الجناح الإماراتي يفوز بـ«جائزة الأسد الذهبي» في «بينالي البندقية»

بعد تفوقه بفكرة العلاقة بين النفايات الصناعية وعمليات الإنتاج المحلي والدولي

وزير التراث الثقافي الإيطالي داريو فرانشيني ووائل الأعور من الجناح الوطني الإماراتي (الشرق الأوسط)
وزير التراث الثقافي الإيطالي داريو فرانشيني ووائل الأعور من الجناح الوطني الإماراتي (الشرق الأوسط)
TT

الجناح الإماراتي يفوز بـ«جائزة الأسد الذهبي» في «بينالي البندقية»

وزير التراث الثقافي الإيطالي داريو فرانشيني ووائل الأعور من الجناح الوطني الإماراتي (الشرق الأوسط)
وزير التراث الثقافي الإيطالي داريو فرانشيني ووائل الأعور من الجناح الوطني الإماراتي (الشرق الأوسط)

أعلنت الإمارات أن جناحها الوطني المشارك في «المعرض الدولي للعمارة» في «بينالي البندقية 2021» فاز بـ«جائزة الأسد الذهبي»، وذلك بعدما حقق أفضل مشاركة وطنية، حيث تعدّ جوائز «الأسد الذهبي» أعلى وأفضل تكريم في البينالي.
وبحسب المعلومات الصادرة أمس؛ فإنه جرى اختيار الجناح الوطني لدولة الإمارات، خلال مشاركته العاشرة في «بينالي البندقية»، عن معرضه «أرض لدنة» من قبل لجنة تحكيم البينالي، حيث قالت رئيستها كازيو سيجيما إن الجناح الإماراتي «تفوق في تطوير تجربة مفعمة بالأفكار الجريئة تتناول العلاقة بين النفايات الصناعية وعمليات الإنتاج على المستويين المحلي والدولي، وتفتح آفاقاً أوسع للإمكانات الهندسية المعمارية تجمع بين استخدام أحدث التكنولوجيات والخبرات الإنشائية المعمارية».
وعبرت وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية نورة الكعبي عن فخرها بفوز الجناح الوطني لبلادها بالجائزة الذهبية في مشاركته العاشرة في «المعرض الدولي للعمارة»، وذلك عبر حسابها على «تويتر»، مشيرة إلى أن جناح دولة الإمارات يفوز لأول مرة في تاريخه بـ«جائزة الأسد الذهبي» من خلال معرض «أرض لدنة» بوصفه أفضل مشاركة وطنية في النسخة السابعة عشرة من «المعرض الدولي للهندسة المعمارية»، وأضافت: «نبارك لفريقنا. كلنا فخر بهذا الإنجاز».
من جهتها؛ قالت ليلى بن بريك، مديرة التنسيق في الجناح الوطني لدولة الإمارات في «بينالي البندقية»: «شارك الجناح الوطني لدولة الإمارات خلال 10 دورات في (بينالي البندقية) بسلسلة مميّزة من المعارض الاستثنائية المدعومة برؤية ثاقبة وحلول إبداعية، ونحن فخورون بتكريم الجناح الوطني بـ(جائزة الأسد الذهبي) التي تُمنح لأفضل مشاركة من بين 60 جناحاً وطنياً هذا العام. ويأتي ذلك تكليلاً لجهود الجناح ومساهمته الكبيرة في دعم المشهد الفني والمعماري المتطوّر بدولة الإمارات، وتقديراً للمساعي المبذولة في سرد قصص الإمارات الملهمة عبر منصّة تتمتع بحظوة عالمية».
من جهته؛ قال القيّم الفني وائل الأعور بعدما تسلّم الجائزة بالأصالة عن الجناح الوطني: «نحن فخورون بهذا التكريم المرموق للجناح الوطني، لا سيما أنه يأتي بالتزامن مع مشاركته العاشرة في (بينالي البندقية)».
ويحتضن معرض الجناح الوطني لدولة الإمارات بعنوان «أرض لدنة» نموذجاً أولياً ضخماً مصنوعاً من مادة مبتكرة بديلة للإسمنت وصديقة للبيئة جرى تطويرها من نفايات المحلول الملحي المُعاد تدويره، للحد من تأثيرات صناعة البناء والتشييد وتداعياتها السلبية المترتبة على سلامة البيئة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.