حرب تصفيات بين «داعش» وأهل عرسال

لا وجود لعناصر الجيش اللبناني داخل البلدة تفاديًا لمواجهات مع المسلحين

حرب تصفيات بين «داعش» وأهل عرسال
TT

حرب تصفيات بين «داعش» وأهل عرسال

حرب تصفيات بين «داعش» وأهل عرسال

يشهد الوضع الميداني في بلدة عرسال الحدودية شرق لبنان توترا على خلفية استمرار حرب التصفيات بين الجماعات المسلحة وأهالي البلدة، وقد سجلت يوم أمس الأربعاء عملية جديدة في هذا الإطار بعدما رد آل عز الدين على مقتل أحد أبنائهم بقتل السوري محمد الرنكوسي.
وقالت مصادر ميدانية في عرسال لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحين سوريين أقدموا ظهر الأربعاء على قتل الشاب علي عز الدين في عرسال كما تم التنكيل بجثته من خلال التجوال بها في شوارع البلدة، فما كان من أهل الضحية إلا أن أقدموا مساء على قتل السوري محمد الرنكوسي وإصابة آخر كانا في أحد المخيمات». وفيما ترددت معلومات عن أن الرنكوسي هو أحد قياديي المجموعات المسلحة المقربة من تنظيم داعش، نفت المصادر امتلاكها معطيات دقيقة في هذا الإطار. وأضافت: «كان عناصر (داعش) قد قتلوا قبل فترة شابا آخر من آل عز الدين اتهموه بسب الذات الإلهية، وحين واجههم والده للسؤال عن سبب قتل ولده، قتلوه هو أيضا، ليرتفع بذلك عدد ضحايا المجموعات المسلحة من آل عز الدين إلى ثلاث».
وقال خ. ق وهو أحد أبناء عرسال لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن القتيل علي عز الدين كانت لديه مشكلات شخصية مع السوريين الذين قتلوه، ويمكن القول إنه قد تم احتواء الحادث الأمني الأخير».
وقد ارتفعت أخيرا أصوات من داخل عرسال مستهجنة ممارسات الجماعات المسلحة بحق أهل البلدة، خاصة أن تنظيمي النصرة وداعش أنشآ محاكم شرعية في عرسال، علما بأنه لا وجود لعناصر الجيش اللبناني داخل البلدة تفاديا لمواجهات مستمرة مع المسلحين الذين يتنقلون بين الجرود والمخيمات حيث توجد عائلاتهم.
وكان «داعش» قد أبلغ قبل مدة أصحاب المقالع والمعامل الموجودة في منطقة وادي حميد في جرود عرسال، أن هذه المنطقة باتت تحت حكمهم وبالتالي على الموجودين فيها تطبيق قوانينهم.
وينتشر في عرسال نحو 90 مخيما للاجئين السوريين ما بين منظم وغير منظم، وقد اتخذت قيادة الجيش إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة بعيد محاولة «جبهة النصرة» و«داعش» اقتحامها في أغسطس (آب) الماضي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.