معيار عالمي لتسريع الفسح في المنافذ بين السعودية والبحرين

تعاون جمركي مشترك للاعتراف المتبادل ببرنامج المشغل الاقتصادي

السعودية والبحرين لتعاون جمركي مشترك وتعزيز برنامج المشغل الاقتصادي (الشرق الأوسط)
السعودية والبحرين لتعاون جمركي مشترك وتعزيز برنامج المشغل الاقتصادي (الشرق الأوسط)
TT

معيار عالمي لتسريع الفسح في المنافذ بين السعودية والبحرين

السعودية والبحرين لتعاون جمركي مشترك وتعزيز برنامج المشغل الاقتصادي (الشرق الأوسط)
السعودية والبحرين لتعاون جمركي مشترك وتعزيز برنامج المشغل الاقتصادي (الشرق الأوسط)

فيما وافق مجلس الوزراء السعودي مؤخراً على اتفاقية التعاون الجمركي المشترك بين هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في المملكة مع نظيرتها في البحرين للاعتراف المتبادل ببرنامج المشغل الاقتصادي لدى البلدين، والموقعة في مدينة الرياض قبل عامين، أكدت الاتفاقية التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، أن الإجراء يقوم بتيسير الإجراءات الجمركية على الحدود لبضائع المشغل الاقتصادي وتسريع الفسح في المنافذ الحدودية.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن قرار الموافقة جاء عقب خطاب من وزير المالية ورئيس مجلس إدارة الهيئة في شأن مشروع الاتفاقية لترفع اللجنة العامة لمجلس الوزراء توصية على أن يقوم رئيس المجلس والوزراء ورؤساء الأجهزة المعنية المستقلة كل فيما يخصه بتنفيذ المرسوم الملكي.
ووفقاً للاتفاقية، فإن المشروع يسهم في تيسير الإجراءات الجمركية على الحدود لبضائع المشغل الاقتصادي المعتمد سواء الواردة والصادرة والمعاد تصديرها والعابرة ووسائل نقلها، ويسعيان من خلالها إلى تعزيز أمن سلسلة التوريد وتعزيز مصالحهما المشتركة، بما في ذلك تبادل المزايا المقدمة للمشغلين المعتمدين بشكل مستمر.
وتشدد الاتفاقية على أهمية مراعاة الجهود المبذولة لتوحيد إجراءات القيود بين الطرفين على كافة السلع لكي تمر عبر المنفذ البيني بسلاسة، كما يحق تطبيق الحظر والقيد على البضائع الواردة والصادرة والمعاد تصديرها والعابرة ووسائل نقل بمقتضى الأنظمة والقوانين المعمول بها.
ولأغراض الاعتراف ببرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد، تلزم الاتفاقية البلدين بقبول نتائج التقييم والحالة الممنوحة المعتمد لدى الطرف الآخر وخفض معدلات التفتيش اليدوي على الواردات الجمركية، إضافة إلى تسريع عملية تخليص البضائع المستوردة، واتخاذ تدابير ذات أولوية للاضطرابات في التدفقات التجارية بسبب الزيادات في مستويات الإنذار الأمني، أو إغلاق الحدود، أو الكوارث الطبيعية، وفي حالات الطوارئ الأخرى.
وتدخل اتفاقية التعاون الجمركي المشترك بين هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في المملكة وشؤون الجمارك في البحرين للاعتراف المتبادل ببرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد، حيز النفاذ من تاريخ آخر إشعار متبادل بين الطرفين عبر القنوات الدبلوماسية، وتظل سارية المفعول لمدة ثلاثة أعوام، وتتجدد تلقائياً ما لم يبد أحد الأطراف رغبته في إنهائها أو عدم تجديدها قبل التاريخ المحدد بثلاثة أشهر على الأقل.
ويقوم برنامج «المشغل الاقتصادي المعتمد السعودي» على مفهوم الشراكة بين الجمارك والمنشآت التجارية، وهو يعزز أمن سلسلة الإمدادات العالمية، وفي الوقت ذاته يوفر مزايا أكثر لتسهيل التجارة.
ويعد البرنامج معياراً عالمياً، وهو جزء من الاتفاقية الإطارية لمعايير أمن وتسهيل التجارة الدولية بمنظمة الجمارك العالمية منذ 2005، بالإضافة إلى أنه يمثل أحد مكونات اتفاقية تسهيل التجارة بمنظمة التجارة العالمية، التي دخلت حيز التنفيذ في 22 فبراير (شباط) 2017.
وبالنسبة للمنشآت التجارية المشاركة في سلسلة الإمداد، التي تقدمت للبرنامج، وتم التحقق منها، وتقييمها كشريك موثوق به وملتزم وقليل المخاطر، ستحصل على العديد من المزايا لتسهيل عملياتها الجمركية وتقليل التكلفة وسرعة الفسح في المنافذ في المملكة.
وتستطيع المنشآت التجارية العاملة في القطاع اللوجيستي من مصدرين ومستوردين وموزعين ومخلصين وشركات النقل والتخزين، الانضمام إلى البرنامج للاستفادة من مزايا المشروع منها إجرائية وأمنية ومالية وغيرها من المزايا العامة.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.