، بين تمديد المهام التفاوضية للوزارة الخارجية في الملف النووي، أو إحالة التفاوض إلى جهاز آخر، في إشارة ضمنية إلى المجلس الأعلى للأمن القومي الذي يخضع مباشرة لـ«المرشد» خامنئي، صاحب كلمة الفصل في السياسة الخارجية والقرار النووي. ودافع عبد اللهيان عن نفسه ضد الانتقادات التي طالته بسبب خرقه البروتوكول في بغداد، وقال: «وقفت في المكان حيث المكانة الحقيقية لإيران وممثلها».
وكانت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية وجهت انتقادات حادة الاثنين إلى وزير الخارجية وفريقه، بسبب «عدم احترام الآداب الدبلوماسية»، والبروتوكول الخاص بمؤتمر بغداد خلال التقاط صورة جماعية. كما حذر المدير السابق لدائرة الشرق الأوسط في الخارجية قاسم محب علي في افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، من تبعات سلبية لعدم احترام البروتوكولات الدبلوماسية.



التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
TT

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)

زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل، من الأربعاء إلى الجمعة، حيث التقى بمسؤولين من الجيش الإسرائيلي، وناقش الوضع في سوريا وعدداً من المواضيع الأخرى المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، وفق «رويترز».

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إن الجنرال كوريلا التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وحثت واشنطن إسرائيل على التشاور الوثيق مع الولايات المتحدة بشأن مستجدات الأوضاع في سوريا، بعد أن أنهى مقاتلو المعارضة بقيادة أحمد الشرع، المكنى أبو محمد الجولاني، قبل أيام، حكم عائلة الأسد الذي استمر 50 عاماً عقب فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد من البلاد.

ويراقب العالم لمعرفة ما إذا كان بمقدور حكام سوريا الجدد تحقيق الاستقرار في البلاد التي شهدت على مدى أكثر من 10 سنوات حرباً أهلية سقط فيها مئات الآلاف من القتلى، وأثارت أزمة لاجئين كبيرة.

وفي أعقاب انهيار الحكومة السورية، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته نفذت مئات الضربات في سوريا، ودمرت الجزء الأكبر من مخزونات الأسلحة الاستراتيجية لديها.

وأمر كاتس القوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء خلال فصل الشتاء على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، في إشارة جديدة إلى أن الوجود الإسرائيلي في سوريا سيستمر لفترة طويلة.

وقال بيان القيادة المركزية الأميركية: «ناقش القادة مجموعة من القضايا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك الوضع المستمر بسوريا، والاستعداد ضد التهديدات الاستراتيجية والإقليمية الأخرى».

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن كوريلا زار أيضاً الأردن وسوريا والعراق ولبنان في الأيام القليلة الماضية.

ورحبت إسرائيل بسقوط الأسد، حليف عدوتها اللدودة إيران، لكنها لا تزال متشككة إزاء الجماعات التي أطاحت به، والتي ارتبط كثير منها بتنظيمات إسلاموية.

وفي لبنان، زار كوريلا بيروت لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية الأولى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، في حرب تسببت في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليون شخص.

وتشن إسرائيل حرباً منفصلة في قطاع غزة الفلسطيني منذ نحو 14 شهراً. وحصدت هذه الحرب أرواح عشرات الآلاف، وقادت إلى اتهامات لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وهو ما تنفيه إسرائيل.