المغرب يدعو للتصدي لحالات التزوير المتعلقة بـ«كورونا»

إجهاض عملية تهريب 30 ألف وحدة اختبارات سريعة

جانب من حملة تلقيح ضد كورونا في الدار البيضاء (أ.ف.ب)
جانب من حملة تلقيح ضد كورونا في الدار البيضاء (أ.ف.ب)
TT

المغرب يدعو للتصدي لحالات التزوير المتعلقة بـ«كورونا»

جانب من حملة تلقيح ضد كورونا في الدار البيضاء (أ.ف.ب)
جانب من حملة تلقيح ضد كورونا في الدار البيضاء (أ.ف.ب)

دعت رئاسة النيابة العامة في المغرب المسؤولين القضائيين إلى التصدي لبعض حالات التزوير المتعلقة بـ«كوفيد - 19»، على ضوء ما لوحظ، أخيراً، في بعض الحالات سواء في المغرب أو في الخارج، لا سيما شهادات الكشف عن «كورونا» وجوازات التلقيح.
وعدّت رئاسة النيابة العامة في دورية موجّهة إلى الوكلاء العامين للملك لدى محاكم الاستئناف ووكلاء الملك لدى المحاكم الابتدائية، مثل هذه الممارسات جرائم معاقباً عليها بموجب القانون، فضلاً عن كونها تحدّ من فاعلية السياسات العمومية الخاصة بمحاربة الوباء، لا سيما ما يتعلق بالجهود المبذولة لتوسيع نطاق الفئات المستفيدة من اللقاح والحد من التنقلات المخالفة للضوابط المعمول بها.
وحثّت الدورية الشرطية القضائية على اعتماد كل الآليات المناسبة لرصد كل الممارسات الجرمية المرتبطة بتزوير الوثائق الصحية وفتح الأبحاث القضائية بشأنها، والتعامل بالصرامة اللازمة مع المتورطين في هذا النوع من القضايا مع الحرص على التطبيق الصارم للقانون، والتماس عقوبات زجرية تتناسب وخطورة الأفعال المرتكَبة.
وأهابت الدورية بهؤلاء المسؤولين السهر على تفعيل التعليمات المذكورة بكل جدية وصرامة، وإشعار الرئاسة بالقضايا المعروضة أمامهم، وبما قد يعترضهم من صعوبات بهذا الخصوص.
وذكّرت رئاسة النيابة العامة بالمجهودات التي بذلتها المملكة من أجل الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والحيلولة دون تفاقم الوضعية الوبائية بالمغرب، وذلك منذ انطلاق حالة الطوارئ الصحية وما صاحب ذلك من قرارات غايتها تعبئة المتدخلين كافة للحد من انتشار فيروس (كوفيد - 19) وإنجاح الحملة الوطنية للتلقيح من أجل تحقيق المناعة الجماعية.
في سياق ذلك، تمكّن عناصر الأمن المغربي في مطار وجدة أنجاد، أول من أمس (الخميس)، من توقيف طالب مغربي يبلغ من العمر 24 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في التزوير واستعماله في شهادة اختبار لفحص «كوفيد - 19».
وذكر بيان للمديرية العامة للأمن الوطني المغربي أن المشتبه فيه كان قد أدلى باختبار مزور للفحص عن «كوفيد - 19» يتضمن نتيجة سلبية خلال استعداده للسفر نحو أحد المطارات الأوروبية، وذلك قبل أن تكشف الأبحاث والتحريات المنجزة بأنه حصل على الاختبار المزوّر، دون الخضوع للفحص، مقابل مبلغ مالي.
وأضاف البيان أنه جرى إيداع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية (الاعتقال الاحتياطي) رهن إشارة البحث القضائي الذي تباشره المصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، والكشف عن جميع المتورطين في تزوير هذه الوثائق والاختبارات التي تهم الأمن الصحي لعموم المواطنات والمواطنين.
في غضون ذلك، تمكن عناصر الأمن المغربي بميناء طنجة المتوسط بالتنسيق مع الجمارك، منتصف نهار أمس (الجمعة)، من إجهاض عملية للتهريب الدولي لبضائع أجنبية خاضعة لمبررات الأصل تتمثل في 30410 وحدات من الاختبارات السريعة للكشف عن فيروس «كوفيد - 19».
وأفاد بيان للمديرية العامة للأمن الوطني بأن إجراءات المراقبة الحدودية مكّنت من ضبط سيارتين نفعيتين وشاحنة مرقمة بالمغرب مباشرةً بعد وصولها على متن رحلات بحرية قادمة من الموانئ الإسبانية، حيث أسفرت عملية التفتيش عن حجز 7680 وحدة من اختبارات الكشف عن فيروس «كوفيد - 19» المهربة على متن العربة الأولى، و22680 وحدة من هذه الاختبارات على متن الناقلة الثانية، بينما تم حجز 50 وحدة مماثلة بمقطورة الشاحنة.
وأضاف البيان أنه تم إخضاع سائقي هذه المركبات الثلاث، وهم جميعاً من جنسية مغربية، لبحث قضائي من فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن ميناء طنجة المتوسط تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي وتوقيف جميع المتورطين المفترضين فيه.
ويأتي إحباط هذه العملية، وفق البيان، في سياق المجهودات التي تبذلها المصالح الأمنية المغربية لضمان الأمن الصحي لعموم المواطنات والمواطنين، ورصد كل عمليات التهريب والترويج غير المشروع للمواد الطبية والصيدلانية وتلك المستعملة في الكشف عن فيروس «كوفيد - 19».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.