بلبلة سياسية ـ أمنية بعد حديث عن «اختفاء» 5 سوريين في لبنان

TT

بلبلة سياسية ـ أمنية بعد حديث عن «اختفاء» 5 سوريين في لبنان

أثارت اتهامات وجهها معارضون سوريون لسفارة بلادهم في بيروت بخطف خمسة ناشطين «تم استدراجهم إلى مبنى السفارة شرق بيروت» بلبلة في لبنان مع نفي السفارة الخبر، واستنكار جهات سياسية لبنانية، قبل أن يتبين أن الخمسة أوقفوا من قبل الجيش اللبناني بتهمة «الدخول خلسة».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الشبان أوقفوا عند حاجز للجيش اللبناني قرب وزارة الدفاع، وهو مسار يأخذه السوريون للتوجه إلى سفارة بلادهم، ويخضعون للتدقيق في أوراقهم الثبوتية بسبب حساسية الموقع الأمني.
وكانت مواقع سورية معارضة قد أشارت إلى أن خمسة شبان من الناشطين السوريين دخلوا السفارة السورية في بيروت ولم يخرجوا. وهم توفيق الحاجي وأحمد زياد العيد وإبراهيم ماجد الشمري ومحمد عبد الإله سليمان الواكد ومحمد سعيد الواكد.
وبحسب المواقع المعارضة، فإن عمليات الخطف تمت من خلال استدراج «الضحايا» إلى السفارة لتسلم جوازات سفر، وبمجرد وصولهم إلى السفارة انقض عليهم رجال أمن بالزي الرسمي وقاموا باعتقالهم داخل حرم السفارة.
ونفى السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي الخبر. وقال في حديث تلفزيوني: «خبر اختفاء 5 سوريين غير صحيح، ولم يتم اعتقال أي شخص داخل السفارة». وأشار علي إلى أن «هناك مبالغات وسيتابع الموضوع». وقال: «نتواصل مع الجيش اللبناني وإن شاء الله سنصل إلى جواب».
وفي وقت لاحق أعلنت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني أنها أحالت إلى المديرية العامة للأمن العام شخصين سوريين استناداً لإشارة النيابة العامة العسكرية، لدخولهما خلسة إلى الأراضي اللبنانية وتواجدهما عليها بصورة غير قانونية.
كما أوقفت مديرية المخابرات في منطقة اليرزة - بعبدا أربعة أشخاص من الجنسية السورية وقد دخلوا الأراضي اللبنانية خلسة بطريقة غير قانونية بمساعدة مهربين. وكان الحزب «التقدمي الاشتراكي» نبه إلى «تكرار حالات اختفاء مواطنين سوريين لدى مراجعتهم سفارة بلادهم في لبنان من دون أي مسوغ ومن دون أي تفسير أو توضيح للوضعية القانونية، ومن دون تبيان مصيرهم، في خطوة أقل ما يقال فيها إنها خرق لكل المواثيق والأعراف الدولية والقوانين المرعية الإجراء وللسيادة اللبنانية ولمبادئ حقوق الإنسان». معتبراً أن ذلك «يبعث على القلق على مدى التزام المؤسسات الرسمية اللبنانية بالقرارات ذات الصلة التي توجب حماية الفارين من القتل والدمار، ويطرح الأسئلة المشروعة حول مصير مختلف المعارضين السوريين الذين دخلوا الأراضي اللبنانية بطرق مختلفة هرباً من الاعتقال والتعذيب والموت».
وحذر من «تمرير مثل هذه الانتهاكات تحت جنح الأزمات الثقيلة التي يعيشها اللبنانيون»، وسأل وزارة الخارجية عما ستقوم به حيال هذا الانتهاك الخطير لسيادة الدولة اللبنانية على أراضيها، وقال إن ذلك يطرح على المُطالبين بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم السؤال حول النموذج الذي تُقدمه مثل هذه الظاهرة الخطيرة عن العودة «الآمنة» المفترضة.
ووضع الحزب حادثة اختفاء خمسة شبان سوريين لدى ذهابهم إلى السفارة السورية الأسبوع المنصرم «برسم المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، وبرسم الأمن العام اللبناني المؤتمن على تنفيذ القرارات الرسمية القاضية بعدم الترحيل بطريقة إكراهية، وبرسم الدولة اللبنانية أو ما تبقى منها وهي مُطالَبة بمنع هكذا انتهاكات إنسانية مهما كانت الظروف».
ولاحقاً ردت المديرية العامة للأمن العام على الحزب التقدمي الاشتراكي، فأعلنت أن «كل رحلات العودة التي نظمتها المديرية خلال السنوات الماضية لم تشبها شائبة، ولم يسجل أي حادث مع أي مواطن سوري عاد إلى بلاده تحت رعاية الأمن العام وبإشراف وكالات الأمم المتحدة العاملة في لبنان».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.