تعديل الدستور خلال 6 أشهر من بين شروط عودة الصدر

طالب بمكافحة السلاح خارج الدولة والجماعات المسلحة المرتبطة بجهات خارجية

مناصرون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف (أ.ف.ب)
مناصرون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف (أ.ف.ب)
TT

تعديل الدستور خلال 6 أشهر من بين شروط عودة الصدر

مناصرون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف (أ.ف.ب)
مناصرون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدينة النجف (أ.ف.ب)

كشفت مصادر سياسية عراقية، المزيد من بنود «وثيقة الإصلاح» التي تعهدت الفعاليات السياسية بتنفيذها، مقابل عودة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى السباق الانتخابي، الشهر المقبل. وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من الوثيقة التي وافق عليها الصدر، وجاءت في ستة عشر باباً، أبرزها تعديل الدستور بعد إجراء الانتخابات.
وقال مقربون من الصدر، إن النسخة التي وقع عليها الصدر تحمل عنوان «الوثيقة الوطنية»، وهي منقحة ومدققة عن النسخة التي تداولتها وسائل إعلام عراقية باسم «وثيقة الحوار الوطني». وبمقارنة النسختين، ظهر أن الفوارق تتلخص في صياغات جاءت أكثر وضوحا وإلزاماً في النسخة التي وقع عليها الصدر.
وجاء في مقدمة الوثيقة المدققة، أنها تمثل «التزام القوى السياسية ومن يمثلها من الكتل النيابية في الحكومة القادمة، بتطبيق مضامينها وتوقيتاتها الزمنية».
وقالت المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الصدر اشترط عشرة بنود – لم يرد ذكرها في الوثيقة - لتعديل الدستور العراقي». وفي بند الوثيقة الأول، تتعهد الكتل التي تشكل مجلس النواب القادم بـ«تعديل الدستور العراقي وفقاً لآلياته، ومن خلال اللجنة النيابية المشكلة لهذا الغرض، في مدة أقصاها ستة شهور من انعقاد الجلسة الأولى».
وأوضحت المصادر، أن «التعهدات كانت تشير إلى أن الفعاليات العراقية ستشرع بإجراء التعديلات بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات المقبلة، والتعرف على خريطة القوى الجديدة»، مشيرة إلى أن «عودة الصدر مشروطة بهذا المعنى، لكن أي رد فعل متوقع منه قد يكون بعد الانتخابات».
وبحسب مصدرين اثنين من تحالف «سائرون»، وآخر من تحالف «الفتح»، فإن «الصدر اشترط تعديلات دستورية تتعلق بآليات لمكافحة السلاح خارج الدولة، وترسيخ استقلالية المؤسسات العسكرية»، فضلاً عن «تعديلات تتعلق بالجماعات المسلحة التي ترتبط مالياً وسياسياً بجهات خارجية».
وتحدث المصدران عن «تعديلات دستورية أخرى تنظم الحريات العامة، لا سيما المواد ذات الصلة بالتظاهر السلمي والاحتجاج، وحقوق الإنسان»، فيما توقعا أن تأتي التعديلات موضع الوثيقة على «أبواب دستورية تتعلق بتوزيع الثروات ونظام الحكم».
لكن المصدر من تحالف «الفتح»، لا يخفي أن تخضع نقاشات تعديل الدستور إلى جدل واسع سيشمل جميع المكونات العراقية، وأن الأمر لن يكون سهلاً على الإطلاق.
وبعد أيام من إعلان الصدر عودته إلى الانتخابات المقبلة، في موعدها المحدد، أطلق مسؤولون حكوميون وقيادات حزبية، إشارات متطابقة عن «ضرورة تعديل الدستور». وقال رئيس الجمهورية برهم صالح، أول من أمس، إن «الدستور الحالي لا يمكنه حكم العراق الحالي، وأن تعديله استحقاق لا مناص منه».
وخلال ملتقى «الرافدين» السياسي، تحدث نصار الربيعي، القيادي في «سائرون» بالنبرة ذاتها، معتبراً أن «تفسير الدستور الحالي يخضع للاجتهادات، وأن نصوصه الحالية مرتهنة بالحكومة الانتقالية (بعد عام 2003)».
وخلال الملتقى، قال زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، إن «70 في المائة من الشعب العراقي حالياً لم يكن له دور في صياغة دستور 2005»، وإن «العقد الاجتماعي الراهن بحاجة إلى عقد سياسي جديد».
وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها الفعاليات السياسية العراقية تعديل الدستور، إذ إنها ومنذ سنوات تسقط في تقاطعات حادة حالت دون خوض غمار التعديل، لكن الحراك الاحتجاجي الذي اندلع عام 2019 وما تركه من تداعيات سياسية وإدارية، كشف الحاجة إلى مرجعيات دستورية جديدة تتكيف مع التحولات المتسارعة، كما يقول سياسيون وخبراء قانون.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.