«الرئاسي الليبي» ينفي منع هبوط طائرة رئيسه في الجنوب

مجلس النواب يؤجل استجواب حكومة الوحدة

رئيس المجلس الرئاسي الليبي لدى اجتماعه بوزيرة العدل في طرابلس أمس (المجلس الرئاسي)
رئيس المجلس الرئاسي الليبي لدى اجتماعه بوزيرة العدل في طرابلس أمس (المجلس الرئاسي)
TT

«الرئاسي الليبي» ينفي منع هبوط طائرة رئيسه في الجنوب

رئيس المجلس الرئاسي الليبي لدى اجتماعه بوزيرة العدل في طرابلس أمس (المجلس الرئاسي)
رئيس المجلس الرئاسي الليبي لدى اجتماعه بوزيرة العدل في طرابلس أمس (المجلس الرئاسي)

نفى «المجلس الرئاسي الليبي» ما أشيع عن منع ميليشيات مسلحة لطائرة رئيسه محمد المنفي من الهبوط في مطار سبها بجنوب البلاد، بينما أعلن مجلس النواب تأجيل استجواب حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، خلال جلسة عقدها أمس، اكتفى فيها بمناقشة قانون الانتخابات.
ورداً على تقارير رددتها وسائل إعلام محلية، باعتراض كتيبة تابعة للجيش الوطني، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، على هبوط طائرة المنفي في مطار سبها، نفى ناطق باسم المنفي لـ«الشرق الأوسط» هذه المعلومات، وقال في تصريحات مقتضبة إنها «غير صحيحة»، لافتاً إلى أن «المنفي يستعد للقيام في وقت لاحق بزيارة إلى سبها»، هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه في مارس (آذار) الماضي.
بدوره، أكد المنفي لدى اجتماعه أمس مع حليمة البوسيفي وزيرة العدل بحكومة الوحدة، ضرورة الإسراع بحل إشكالية قضايا السجناء الذين صدرت بحقهم أحكام بالإفراج ولم يتم تنفيذها حتى الآن، وشدد على أهمية وضع حقوق الإنسان في أولويات التعامل مع كل القضايا والمسجونين. وقال المنفي في بيان وزعه مكتبه، إن الاجتماع استعرض أيضاً ملف الإفراجات الصحية عن بعض السجناء لدواعٍ إنسانية وصحية.
وكان المنفي قد أشاد لدى اجتماعه بوفد من مدينة الزنتان، بمساهمة المدينة في تحقيق المصالحة الوطنية، ولمّ الشمل وجمع الفرقاء، كما ناقش مع وزير الاقتصاد والتجارة محمد الحويج، سُبل تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، وتوسيع آفاق العمل الاقتصادي وفق خطط استراتيجية مدروسة، بالإضافة إلى أهمية تنويع مصادر الدخل، وتوفير استثمارات متنوعة في العديد من القطاعات، لتجنيب الدولة، الاعتماد المطلق على النفط والغاز.
إلى ذلك، أعلن عبد الله بليحق المتحدث باسم مجلس النواب تأجيل استجواب الحكومة بناءً على طلبها الرسمي، لـ«استيضاح نقاط الاستجواب الواردة في مذكرة أعضاء مجلس النواب، لتقوم الحكومة بتجهيز الردود والتوضيحات حول ذلك»، دون تحديد موعد جديدة للجلسة. وأوضح أنه تم خلال الجلسة التي تم بثها على الهواء مباشرة مناقشة مشروع قانون انتخاب مجلس النواب القادم في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وقبل ساعات من التئام الجلسة، طلب الدبيبة من عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، توضيح وتحديد المواضيع الخاصة بمساءلته لتجهيز ردود الحكومة. وقال عادل جمعة وزير الدولة لشؤون رئيس الحكومة ومجلس الوزراء في رسالة وجهها مساء أول من أمس إلى رئاسة مجلس النواب، إن «وزراء الحكومة سيعدون الردود اللازمة عقب عودة الدبيبة من مهمة عمل خارج البلاد، زعم أنها كانت محددة قبل تلقيه دعوة المساءلة.
وكان فتحي المريمي المستشار الإعلامي لصالح أبلغ وسائل إعلام محلية مساء أول من أمس أن الجلسة لن تبحث مسألة سحب الثقة من الحكومة، وأوضح في المقابل أنها ستناقش اعتذار الدبيبة عن عدم الحضور نظراً لتعارضها مع سفره في مهمة عمل، موضحاً أن الدبيبة طلب تأجيل المثول أمام مجلس النواب، وإيضاح الأسئلة الموجهة لعدد من الوزارات. وقال المريمي إن النواب سيناقشون الميزانية وموضوع قانون انتخاب مجلس النواب الجديد، مشيراً إلى أن قانون انتخاب الرئيس أحيل للجنة التشريعية لصياغة ما تم الاتفاق عليه تمهيداً لإحالته للرئاسة للموافقة عليه.
في غضون ذلك، استغل خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة اجتماعه مساء أول من أمس في طرابلس مع السفير الإيطالي لاتهام الطرف الآخر، في إشارة إلى مجلس النواب والمشير حفتر، بعرقلة العملية السياسية ومحاولة تفصيل القانون على شخوص معينة مثل مزدوجي الجنسية وأصحاب الرتب العسكرية، وشدد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها.
واعتبر المشري لاحقاً في تصريحات تلفزيونية أن أي حل سياسي في البلاد لن يستمر بوجود حفتر، الذي وصفه بـ«مجرم حرب»، واعتبر أنه لا همّ له إلا حرق ليبيا وإدخالها في الحروب، ولن ترتاح ليبيا بوجوده.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».