ما العلاقة بين العيش بالقرب من مصابيح الشوارع والسكتات القلبية القاتلة؟

عادة ما يكون الأشخاص الذين يعيشون في شوارع ذات إضاءة ساطعة من سكان المنطقة الحضرية (أرشيفية - رويترز)
عادة ما يكون الأشخاص الذين يعيشون في شوارع ذات إضاءة ساطعة من سكان المنطقة الحضرية (أرشيفية - رويترز)
TT

ما العلاقة بين العيش بالقرب من مصابيح الشوارع والسكتات القلبية القاتلة؟

عادة ما يكون الأشخاص الذين يعيشون في شوارع ذات إضاءة ساطعة من سكان المنطقة الحضرية (أرشيفية - رويترز)
عادة ما يكون الأشخاص الذين يعيشون في شوارع ذات إضاءة ساطعة من سكان المنطقة الحضرية (أرشيفية - رويترز)

قد يتنبأ العيش بالقرب من مصابيح الشوارع بخطر إصابتك بسكتة قلبية قاتلة. وعادة ما يكون الأشخاص الذين يعيشون في شوارع ذات إضاءة ساطعة من سكان المنطقة الحضرية، مثل المدن والبلدات، أكثر عرضة للإصابة بتلك الأزمة الصحية.
وتعتبر هذه المناطق الأكثر تلوثاً - والهواء السام مرتبط بشكل مباشر بتوقف القلب، وفقاً لصحيفة «الصن».
والسكتة القلبية هي عبارة عن توقف القلب، أحياناً من دون سبب واضح. وهي تختلف عن النوبة القلبية، عندما تنقطع إمدادات الدم عن القلب.
ويوجد في المملكة المتحدة أكثر من 30 ألف حالة توقف قلب خارج المستشفى سنوياً، ولا ينجو سوى واحد من كل 10 أشخاص.
توصلت دراسة جديدة في إيطاليا إلى أنه كلما زاد عدد الملوثات في الهواء في أي يوم، زاد عدد السكتات القلبية التي يعاني منها السكان.

وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة فرانشيسكا آر جينتيل في بافيا بإيطاليا «لقد درسنا سبعة ملوثات شائعة، ووجدنا أنه مع زيادة كل منها، يزداد خطر الإصابة بالسكتة القلبية... تشير النتائج إلى أنه يجب دمج جودة الهواء في النماذج التنبؤية لمساعدة الأنظمة الصحية في تخطيط متطلبات الخدمة».
ويتسبب التلوث في تحريك الأوعية الدموية من خلال الإجهاد التأكسدي، والذي يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى زيادة ضغط الدم وخطر الإصابة بالنوبات القلبية وفشل القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري.
وأجريت الدراسة في مقاطعات بافيا ولودي وكريمونا ومانتوا في جنوب لومباردي، وغطت أكثر من 1.5 مليون نسمة في كل من المناطق الريفية والحضرية.
خلال فترة الدراسة في عام 2019، أصيب 1582 شخصاً بتوقف القلب، ولا يشمل ذلك المستشفيات.
وكانت التركيزات الخاصة بخمسة ملوثات أعلى في الأيام التي شهدت معظم حالات توقف القلب، وهي «بي إم 10» و«بي إم 2.5» وثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون والبنزين وثاني أكسيد الكبريت - وكلها مواد معروفة بأنها تضر بصحة الإنسان.
وربطت عشرات الدراسات العيش في المدينة بالآثار المدمرة لتلوث الهواء.

ووجدت دراسة أجريت في يناير (كانون الثاني) 2020، ونشرت في مجلة «ذا لانسيت»، أن مخاطر السكتة القلبية زادت بنسبة تصل إلى أربعة في المائة لكل زيادة قدرها 10 ميكروغرامات - متر مكعب في «بي إم 2.5».
وتؤدي أيام تلوث الهواء المرتفعة إلى 124 حالة سكتة قلبية إضافية في تسع مدن رئيسية في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى 231 سكتة دماغية و193 حالة ربو.
وليس التأثير على صحة القلب فقط هو ما يدعو للقلق، حيث يرتبط التلوث بالسمنة وارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، والخرف، وأعراض حادة من «كورونا»، ونوبات الربو، والأمراض العقلية.


مقالات ذات صلة

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
أوروبا وزيرة البيئة الأوكرانية تلقي كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في أذربيجان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تُقدّر الضرر البيئي نتيجة الحرب بـ71 مليار دولار

قالت وزيرة البيئة الأوكرانية إن الضرر البيئي بسبب العمليات العسكرية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022 يقدّر بـ71 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
بيئة ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

أظهرت أوراق بحثية أن الأراضي الرطبة الاستوائية حول العالم بات نبعث منها كميات من غاز الميثان أكبر من أي وقت مضى.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق صورة نشرها العلماء للدودة الجديدة المكتشَفة

دودة تأكل البلاستيك... اكتشاف لتقليل التلوث بسرعة وكفاءة

اكتشف عدد من العلماء دودة آكلة للبلاستيك  في كينيا، قالوا إنها يمكن أن تُحدث ثورة في تقليل التلوث بسرعة وكفاءة.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
آسيا أشخاص يقودون سياراتهم وسط ضباب دخاني كثيف في لاهور بباكستان... 11 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة تحذّر من ضباب دخاني سام في باكستان يعرض الأطفال للخطر

حذرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة، اليوم الاثنين، من أن صحة 11 مليون طفل في إقليم البنجاب بشرق باكستان معرضة للخطر بسبب تلوث الهواء.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.