تأهب لموجة «كورونا» بنهاية عطلة الصيف

نسبة الملقحين في الدول الفقيرة 2 %

TT

تأهب لموجة «كورونا» بنهاية عطلة الصيف

دعا «المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض السارية ومكافحتها» إلى التأهب لمواجهة موجة ارتفاع أكيدة في أعداد الإصابات بفيروس «كورونا» بنهاية العطلة الصيفية، مشدداً على ضرورة أن تكون المنظومات الصحية جاهزة لمواجهة هذا الارتفاع بسبب حركة السفر والتجمعات الكبيرة. وحذر المركز من أن ارتفاعاً في عدد الإصابات لفترة طويلة يحمل معه خطر ظهور طفرات فيروسية جديدة، غالباً ما ستكون أشرس من سلالة «دلتا».
وأعلن خبير الفيروسات، ماسّيمو غالي، إن النقاش الدائر حالياً في البلدان الغنية حول توزيع الجرعة الثالثة من اللقاحات ضد «كوفيد - 19» ليس مجرد فشل أخلاقي للغرب، بل هو تأكيد على أن العالم ما زال يفتقر إلى رؤية شاملة للحد من الفوارق بين الدول، مؤكداً أن إزالة هذه الفوارق هي السبيل الوحيد للخروج نهائياً من الجائحة. وأشار غالي الذي يشرف على معهد الأبحاث الوبائية في جامعة ميلانو إلى أن نسبة الذين تلقوا اللقاح في البلدان الفقيرة لا تتجاوز 2 في المائة، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، في الوقت الذي تستعد فيه الدول الغنية لتوزيع مئات الملايين من الجرعات الثالثة المنشطة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت مراراً من توزيع الجرعات الثالثة في البلدان الغنية قبل بلوغ التغطية اللقاحية في البلدان النامية نسبة لا تقل عن 25 في المائة من مجموع السكان، مشددة على أن القضاء على الجائحة لن يتم إلا عبر السيطرة على تفشي الفيروس في جميع بلدان العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل أعلنتا أنهما ستباشران قريباً توزيع الجرعة الثالثة على السكان البالغين، فيما أعلنت أيضاً ألمانيا وفرنسا أنهما ستباشران، بدءاً من سبتمبر (أيلول) إعطاء الجرعة الثالثة لمن تجاوزوا الخامسة والستين من العمر، بالإضافة إلى الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وكانت إيطاليا أول الدول الأوروبية تأثراً بجائحة كورونا في موجتها الأولى عام 2020. والآن، بعد الأشهر المأساوية التي عاشتها مقاطعات الشمال الإيطالي في بداية الجائحة مطالع العام الفائت، وبعد سقوط ما يزيد على 130 ألف ضحية، بينهم أكثر من 200 طبيب، أطلقت الحكومة الإيطالية أمس صفَّارة الإنذار من المقاطعات الجنوبية، وبالتحديد من جزيرة صقلية، محذرة من أن موجة وبائية جديدة باتت على الأبواب، ويخشى أن تتسع دائرة انتشارها في جميع أنحاء البلاد بحلول منتصف الشهر المقبل.
وأعلنت وزارة الصحة الإيطالية، أمس، أن صقلية تعود، بدءاً من اليوم (الاثنين)، إلى الدائرة الصفراء لتدابير الوقاية، وربما إلى الدائرة البرتقالية قبل نهاية الأسبوع، وفرضت ارتداء الكمامات الواقية حتى في الشوارع والأمكنة المفتوحة. وتشهد مستشفيات الجزيرة منذ أيام تدفقاً غير مسبوق لحالات المصابين بـ«كورونا»، خاصة بين غير الملقحين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عاماً، فضلاً عن تزايد عدد الإصابات بين الأطفال.
ويقول مسؤول في اللجنة العلمية الوطنية التي تشرف على الإدارة الصحية للجائحة إن التدابير الوقائية التي اعتمدتها الحكومة مطلع فصل الصيف، مثل فرض شهادات التلقيح أو الاختبارات السلبية للسفر في وسائل النقل العام وارتياد المطاعم والمقاهي المغلقة، لم تطبق بالشكل المناسب، وإن مناطق كثيرة في البلاد، خاصة على السواحل وفي المنتجعات السياحية، شهدت تجمعات كثيفة طوال عطلة الصيف، من غير أن تتدخل السلطات المحلية أو الإقليمية لمنعها.
ومع الارتفاع المطرد الذي تشهده الإصابات الجديدة في مدن الجنوب الإيطالي، أعلن عدد من الأطباء امتناعهم عن استقبال المرضى غير الملقحين في عياداتهم الخاصة، بذريعة عدم تعريض أنفسهم وعائلاتهم لخطر الإصابة بالفيروس، حيث أصبحت طفرة «دلتا» هي المنتشرة بنسبة 82 في المائة من الحالات الجديدة.
وفي غضون ذلك، أظهرت البيانات المتوفرة على موقع جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية أن عدد جرعات اللقاحات التي تم إعطاؤها حول العالم، وغالبيتها الساحقة في الدول الغربية، بلغ 17.‏5 مليار جرعة حتى يوم أمس، فيما بلغ إجمالي الإصابات بفيروس كورونا عالمياً 216 مليون حالة. كما أظهرت البيانات أن إجمالي الوفيات ارتفع إلى 4 ملايين و494 ألف حالة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك عدداً من الجهات التي توفر بيانات مجمعة بشأن «كورونا» حول العالم، قد يكون بينها بعض الاختلافات الطفيفة.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.