«كورونا» يحصد 4.5 مليون ضحية حول العالم

«الصحة العالمية» تخشى 236 ألف وفاة إضافية في أوروبا بحلول ديسمبر

مركز تلقيح في سيدني بأستراليا أمس (رويترز)
مركز تلقيح في سيدني بأستراليا أمس (رويترز)
TT

«كورونا» يحصد 4.5 مليون ضحية حول العالم

مركز تلقيح في سيدني بأستراليا أمس (رويترز)
مركز تلقيح في سيدني بأستراليا أمس (رويترز)

حصد فيروس «كورونا»، بجميع سلالاته أكثر من 4.5 مليون ضحية، وفق حصيلة رسمية أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضحت الوكالة أمس أن العدد الإجمالي للوفيات جرّاء الوباء بلغ 4.500.620 شخصاً منذ ظهر في الصين في ديسمبر (كانون الأول) 2019. وتسجّل حالياً نحو 10 آلاف وفاة يومياً بالفيروس على مستوى العالم، وهو عدد أقل بكثير من الذروة التي سجّلت أواخر يناير (كانون الثاني) البالغ 14800 وفاة يومية، لكنه أعلى بنحو 30 في المائة من العدد المسجّل في بداية الصيف البالغ 7800 وفاة يومية في مطلع يوليو (تموز).
ومع تسجيلها ما معدله 1290 وفاة يومية على مدى الأيام السبعة الأخيرة، باتت الولايات المتحدة مجدداً البلد الذي يسجّل أكبر عدد من الوفيات الجديدة على صعيد العالم. وبعدما كانت تعلن ما يصل إلى 3380 وفاة يوميا في يناير، تراجع هذا العدد إلى 200 بحلول مطلع الصيف، إلا أنها تواجه حالياً موجة مرتبطة بتفشي المتحورة دلتا، التي تم رصدها في معظم دول العالم منذ اكتشفت في الهند في أبريل (نيسان).
وتعد الولايات المتحدة البلد الأكثر تضرراً في العالم منذ ظهر الوباء إذ أعلنت 637.539 وفاة مرتبطة بكوفيد من بين 38.798.963 إصابة، تليها البرازيل (579.308 وفيات، 20.741.815 إصابة) والهند (438.210 وفيات، 32. 737.939 إصابة).
وأودى الوباء بالفعل بحياة عدد أكبر من الأشخاص في 2021 مقارنة بالعام 2020، إذ سجّلت أكثر من 2.6 مليون وفاة رسمياً جراء كوفيد منذ مطلع العام الحالي، مقارنة بأقل من 1.9 مليون وفاة أعلنت العام الماضي بأكمله. ويراهن قادة دول العالم المتقدمة على اللقاحات كحل لوقف تفشي الوباء، لكن يأتي ذلك وسط تفاوت كبير في تحصين السكان إذ لم تعط إلا سبع جرعات لكل مائة شخص في أفريقيا، مقابل 99 في أوروبا و111 في الولايات المتحدة.
كما أن اللقاحات تبدو أقل فاعلية في مواجهة المتحورة دلتا. وأظهرت دراسة نشرتها السلطات الصحية الأميركية الأسبوع الماضي بأن فاعلية لقاحي فايزر وموديرنا ضد الإصابة تراجعت من 91 إلى 66 في المائة منذ باتت دلتا نسخة الفيروس المهيمنة في الولايات المتحدة. لكن لا تزال اللقاحات فعالة للغاية في منع الإصابة الشديدة بالمرض.
في غضون ذلك، أعربت منظمة الصحة العالمية أمس الاثنين عن خشيتها من أن يودي كوفيد بحياة 236 ألف شخص آخر في أوروبا بحلول بداية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، معربة عن قلقها حيال «ركود» معدّلات التطعيم في القارة. وقال مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه للصحافيين: «ارتفع عدد الوفيات بنسبة 11 في المائة في المنطقة الأسبوع الماضي، وتشير بعض التوقعات الموثوقة إلى احتمال وفاة 236 ألف شخص في أوروبا بحلول ديسمبر (كانون الأول)»، لتضاف إلى 1.3 مليون وفاة سجلت حتى الآن في القارة.
وشهدت بلدان المنطقة زيادة في معدلات الإصابة مع تأكد أثر المتحورة دلتا الأكثر عدوى، خاصة في صفوف غير الملقحين. ومن 53 دولة مصنّفة ضمن فرع منظمة الصحة العالمية في أوروبا، سجّلت 33 منها معدّل إصابات أعلى من 10 في المائة خلال الأسبوعين الماضيين، وفق كلوغه. وأرجع المسؤول ازدياد انتقال العدوى إلى تفشي المتحورة دلتا الأكثر عدوى و«التخفيف المبالغ فيه» للقيود والإجراءات إضافة إلى ازدياد السفر خلال الصيف.
وأشار إلى تراجع وتيرة التطعيم في المنطقة، قائلاً: «تراجعت الوتيرة خلال الأسابيع الستة الماضية بنسبة 14 في المائة، متأثرة بنقص القدرة على الوصول إلى اللقاحات في بعض الدول وغياب قبول اللقاحات في أخرى».
رغم تطعيم ثلاثة أرباع مقدمي الرعاية في أنحاء أوروبا، فإن المعدل في بعض الدول الأوروبية هو واحد فقط من كل عشرة، حسب المنظمة الأممية. ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، تم في غضون ثمانية أشهر إعطاء ما يقرب من 850 مليون جرعة لقاح في المنطقة الممتدة إلى آسيا الوسطى. وتم في المنطقة نفسها تطعيم ما لا يقل عن 413.26 مليون شخص بالكامل (44.2 في المائة من السكان)، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية أمس.
أما على الصعيد العالمي، فقد تم توزيع 5.239 مليار جرعة. وفي الإجمال، أصيب ما لا يقل عن 216.3 مليون شخص بفيروس كوفيد - 19 في أنحاء العالم.
وحول استخدام جرعة معززة أو ثالثة لمن يعانون من ضعف المناعة، المقترح في بعض بلدان المنطقة، فإن منظمة الصحة العالمية لم تستبعد الأمر رغم دعوتها إلى التمهل في الوقت الحالي.
وقال متحدث باسم مكتب منظمة الصحة العالمية في أوروبا: «قد تكون هناك حاجة لجرعة ثالثة في المستقبل لمجموعات محددة أو في أماكن محددة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البيانات حول التوقيت الأمثل ومقدار الجرعات المعززة الذي قد يختلف من لقاح لآخر». وشدد هانس كلوغه على أن «قبول الناس للتطعيم أمر بالغ الأهمية»، خاصة مع تخفيف تدابير الصحة العامة والتباعد الاجتماعي في العديد من الأماكن. وأضاف أن «التشكيك في اللقاحات وعدم تصديق العلم يمنعنا من تحقيق الاستقرار في هذه الأزمة».
وتتفاوت درجة القيود من بلد أوروبي إلى آخر، وقد أقر توسيع نطاق استعمال الشهادة الصحية الاثنين في فرنسا، حيث أصبحت إلزامية لـ1.8 مليون موظف على اتصال مباشر مع الناس في المطاعم وقاعات السينما والمتاحف والقطارات.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.