نظام غذائي غير متوقع للقرش «كوكي كاتر»

سمكة القرش «كوكي كاتر» (الفريق البحثي)
سمكة القرش «كوكي كاتر» (الفريق البحثي)
TT

نظام غذائي غير متوقع للقرش «كوكي كاتر»

سمكة القرش «كوكي كاتر» (الفريق البحثي)
سمكة القرش «كوكي كاتر» (الفريق البحثي)

أسماك القرش من نوع «كوكي كاتر»، هي أسماك تتواجد في أعماق البحار، ويبدو أنها لا تظهر على السطح إلا في الليل، ونتيجة لذلك، لا نعرف الكثير عنها، ومع ذلك فإن هناك شيئا واحدا يمكننا قوله على وجه اليقين، وهو أنهم يحبون العض، حيث وجد العلماء على مر السنين في أمعائها قطعا دائرية صغيرة من أجسام الدلافين وسمك أبو سيف والسلاحف البحرية والحيتان وأسماك القرش البيضاء والغواصات العسكرية، وحتى البشر أنفسهم، ويوحي شكلها وكأنها قطعت بقالب الكعك، وهو ما جعلهم يطلقون عليها اسم «كوكي كاتر».
وأدى عدد كبير من الأدلة إلى افتراض العلماء أن هذه الحيوانات المفترسة الصغيرة، التي لا يزيد نموها عادة عن 50 سم تفضل تناول فريسة أكبر بكثير، لكن دراسة جديدة تزعمها عالم البحار آرون كارلايل من جامعة ديلاوير الأميركية، أثبتت أن هذا ليس صحيحا بالضرورة.
وأجريت الدراسة الجديدة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «ساينتفيك ريبورتيز»، على محتويات معدة 14 سمكة قرش «كوكي كاتر»، تم جمعها بالقرب من هاواي بأميركا، لتكشف عن مفاجآت حول ما الذي تفضله هذه الحيوانات المفترسة الطفيلية لإغراق أسنانها فيه.
وعلى عكس ما هو شائع، فإن الثدييات البحرية والأسماك الكبيرة تمثل أقل من 10 في المائة فقط من النظام الغذائي لهذا القرش المراوغ ذي الأسنان المخيفة، حيث كان متنوعا في نظامه الغذائي الذي ضم في أغلبه الفرائس الصغيرة مثل رأسيات الأرجل والقشريات والأسماك.
وعلاوة على ذلك، وجد الباحثون أن أسماك «كوكي كاتر» الكبيرة، هي التي تصعد إلى السطح، لقضم الحيتان أو الدلافين أو أسماك القرش الأخرى أو حتى البشر، بينما تظل الصغيرة منها في العمق، مكتفية بقطع من الفرائس الصغيرة مثل رأسيات الأرجل والقشريات والأسماك.
ويقول آرون كارلايل: «تحتل هذه الحيوانات دوراً بيئيا فريداً في محيطات العالم، فهي تتغذى على كل شيء من أكبر وأصعب الحيوانات المفترسة، مثل أسماك القرش البيضاء، وكل ما يمكنك تخيله، وصولا إلى أصغر المخلوقات الصغيرة، وليس هناك الكثير من الحيوانات التي تفعل شيئا مثل هذا تماما».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.