دراسات وشهادات في عالم «أديب نوبل» القصصي والروائي

إطلالة جديدة على أعماله في «الأستاذ من جديد»

دراسات وشهادات في عالم «أديب نوبل» القصصي والروائي
TT

دراسات وشهادات في عالم «أديب نوبل» القصصي والروائي

دراسات وشهادات في عالم «أديب نوبل» القصصي والروائي

بالتعاون بين موقع صدى «ذاكرة القصة المصرية» ودار «ميتابوك» للنشر والتوزيع المصرية، صدر كتاب «الأستاذ من جديد»، الذي أشرف عليه الروائي سيد الوكيل. وضمّ الكتاب 3 فصول، بمشاركة عدد من الكتّاب والمبدعين من مصر والعراق والسعودية قدموا شهادات إبداعية حول علاقتهم بعالم محفوظ القصصي وشخصياته الروائية.
تضمن القسم الأول من الكتاب دراسات نقدية بعنوان «مداخل متنوعة إلى عالم نجيب محفوظ». وكانت الأولى للدكتور حسين حمودة بعنوان «زمكان الطريق... قراءة في روايات نجيب محفوظ» التي لاحظ خلالها أن هناك شكلاً من أشكال الالتصاق النسبي بالمكان، الذي يتسم بنوع من الضيق إلى حد ما، في مقابل اتساع الزمن وامتداده ورحابته.
وقال حمودة إن هذا المعنى يؤيده إلحاح هاجس «البيت القديم» في بعض روايات محفوظ، كما تؤكده كثرة تناوله لأماكن محددة، مثل الحارة، الزقاق، البيت، التي يسعى لاستكشاف كل منها خلال أزمنة متعددة.
وذكر حمودة أنه في عدد ملحوظ بين روايات محفوظ توجد مجموعة من الاستراتيجيات الفنية التي تنطلق من فكرة «الخروج» من المكان، وأحياناً الخروج عليه، ما يجسد تجارب متعددة تنبني على مفهوم يتصل بزمن الطريق ومكانه، أو «زمكان الطريق»، وهو ما يتضح في روايات «الطريق» 1964. و«اللص والكلاب» 1961. و«السمان والخريف» 1962. و«الشحاذ» 1966. و«قلب الليل» 1975، و«رحلة ابن فطومة» 1983، وجميعها تتمحور، بشكل واضح، حول تنويعات متعددة على «زمكان الطريق».
ولفت حمودة إلى أن «هذا الزمكان يتجاوز أشكال حضوره الهامشي والعابر، في روايات أخرى، لكنه حاضر في أغلب الروايات بشكل عام؛ إذ يندر أن تجد عملاً يستغني عن تنويع أو آخر على هذا الموضوع. حيث يلوح هذا الزمكان، ويتركز عليه التناول المحوري الذي تتأسس فيه وبه الوقائع الأساسية في الروايات الست؛ حيث تتقاطع في نقطة زمانية ومكانية واحدة الدروب الزمانية والمكانية لمختلف ألوان الناس الذين يمثلون كل الفئات والأوضاع الاجتماعية والمعتقدات والأعمار، وهو ما يجعل أولئك الذين تفصل بينهم عادةً المرتبة الاجتماعية أو البعد المكاني يلتقون مصادفة ويتصارعون وتتصادم مصائرهم على امتداد الأحداث الروائية».
وفي دراسته حول «المعنى الوجودي في رواية قلب الليل» يرى الكاتب سيد الوكيل «أن رحلة جعفر الراوي التي قطعها بحثاً عن ميراثه من جده في (خان جعفر) الذي صار وقفاً، فيما حفيده جعفر الراوي في مسيس الحاجة إلى مليم، والتي انتهت إلى ما بدأت منه حيث لا يقين ولا خلاص... المعنى المرجو منها هو أن تدرك بذاتك (المفردة) كنه ذاتك».
ومن جهتها، قالت الكاتبة العراقية أثير جليل أبو شبع، في دراسة بعنوان «النظرية النفسية لفرويد وانعكاسها في أعمال نجيب محفوظ - رواية (السراب) نموذجاً»، إن نظرية فرويد أثبتت أن الأطفال يقعون تحت تأثير ما يسمى «الانفعال اللاواعي»، ويحتفظون به حتى البلوغ، وهنا يقع الشخص بين صراعي الواقع والمتعة، «حيث يفرض الأول ذاته على النفس، ويؤدي المحيط الموجود حول الفرد إلى تحويل المتع الموجودة إلى نوع من الكبت». وذكرت أبو شبع أن نجيب محفوظ طبقاً لهذه الفلسفة قام ببناء شخصية «كمال» بطل روايته «السراب» وقد جعل اسمه ذا دلالة عكسية، كما هي عادته في أغلب أعماله، حيث يحمل الاسم نقيض أوصاف المسمى، فكمال ليس بكمال، بل شخص انطوائي خجول لا رغبة له بأي تجربة من تجارب الحياة، ولا تتعدى معرفته جدران بيته الأربعة.
وأشارت أبو شبع أن فقدان والدة البطل لزوجها بالطلاق جعلها تغطي على عُقد نقصها بالضغط على ابنها، وجعله لا يرى أحداً سواها، ونتيجة للكبت الذي تعرض له من الأم نشأت عنده مختلف العقد النفسية والشعر بالخزي اللامرئي، بدءاً من مرحلة الطفولة، وصولاً للبلوغ وتحمل المسؤولية، وهكذا مرت حياة الطفولة للبطل بين الاندفاعات والمتعة، وأمام عدم خروج هذه الأمور من اللاوعي وبقائها في الداخل فشل كمال في زواجه وحياته الاجتماعية فيما بعد.
وتضمن الفصل الثاني وعنوانه «أبناء وأحفاد» في حارة نجيب محفوظ شهادات ورؤى لعدد من الكتاب والأدباء، من بينهم الروائي طارق إمام الذي تركزت شهادته حول كتاب «أحلام فترة النقاهة»، وقال إن نصوصه القصصية تمثل وجهاً جديداً تماماً لمحفوظ كاتب الأقصوصة، السوريالي، المتململ من نفسه، وقد صنع محفوظ نصاً مفتوحاً على احتمالات شتى، لا نهائية، حقق خلاله تصوره المتكامل عن «الأقصوصة»، ذلك الشكل الفني الكثيف، الذي لم تعرفه من قبل روح القصة القصيرة المحفوظية.
وكتبت عبير سليمان عن الرمز في قصص كتاب «التنظيم السري»، التي يشرح محفوظ من خلالها منهج العمل داخل تنظيمات جماعات الإسلام السياسي، ويقصد جماعة «الإخوان المسلمين»، وخططهم التي يضعونها في الخفاء، ويتكتمون عليها بسرية تامة. وقالت سليمان إن القصص تطل منها روح السخرية والتهكم التي تميز أسلوب محفوظ؛ حيث يمزج بين العلم والخيال، وبين البعد الإنساني والاجتماعي.
من جهته، ركّز الكاتب السعودي فهد العتيق حديثه على حارات نجيب محفوظ، وقال إن هناك حضوراً كبيراً للمكان، كما أن الرؤية الفلسفية أو السياسية في أدب محفوظ ليست تنظيرية أو مقحمة على النص، لكنها جزء من الموقف الاجتماعي والسياسي والأدبي في النص الروائي الذي يكتبه وجزء من نسيج البناء الموضوعي والفني للنص المتشكل من أسئلة الناس والحوار العفوي بين البشر.
وتضمن الجزء الثالث دراستين مترجمتين، إحداهما بعنوان «التحليل البنيوي ووجهات النظر المختلفة في رواية ميرامار»، للناقدة كاثرين سوان، ترجمها أشرف دسوقي علي، أما الثانية فتركز على «الدين والثقافة والهوية في أعمال نجيب محفوظ»، كتبها أنطونيو كوزار سانتييغو، ونقلتها للعربية خلود محمد الجرايحي.



مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟
TT

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

صدر العدد الجديد من مجلة الفيصل وتضمن العديد من الموضوعات والمواد المهمة. وكرست المجلة ملف العدد لموضوع إقصاء المرأة من حقل الفلسفة، وعدم وجود فيلسوفات. شارك في الملف: كل من رسلان عامر: «غياب المرأة الفلسفي بين التاريخ والتأريخ». خديجة زتيلي: «هل بالإمكان الحديث عن مساهمة نسائية في الفلسفة العربية المعاصرة؟» فرانك درويش: «المرأة في محيط الفلسفة». أحمد برقاوي: «ما الذي حال بين المرأة والتفلسف؟» ريتا فرج: «الفيلسوفات وتطور الأبحاث الحديثة من اليونان القديمة إلى التاريخ المعاصر». يمنى طريف الخولي: «النساء حين يتفلسفن». نذير الماجد: «الفلسفة نتاج هيمنة ذكورية أم نشاط إنساني محايد؟» كلير مثاك كومهيل، راشيل وايزمان: «كيف أعادت أربع نساء الفلسفة إلى الحياة؟» (ترجمة: سماح ممدوح حسن).

أما الحوار فكان مع المفكر التونسي فتحي التريكي (حاوره: مرزوق العمري)، وفيه يؤكد على أن الدين لا يعوض الفلسفة، وأن الفلسفة لا تحل محل الدين، وأن المفكرين الدينيين الحقيقيين يرفضون التفلسف لتنشيط نظرياتهم وآرائهم. وكذلك تضمن العدد حواراً مع الروائي العربي إبراهيم عبد المجيد الذي يرى أن الحزن والفقد ليس مصدرهما التقدم في العمر فقط... ولكن أن تنظر حولك فترى وطناً لم يعد وطناً (حاوره: حسين عبد الرحيم).

ونطالع مقالات لكل من المفكر المغربي عبد العزيز بومسهولي «الفلسفة وإعادة التفكير في الممارسات الثقافية»، والكاتب والأكاديمي السعودي عبد الله البريدي «اللغة والقيم العابرة... مقاربة لفك الرموز»، وضمنه يقول إننا مطالبون بتطوير مناهج بحثية لتحليل تورط اللغة بتمرير أفكار معطوبة وقيم عدمية وهويات رديئة. ويذهب الناقد سعيد بنكراد في مقال «الصورة من المحاكاة إلى البناء الجمالي» إلى أن الصورة ليست محاكاة ولا تنقل بحياد أو صدق ما تمثله، لكنها على العكس من ذلك تتصرف في ممكنات موضوعاتها. وترجم ميلود عرنيبة مقال الفرنسي ميشال لوبغي «من أجل محبة الكتب إمبراطورية الغيوم».

ونقرأ مقالاً للأنثروبولوجي الفرنسي فرانك ميرمييه بعنوان «مسار أنثربولوجي فرنسي في اليمن». ومقال «لا تحرر الحرية» (أريانا ماركيتي، ترجمة إسماعيل نسيم). و«فوزية أبو خالد... لم يزل الماء الطين طرياً بين أصابع اللغة» (أحمد بوقري). «أعباء الذاكرة ومسؤولية الكتابة» (هيثم حسين). «العمى العالمي: غزة بين فوضى الحرب واستعادة الإنسانية» (يوسف القدرة). «الطيور على أشكالها تقع: سوسيولوجيا شبكة العلاقات الاجتماعية» (نادية سروجي). «هومي بابا: درس في الشغف» (لطفية الدليمي).

ويطالع القارئ في مختلف أبواب المجلة عدداً من الموضوعات المهمة. وهي كالتالي: قضايا: سقوط التماثيل... إزاحة للفضاء السيميائي وإعادة ترتيب للهياكل والأجساد والأصوات (نزار أغري). ثقافات: «هل يمكن أن تحب الفن وتكره الفنان؟» ميليسا فيبوس (ترجمة خولة سليمان). بورتريه: محمد خضر... المؤلف وسرديات الأسلوب المتأخر (علي حسن الفواز). عمارة: إعادة تشكيل الفضاءات العامة والخاصة في جدة بين التراث والحداثة (بدر الدين مصطفى). حكايتي مع الكتب: الكتب صحبة رائعة وجميلة الهمس (فيصل دراج). فضاءات: «11 رصيف برنلي»... الابنة غير الشرعية لفرنسوا ميتران تواجه أشباح الحياة السرية (ترجمة جمال الجلاصي). تحقيقات: الترفيه قوة ناعمة في بناء المستقبل وتنمية ثقافية مؤثرة في المجتمع السعودي (هدى الدغفق). جوائز: جوائز الترجمة العربية بين المنجز والمأمول (الزواوي بغورة). المسرح: الكاتبة ملحة عبد الله: لا أكتب من أجل جائزة أو أن يصفق لي الجمهور، إنما كي أسجل اسمي في تاريخ الفن (حوار: صبحي موسى).

وفي باب القراءات: نجوان درويش... تجربة فلسطينية جسورة تليق بالشعر الجديد (محمد عبيد الله). جماليات البيت وسردية الخواء... قراءة في روايات علاء الديب (عمر شهريار). «أغنية للعتمة» ماتروشكا الحكايات والأنساب تشطر التاريخ في صعودها نحو الأغنية (سمية عزام). تشكيل: مهدية آل طالب: دور الفن لا يتحقق سوى من خلال الفنان (هدى الدغفق). مسرح: المنظومة المسرحية الألمانية يؤرقها سوء الإدارة والتمييز (عبد السلام إبراهيم)

ونقرأ مراجعات لكتب: «وجه صغير يتكدس في كل ظهيرة» (عماد الدين موسى)، «مروة» (نشوة أحمد)، «خاتم سليمي» (نور السيد)، «غراميات استثنائية فادحة» (معتصم الشاعر)، «أبناء الطين» (حسام الأحمد)، «حساء بمذاق الورد» (جميلة عمايرة).

وفي العدد نطالع نصوص: «مارتن هيدغر يصحو من نومه» (سيف الرحبي)، «مختارات من الشعر الكوري» (محمد خطاب)، «سحر الأزرق» (مشاعل عبد الله)، «معرض وجوه» (طاهر آل سيف)، «سارقة الذكريات» (وجدي الأهدل)، «أوهام الشجر» (منصور الجهني).