الأحزاب المغربية تشكو تأثير المال على الانتخابات

TT

الأحزاب المغربية تشكو تأثير المال على الانتخابات

تتواصل في المغرب الحملات الانتخابية لاقتراع يوم 8 سبتمبر (أيلول) المقبل، وسط هواجس من استعمال المال لاستمالة الناخبين.
واستنكرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في بيان لها صدر أمس، «استمرار وتصاعد الاستعمال الكثيف والبشع للمال»، الذي أضحى الحديث بشأنه «متداولاً بشكل واسع في أوساط الرأي العام والهيئات السياسية». واعتبرت أن هذه «الممارسات المشينة مخالفة للمقتضيات القانونية المتعلقة بتحديد سقف مصاريف الحملات الانتخابية الخاصة بكل اقتراع، والتي تخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين المتنافسين، وتمس بنزاهة ومصداقية العمليات الانتخابية».
ورأى حزب العدالة والتنمية أن حجم الأموال المسخرة لإفساد العمليات الانتخابية والتأثير فيها، يثير «تساؤلات مشروعة حول مصدرها والجهات التي تقف وراءها».
كما استنكرت الأمانة العامة للحزب ما وصفته بالضغوط التي يتعرض لها مرشحو الحزب والتي أثرت على تراجع ترشيحات الحزب في الانتخابات المحلية، خصوصاً في القرى. وجاء في البيان ذاته أن قيادة الحزب تنوه «بالجهود المعتبرة التي بذلتها مختلف الهيئات المجالية للحزب من أجل تغطية جميع الدوائر التشريعية والجهوية والجماعية (البلدية) ذات نظام الاقتراع اللائحي»، رغم «الصعوبات والإكراهات الناجمة عن الضغوطات التي مورست من قبل بعض المنافسين»، وهي الضغوط التي «انخرط فيها بعض رجال وأعوان السلطة المحلية».
وذكر البيان أنه كان لهذه الضغوطات بالوسط القروي أثرها الواضح على نسبة ترشيحات الحزب «جراء ما تعرض له مناضلوه ومرشحوه سواء من خلال التهديد والترهيب أو من خلال الوعود والإغراءات من بعض المنافسين وبعض رجال وأعوان السلطة».
يأتي ذلك في وقت لم تتعد فيه تغطية حزب العدالة والتنمية للانتخابات المحلية 5.51 في المائة، من مجموع الدوائر، حيث جاء في الرتبة الثامنة ضمن الأحزاب من حيث عدد الترشيحات المحلية، في حين وصلت ترشيحاته في انتخابات 2015 المحلية إلى ما يزيد على 12 في المائة. كما انتقد الحزب ما وصفه بـ«الخروقات المرتبطة بعملية المراجعة الاستثنائية الأخيرة للوائح الانتخابية العامة»، التي رافقتها «إنزالات غير مسبوقة» أفضت إلى الرفع من عدد الناخبين الجدد المسجلين في بعض الجماعات (البلديات) «بنسب مثيرة تطرح أكثر من سؤال»، بالإضافة إلى التشطيبات من اللوائح الانتخابية، «التي تمت بغطاء قانوني شكلي وفي مخالفة لروح ومقتضيات القانون».
من جهته، سبق لعبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (معارضة)، أن انتقد في لقاء انتخابي مع مرشحي حزبه بمنطقة أزيلال (وسط) بشدة استعمال المال، وقال إن هناك من يريد «تحويل الفصل 47 من الدستور، إلى موضوع تجاري ومالي»، وهو الأمر الذي اعتبره «إهانة للدستور». وينص الفصل 47 من الدستور على أن الملك يعين رئيس الحكومة من الحزب الذي يتصدر نتائج انتخابات مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، ما يجعل الأحزاب تتنافس على الظفر بالرتبة الأولى لقيادة الحكومة. ولمح وهبي إلى أن هناك من يستعمل المال للظفر بالرتبة الأولى حتى يضمن تعيين رئيس الحكومة منه، في إشارة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار (أغلبية). وقال وهبي: «لقد أصبحت خائفاً على الدستور، وعلى المس بالفصل 47، وعلى الديمقراطية بالمغرب».
كما سبق لنبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المعارض (الشيوعي سابقاً)، الذي ترشح للانتخابات التشريعية في دائرة «المحيط» بالرباط، أن انتقد استعمال المال في الانتخابات، وقال خلال إطلاق الحملة الانتخابية الأربعاء الماضي: «إننا نعول على تصويت المواطنين لهزم من يؤثرون سلباً على العملية الانتخابية من خلال المال».
في غضون ذلك، قامت السلطات المحلية بمدينة مراكش أول من أمس، بالتدخل لمنع تجمع انتخابي كان يرأسه عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، في المسرح الملكي بالحي الشتوي بالمدينة. وقامت مسؤولة في عمالة (محافظة المدينة) من درجة «باشا» بالصعود إلى المنصة، لإيقاف مداخلة لأخنوش، بسبب تجاوز عدد الحاضرين العدد المسموح به في الحملات الانتخابية في إطار التدابير الاحترازية لمواجهة «كوفيد - 19».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.