قال مسؤول أمني غربي اليوم (الأحد) إن القوات الأميركية بدأت آخر مراحل عملية الإجلاء من كابل والتي تنهي تدخل واشنطن في أفغانستان لمدة عشرين عاماً، مضيفاً أن ما يزيد قليلاً على ألف مدني موجودون بالمطار في انتظار نقلهم قبل انسحاب القوات. مبينا لوكالة «رويترز» للأنباء، طالباً عدم ذكر اسمه، إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بخصوص تاريخ وموعد انتهاء عملية الإجلاء.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن على أنه سيلتزم بالمهلة التي حددها لانسحاب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 31 أغسطس (آب)، أي بعد 20 عاماً على الغزو الأميركي لكابل وإطاحة واشنطن بحكومة «طالبان» رداً على إيوائها لمنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001.
وتابع المسؤول الغربي: «نريد التأكد من إجلاء كل أجنبي مدني وكل من هم عرضة للخطر اليوم. ستبدأ القوات في الخروج بمجرد انتهاء هذه العملية».
وبموجب اتفاق مع الولايات المتحدة، قالت «طالبان» إنها ستسمح برحيل الأجانب والأفغان الراغبين في الخروج. ونقلت الولايات المتحدة وحلفاؤها نحو 113500 شخص إلى خارج أفغانستان خلال الأسبوعين المنصرمين لكن عشرات الآلاف من الراغبين في ترك البلاد لن يتسنى لهم ذلك.
من جانبه، قال مسؤول أميركي لوكالة «رويترز» للأنباء أمس (السبت) إنه لا يزال هناك أقل من أربعة آلاف جندي عند المطار انخفاضاً من 5800 جندي عندما بلغت عملية الإجلاء ذروتها.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) للصحافيين إن بعض القوات انسحبت لكنه امتنع عن ذكر عدد من تبقوا.
وذكر مسؤول في حركة «طالبان» أن الحركة مستعدة لتولي السيطرة على المطار. وبسط مقاتلو الحركة سيطرتهم على أفغانستان وألحقوا الهزيمة بالحكومة.
إلى ذلك، ذكر مسؤول في حركة «طالبان» أن الحركة مستعدة لتولي السيطرة على المطار.
وقال مسؤول «طالبان» لوكالة «رويترز» إن الحركة أعدت فريقاً يضم خبراء فنيين ومهندسين لتولي مسؤولية المطار. وأضاف، طالباً عدم نشر اسمه: «نحن في انتظار الإشارة الأخيرة من الأميركيين لنتولى بعدها السيطرة الكاملة على مطار كابل، إذ إن الجانبين يستهدفان تسليماً سريعاً».
وذكر المسؤول الأمني الغربي أن أعداد الحشود عند بوابات المطار انخفضت بعد تحذير الحكومة الأميركية من هجوم آخر يشنه المتشددون بعد التفجير الانتحاري خارج المطار يوم الخميس.
وأسفر الانفجار عن مقتل عشرات الأفغان و13 جندياً أميركياً خارج بوابات المطار، حيث احتشد آلاف الأفغان في محاولة لركوب طائرة والخروج من أفغانستان بعد سيطرة «طالبان» على مقاليد الأمور.
وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها قتلت متشددين ينتميان لتنظيم «داعش»، الذي يناصب الغرب و«طالبان» العداء. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم المطار.
وتوعد بايدن بملاحقة منفذي الانفجار، وقال إن الضربة الأميركية ليست الأخيرة.
وأدانت «طالبان» الضربة التي نفذتها واشنطن بطائرة مسيرة في ساعة متأخرة من الليل في إقليم ننكرهار الشرقي المتاخم لباكستان.
من جهته، قال متحدث باسم الحركة لوكالة «رويترز» للأنباء: «كان ينبغي على الأميركيين إبلاغنا قبل تنفيذ الضربة الجوية. كان هذا هجوماً صارخاً على الأراضي الأفغانية» مضيفاً أن امرأتين وطفلاً أصيبوا في الهجوم.
وقالت «طالبان» إنها ألقت القبض على بعض المشتبه بهم في هجوم المطار.
وذكر المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد أمس أن الحركة ستتسلم السيطرة على المطار «قريباً جداً» بعد انسحاب القوات الأميركية والإعلان عن حكومة كاملة في غضون أيام. وقال لـ«رويترز» إن الحركة عينت بالفعل حكاماً وقادة للشرطة في كل أقاليم أفغانستان البالغ عددها 34 إقليماً باستثناء إقليم واحد وإنها ستتخذ إجراءات لحل مشاكل البلاد الاقتصادية.
وتواجه «طالبان» خطر خسارة مساعدات لأفغانستان بمليارات الدولارات وناشدت الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى الإبقاء على علاقتها الدبلوماسية مع أفغانستان بعد الانسحاب. وقالت بريطانيا إن ذلك لن يحدث إلا إذا سمحت «طالبان» بالعبور الآمن لمن يريد مغادرة البلاد واحترمت حقوق الإنسان.
وغادرت آخر طائرة بريطانية لإجلاء المدنيين من أفغانستان العاصمة كابل أمس (السبت). وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن القوات البريطانية ستنقل معها عدداً من المواطنين الأفغان أثناء مغادرتها مطلع الأسبوع. لكن قائد القوات المسلحة نيك كارتر قال إن المئات ممن عملوا لحساب بريطانيا لن يتسنى لهم الخروج.
أميركا تباشر آخر مراحل الإجلاء من مطار كابل... و«طالبان» تنتظر «الإشارة الأخيرة»
أميركا تباشر آخر مراحل الإجلاء من مطار كابل... و«طالبان» تنتظر «الإشارة الأخيرة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة