الخفافيش تحمل أمل «الشيخوخة الصحية» للبشر

TT

الخفافيش تحمل أمل «الشيخوخة الصحية» للبشر

ترتبط الخفافيش في الأذهان بالانطباعات السلبية، ربما لشكلها المخيف، ولشكوك لم يتم إثباتها بعد، حول نقلها لفيروس «كورونا المستجد»، المسبب لجائحة «كوفيد – 19»، التي يعاني منها العالم منذ أوائل عام 2020. ولكنّ فريقاً بحثياً تقوده عالمة الوراثة بجامعة دبلن بآيرلندا، إيما تيلينغ، يحاول البحث عن سر يحمله هذا الكائن، ربما يفيد في تصنيع أدوية «تمنح البشر شيخوخة صحية».
وتعيش الخفافيش لمدة أطول، وتحافظ على صحتها لمدة أطول، حتى مع التقدم في السن، ويمكن أن تؤوي مسببات الأمراض مثل الإيبولا أو فيروسات «كورونا» دون أن تمرض. ورغم أن الكائنات الصغيرة تتمتع بسرعة كبيرة وتموت في سن مبكرة نتيجة لعملية التمثيل الغذائي السريعة، فإن «الخفافيش فريدة من نوعها، فهي من أصغر الثدييات على الإطلاق، ومع ذلك يمكنها العيش لفترة طويلة بشكل غير عادي، وتتمتع بصحتها أطول فترة ممكنة».
وتقول تيلينغ، في تقرير نشرته أول من أمس وكالة الصحافة الفرنسية: «فكر في الأمر، كشخص يبلغ من العمر مائة عام يتمتع بصحة جيدة حتى الأسابيع القليلة الماضية من حياته، وهذا ما تملكه الخفافيش، ونريد معرفة السر وراء ذلك».
ومنذ عام 2010، تسعى تيلينغ إلى معرفة السر من خلال دراسة تجريها على الخفافيش التي تعيش في كنائس ومدارس ريفية في بريتاني بغرب فرنسا، بالتعاون مع مؤسسة «بريتاني فيفانتي». وتقول: «بدلاً من أن نكون مصاصي دماء للخفافيش، فإننا نأخذ منها القليل من الدماء، ونجعل دماءها تعطينا أسرارها». ونظرت تيلينغ وفريقها إلى ما يسمى «التيلوميرات»، وهي بمثابة أغطية واقية توجد في نهاية كل كروموسومات في الخلايا، وتعمل مثل ممتص الصدمات في السيارة، وتصبح قصيرة مع التقدم في العمر، ولكن في الخفافيش، وجدت أن «التيلوميرات لا تقصر مع تقدم العمر، ويمكنها حماية الحمض النووي».
وقامت وفريقها البحثي بتسلسل الجينات من الخفافيش الصغيرة والمتوسطة وكبار السن، ووجدوا أن «هناك زيادة في قدرتها على إصلاح حمضها النووي مع تقدم العمر».
وبينما نعاني نحن البشر مع تقدمنا في العمر، من التهاب المفاصل، وجدوا أنه لا يحدث ذلك في الخفافيش، لأنها تصلح الضرر الذي لحق بالحمض النووي الخاص بها، وهي قادرة أيضاً على تعديل استجابتها المناعية، والحفاظ عليها متوازنة بين الاستجابات المضادة للفيروسات والمضادة للالتهابات. وتضيف تيلينغ: «نحن نتشارك في نفس الجينات مع الخفافيش، مع وجود تعديلات طفيفة، فلو وجدنا الجين الصغير الذي ينظم هذه التأثيرات، يمكننا بعد ذلك صنع دواء لتقليده عند البشر».


مقالات ذات صلة

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

صحتك كيف تنقص الوزن بشكل دائم؟ (شاترستوك)

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

دائماً ما يوجد حولنا أشخاص «يتمتعون بعملية أيض سريعة»، أو على الأقل نعتقد ذلك، هؤلاء الأشخاص لديهم شهية كبيرة، ومع ذلك لا يكتسبون وزناً أبداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الضغط الإضافي قد يؤدي إلى إتلاف ممرات الأنف ما يزيد من فرص حدوث نزيف مؤلم (رويترز)

طريقة تنظيف أنفك الخاطئة قد تضر بك... ما الأسلوب الأمثل لذلك؟

لقد لجأ مؤخراً أخصائي الحساسية المعتمد زاكاري روبين إلى منصة «تيك توك» لتحذير متابعيه البالغ عددهم 1.4 مليون شخص من العواقب الخطيرة لتنظيف الأنف بشكل خاطئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تلقي الإهانة من صديق مؤلم أكثر من استقبال التعليقات السيئة من الغرباء (رويترز)

لماذا قد تنتهي بعض الصداقات؟

أكد موقع «سيكولوجي توداي» على أهمية الصداقة بين البشر حيث وصف الأصدقاء الجيدين بأنهم عامل مهم في طول العمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
TT

البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)

تعُدّ محيطات الأرض، في بعض جوانبها، غريبة علينا مثلها في ذلك مثل الأقمار البعيدة داخل نظامنا الشمسي، حسب موقع «سي إن إن».
وتغطي المسطحات المائية الشاسعة أكثر عن 70 في المائة من سطح كوكب الأرض، وتشمل مناطق غامضة مثل «منطقة الشفق»، حيث يزدهر عدد استثنائي من الأنواع التي تعيش بمنأى عن متناول ضوء الشمس. وقد غامر عدد قليل من الباحثين بخوض غمار مثل هذه المناطق المبهمة.
عندما غاص العلماء في منطقة الشفق والمنطقة القائمة فوقها مباشرة في السنوات الأخيرة، عثروا على أسماك ملونة.
واليوم، تساعد ابتكارات تكنولوجية جديدة العلماء على كشف اللثام عن هذا النظام البيئي الصغير الذي جرى استكشافه في أعماق البحار في خضم عالم سريع التغير.
ويأمل الباحثون في تسليط الضوء على الحياة البحرية الخفية من خلال مشروع طموح يسمى «إحصاء المحيطات».
وتسعى المبادرة العالمية للعثور على 100.000 نوع غير معروف من الأحياء على امتداد السنوات العشر المقبلة. وفي الوقت الذي يعتقد علماء أن 2.2 مليون نوع بحري موجود في محيطات الأرض، فإن تقديراتهم تشير إلى عثورهم على 240.000 نوع فقط، حسب «إحصاء المحيطات».
من ناحية أخرى، من شأن تحديد الأنواع الجديدة تمكين أنصار الحفاظ على البيئة من إيجاد طرق لحمايتها، في خضم التغييرات التي تطرأ على الأرض بسبب أزمة المناخ.
ويحذر العلماء من أن أزمة المناخ ربما تقلل الأنواع الحية داخل «منطقة الشفق» بما يتراوح بين 20 في المائة و40 في المائة قبل نهاية القرن. وإذا لم تفلح جهود كبح جماح انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن التعافي قد يستغرق آلاف السنوات.
ومن ناحيتها، تنقلنا الصور والأفلام الوثائقية إلى عالم مذهل بصرياً لمملكة الحيوانات. ومع ذلك، فإن الأصوات مثل نقيق الطيور تشكل المفتاح لفهمنا لكيفية عيش الكائنات المختلفة.
جدير بالذكر أن أول تسجيل منشور لحيوان صدر عام 1910 من جانب شركة «غراموفون المحدودة»، الأمر الذي سمح للناس بالاستماع إلى شدو طائر عندليب في المنزل.
ويعد هذا التسجيل واحداً من أكثر من 250.000 قطعة أثرية ضمن مجموعة الحياة البرية بحوزة المكتبة البريطانية بلندن، التي تقيم معرضاً جديداً بعنوان «الحيوانات: الفن والعلم والصوت».