بالنسبة للأشخاص الذين كانوا محظوظين بما يكفي للعمل أثناء جائحة فيروس «كورونا»، فإن الأشهر الـ18 الماضية من الإغلاق قد وفّرت جانباً إيجابياً يتمثل بالابتعاد عن الإنفاق المتزايد.
ومع تقليص ساعات تناول الطعام بالخارج وتوقف تنقل الأشخاص الذين يمكنهم العمل عن بُعد، أصبح الوباء عن غير قصد وسيلة لتوفير المال للأشخاص المحظوظين بما يكفي للقيام بذلك، وفقاً لموقع «غود مورنينغ أميركا».
ومع إعادة فتح المطاعم والمتاجر وصالونات التجميل وعودة البعض إلى المكاتب، عادت الرغبة في الإنفاق.
ومع انتعاش الاقتصاد، ينفق الأميركيون الآن 765 دولاراً في المتوسط شهرياً أكثر مما فعلوا في نفس الوقت من العام الماضي. وأعطت الخبيرة المالية فارنوش ترابي خمس نصائح للمساعدة في تجنب الإنفاق الخارج عن السيطرة في هذه المرحلة التالية من الوباء:
*فصل العاطفة عن الإنفاق
قالت ترابي: «من المهم أن تكون على دراية بعواطفك المتعلقة بالإنفاق والادخار في الوقت الحالي... كان الوباء مؤلماً، وخلال الخروج من هذه التجربة، سوف تستمر الكثير من عواطفنا في الظهور».
وتابعت أن «اتخاذ قرارات مالية في حالة عاطفية غير متزنة لا يعد أمراً صائباً، لذا خذ وقتاً في التفكير وإعادة تقييم أهدافك وقيمك، التي ربما تغيرت بشكل كبير على مدار الوباء».
وأضافت: «كن واضحاً بشأن أي تغييرات في نمط الحياة قد ترغب في إجرائها، أو العلاقة أو التحولات المهنية التي قد ترغب فيها مؤخراً، ومن هنا، ابدأ في تصميم خارطة طريق مالية جديدة لنفسك تتماشى مع كل ذلك».
*إعطاء الأولوية للمدخرات
تنصح ترابي بتوفير المال كأولوية قصوى. وقالت: «لقد أيقظ الوباء الكثير منا على حقيقة أن الحياة هشة ويمكن أن تأخذ منعطفات غير متوقعة، وإلى جانب ذلك، ذكرنا بأهمية وجود وسادة مدخرات صحية يمكن أن تساعدنا على تجاوز عدة أشهر من البطالة أو الخسارة المالية».
*إنفاق المال على الاحتياجات وليس على الرغبات
أشارت ترابي إلى أنه «قبل الوباء، ربما كنا ننفق الأموال على أشياء لا ترضينا حقاً أو تخلق قيمة ذات مغزى، مثل الملابس الفاخرة... لكننا تعلمنا مرة أخرى ما هو الأكثر أهمية مثل توفير الرعاية الصحية، والاستثمار في نظام دعم معين، وفي الخبرات بدلاً من الأشياء اللامعة التي تفقد بريقها بعد فترة».
*لا تتأثر بمواقع التواصل الاجتماعي
وتوصي الترابي: «اتبع نفسك وكن صادقاً مع واقعك المالي، وليس واقع أصدقائك أو ما تراه على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يضغط عليك للإنفاق».
وأضافت: «بصراحة، قد يكون لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير مكلف، لذلك إذا وجدت نفسك مدفوعاً للإنفاق بسبب الإعلانات أو تجارب الأصدقاء على (إنستغرام)، فابتعد عن التطبيق لفترة من الوقت. وخذ وقتاً لتوضيح أهدافك الشخصية».
*الهندسة العكسية للأهداف
أوضحت ترابي: «فكر في إنشاء أسلوب حياة طبيعي جديد لنفسك يأخذ في الاعتبار جميع الدروس المعروفة والمستفادة من الأشهر الثمانية عشر الماضية».
وقالت: «إذا كانت هناك تجربة تريد حقاً خوضها، فقم بإنشاء خطة وابدأ في التوفير الآن. قم بإجراء هندسة عكسية لها. إذا بدأت في الادخار قليلاً اليوم، فلديك فرصة أفضل بكثير لتحقيق هدفك في الوقت المناسب».