«ورقة إصلاح» تعيد الصدر إلى سباق الانتخابات

TT

«ورقة إصلاح» تعيد الصدر إلى سباق الانتخابات

عاد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى السباق الانتخابي، من دون شروطه، حتى مع إعلان تسلم «ورقة إصلاحية» تمهد الطريق لما يقول إنها «انتخابات نزيهة». وقال الصدر، في كلمة متلفزة، «تسلمت ورقة موقعة من بعض القادة السياسيين، الذين لا زلنا نثق بهم؛ لأنهم يسعون للإصلاح»، على حد تعبيره.
وأضاف الصدر: «الورقة الإصلاحية يجب أن تكون ميثاقاً بين الكتل الموقعة وبين الشعب بسقف زمني معين، من دون مشاركة الفاسدين وذوي المصالح الخارجية، وعشاق التبعية والتسلط والفساد».
ورغم توقعات بأن يعود الصدر إلى الانتخابات بشرط تأجيلها، أكد أن «الورقة الإصلاحية جعلت من العودة إلى المشروع الانتخابي أمراً مقبولاً وميسراً».
ومع ظهوره في بث حي عبر الشاشات، تبين أن الصدر المقاطع للانتخابات ثلاثة وأربعين يوماً، كان بحاجة إلى إطار «فخم» يغطي الجدل السياسي والشعبي من تداعيات قراره. واختار الوقوف ومن خلفه العشرات من قيادات تياره، فيما أظهرت لغة جسده والتعابير اللغوية التي استخدمها الحاجة المكشوفة إلى إظهار قدر عال من الثقة بالنفس.
وقال الصدر: «أجد نفسي محتاجاً لوقفتكم معي لكي تطبق ورقة الإصلاح من خلال وقفاتكم المليونية في ساحات التظاهر، وفي قبة البرلمان؛ لكي نثبت للجميع بأننا الكتلة الأكبر والتي لم يعهد العراق مثيلاً لها لا سابقاً ولا لاحقاً».
وفور انتهاء الصدر من كلمته، خرج أنصاره في مدينتي النجف وبغداد، في تحركات بدت منسقة ومعدة، لتأييد موقف الصدر في إطار ما استخدمه ناشطو التيار «الطاعة الأكيدة».
ورحبت فعاليات سياسية بقرار الصدر، وقال تحالف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، إن عودة زعيم التيار الصدري، تشكل «زخماً وطنياً لمشاركة شعبية واسعة في الانتخابات»، فيما دعت الجبهة التركمانية الكتل السياسية تحمل مسؤولية نزاهة وشفافية الانتخابات النيابية المبكرة والضغط على المفوضية بإقامة انتخابات تنسجم مع المعايير الدولية».
والحال، أن ترحيب الفعاليات السياسية بخطوة الصدر شجع غرف السياسة على إطلاق «تأكيدات» نهائية بأن خيار تأجيل الانتخابات بات مستبعداً الآن، وأن موعد العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) ثابت أكثر من ذي قبل.
لكن مقربين من الصدر، أشاروا إلى أن «الحديث عن تنفيذ الورقة الإصلاحية التي تعهدت بها الكتل السياسية صارت الآن هي المعيار الجديد لتحديد الموقف من الانتخابات».
وجاء في بنود الورقة الإصلاحية، التأكيد على أن «الانتخابات الوسيلة الأساسية للتعبير الديمقراطي على أن تعمل القوى السياسية على حمايتها من التدخل الخارجي»، وأن «الدستور هو الوثيقة التي ارتضى بها الجميع كإطار حاكم». وأشارت الوثيقة المقترحة، إلى «تجريم استخدام السلاح خارج القانون»، فضلاً عن تحديد الجهات المسؤولة عن تشكيل الحكومة المقبلة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.