حرائق في إسرائيل بسبب بالونات حارقة من غزة

فلسطيني يطلق بالونات حارقة قرب بيت لاهيا في غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)
فلسطيني يطلق بالونات حارقة قرب بيت لاهيا في غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

حرائق في إسرائيل بسبب بالونات حارقة من غزة

فلسطيني يطلق بالونات حارقة قرب بيت لاهيا في غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)
فلسطيني يطلق بالونات حارقة قرب بيت لاهيا في غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)

تسببت بالونات حارقة أطلقت، اليوم (السبت)، من قطاع غزة باندلاع حرائق في إسرائيل، وفق ما أفاد بيان لإدارة الإطفاء الإسرائيلية.
وأكد عناصر الإطفاء أن حريقين اندلعا في منطقة أشكول القريبة من القطاع، وقد توجهوا مساء إلى المكان لإخمادهما، ونقل المصدر نفسه عن خبراء أن «بالونات حارقة» تسببت بالحريقين، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي وقت سابق السبت، قضى فلسطيني (12 عاماً) متأثراً بجروح أصيب بها خلال مواجهات وقعت قبل أسبوع قرب السياج الفاصل بين الدولة العبرية وقطاع غزة.
والسبت الماضي، أصيب أربعون فلسطينياً بنيران إسرائيلية وفق سلطات غزة، بينهم رجل (32 عاماً) توفي الأربعاء.
ولا يزال عنصر في قوات الأمن الإسرائيلية أصيب خلال المواجهات في وضع حرج.
وعلى الأثر، شنت إسرائيل ضربات جوية على مواقع لحركة «حماس» التي تسيطر على القطاع المحاصر، وتحملها الدولة العبرية مسؤولية أي عمل يطاول أراضيها انطلاقاً منه.
واندلعت مواجهات جديدة، الأربعاء، على الحدود بين غزة وإسرائيل، لكنها كانت أقل عنفاً من صدامات السبت.
وفي السياق نفسه، دعت فصائل عدة في غزة إلى تظاهرات، مساء السبت، احتجاجاً على الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ نحو خمسة عشر عاماً.
وتكرر إطلاق البالونات الحارقة والردود الإسرائيلية النارية منذ 21 مايو (أيار)، حين أعلن وقف لإطلاق النار أنهى نزاعاً عسكرياً بين إسرائيل و«حماس» استمر أحد عشر يوماً، وأسفر عن مقتل 260 فلسطينياً، فيما قتل 13 شخصاً في الجانب الإسرائيلي بينهم جندي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.