قتلى من «الفيلق الروسي» جنوب سوريا على أيدي قوات النظام

«الشرطة العسكرية» في ريف حلب تستقبل مهجري درعا

TT

قتلى من «الفيلق الروسي» جنوب سوريا على أيدي قوات النظام

قتل عدد من العناصر التابعين لـ«الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا في ريف درعا جنوب سوريا، بهجوم قوات النظام أمس، في وقت وصلت الدفعة الثانية من مهجري درعا البلد جنوب سوريا، فجر الجمعة، إلى معبر أبو الزندين في مدينة الباب شمال شرقي مدينة حلب شمال سوريا، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، ضمن حافلتين على متنهما 79 شخصاً مهجراً، بينهم نساء وأطفال برفقة 4 سيارات للشرطة العسكرية الروسية، عقب اتفاق جرى بين لجان التفاوض المركزية في درعا البلد والنظام السوري برعاية روسية.
ووصلت الدفعة الأولى من مهجري درعا البلد، الأربعاء الماضي، وتضم 8 شبان.
وقال العقيد عبد اللطيف الأحمد، وهو قائد فرع الشرطة العسكرية في مدينة الباب شمال حلب، إن فجر الجمعة «وصلت قافلة جديدة للمهجرين من منطقة درعا جنوب سوريا، ضمن حافلتين تقلان 79 شخصاً (46 رجلاً و26 طفلاً وسبع نساء) كدفعة ثانية من مهجري درعا، وتم استقبالهم من قِبل كوادر الدفاع المدني والطبي والشرطة العسكرية في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني شمال حلب، وقدمت لهم الخدمات والمستلزمات الأولية من غذاء وطعام وأدوية، وإيوائهم بشكل مؤقت في مبنى خاص بالمهجرين، ريثما يتم اتخاذ الإجراءات المتعلقة بالجانب الصحي وإخضاعهم لفحوصات طبية، وإجراءات أخرى تتعلق بالجانب الأمني».
وأضاف: «بعد الانتهاء من الإجراءات سيقدم لهم جميع التسهيلات وحرية التنقل والإقامة ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني في شمال سوريا، بالإضافة إلى مهجري الدفعة الأولى التي وصلت من منطقة درعا يوم الأربعاء الماضي وتضم 8 شبان، بينهم 4 من منطقة درعا و4 آخرون من العاصمة دمشق ومحافظة حمص وسط سوريا، كانوا قد انشقوا عن قوات النظام في عام 2012».
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه «لا تزال اللجنة الأمنية التابعة للنظام تصر على تهجير المطلوبين (المسلحين) في أحياء درعا البلد، الذي يبلغ عددهم نحو 100 شخص، وعلى رأسهم متهمان عند النظام بالارتباط بتنظيم (داعش)، وتسليم السلاح ووضع حواجز عسكرية تابعة لقوات النظام، في الأحياء المحاصرة وشن حملة تفتيش على السلاح والمطلوبين، قبل فك الحصار عن المدينة».
ووفقاً لمصادر «المرصد»، فإن لجنة التفاوض المركزية عن الأهالي «تواصل المسير في المفاوضات وملتزمة بتنفيذ خارطة الطريق الروسية للحل في درعا، دون أن تنفذ قوات النظام التزاماتها بسحب القوات من محيط درعا البلد، وهي النقطة الأساسية التي لا تزال تعرقل استمرار المفاوضات، الأمر الذي يهدد بعودة المواجهات والقصف على الأحياء المحاصرة، التي تؤوي نحو 50 ألف نسمة، يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة في منطقة درعا جنوب سوريا».
وقضى ستة أشخاص فجر يوم الجمعة، بينهم قائد مجموعة للفيلق الخامس المدعوم من حميميم في ريف درعا الشرقي، عند حاجز عسكري مشترك بين الجيش السوري وجهاز المخابرات الجوية يعرف باسم الحاجز الرباعي الواقع بين بلدتي المسيفرة والجيزة بريف درعا الشرقي.
وقال مصدر إن قوات النظام السوري المتمركزة في الحاجز الرباعي بين بلدتي المسيفرة والجيزة شرقي درعا، أوقفت سيارة تابعة للفيلق الخامس يقودها القيادي في الفيلق رامي الحريري، برفقة مدنيين من بلدة الجيزة والكرك الشرقي وعلما، أثناء عودتهم من بلدة الجيزة بريف درعا الشرقي باتجاه بلدة المسيفرة، وبعد اعتراضهم جرى مشادة كلامية بين عناصر الحاجز ورامي الحريري، وأطلق أحد عناصر الحاجز النار مباشرة على السيارة، ما أدى إلى مقتل عنصر، ثم جرى اشتباك مع عناصر الحاجز، أدى إلى مقتل خمسة آخرين كانوا برفقة القيادي في صفوف الفيلق الخامس، بينما تمكن أحدهم من الهروب بعد إصابته.
ونقلت جثث القتلى إلى فرع المخابرات الجوية في درعا، وسط استنفار عناصر الفيلق الخامس شرقي درعا، وذهاب رتل عسكري من مدينة بصرى الشام معقل قوات الفيلق الخامس في جنوب سوريا إلى الحاجز الذي وقعت عليه الحادثة وتطويقه، ورتل آخر توجه من بلدة صيدا إلى مدينة درعا لتسلم جثث القتلى وتسليمها إلى قراهم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».