منشورات تهيئ أهالي الموصل لـ«ساعة الصفر».. وبارزاني يبحث العملية مع رئيس البرلمان

رئيس الوزراء العراقي: بدء الصفحة الثانية من معارك تحرير تكريت

منشورات تهيئ أهالي الموصل لـ«ساعة الصفر».. وبارزاني يبحث العملية مع رئيس البرلمان
TT

منشورات تهيئ أهالي الموصل لـ«ساعة الصفر».. وبارزاني يبحث العملية مع رئيس البرلمان

منشورات تهيئ أهالي الموصل لـ«ساعة الصفر».. وبارزاني يبحث العملية مع رئيس البرلمان

في حين أكد مكتب رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أمس أن معركة تحرير تكريت تسير وفق برنامج معد وترتيب مسبق نافيا بذلك ما جرى الحديث عنه بشأن توقف المعارك، ألقت طائرات القوة الجوية العراقية صباح أمس منشورات على مدينة الموصل أكدت فيها قرب انطلاق عملية عسكرية لتحرير المدينة.
وطبقا لبيان صادر عن وزارة الدفاع، فإن المنشورات تضمنت رسالة إلى أهالي الموصل تؤكد أن «الموعد حل لطرد الدواعش الكفرة المتخلفين من أرضكم الطاهرة» وإن «قواتكم المسلحة قريبة منكم وعلى أتم الاستعداد بعون الله للمساهمة معكم في قبر الدواعش إلى الأبد». وجاء في المنشورات أيضا أن «إخوانكم في صلاح الدين لقنوهم درسا لن ينسوه وأنتم كذلك ستفعلون».
وفي إطار التحضيرات الخاصة بمعركة الموصل التي يرشحها المراقبون السياسيون لأن تكون حاسمة في سياق الحرب على تنظيم داعش، فإن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري بحث التحضيرات الخاصة بمعركة الموصل مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس. وذكر بيان لرئاسة الإقليم أن الجانبين بحثا آخر المستجدات السياسية في العراق، والأوضاع في جبهات القتال ضد تنظيم داعش في ديالى والأنبار وصلاح الدين وكركوك ونينوى، وشددا على ضرورة تحرير الموصل.
وشهدت الساحة السياسية في إقليم كردستان نشاطا ملحوظا للقادة العراقيين السنة خاصة مع بدء عملية استعادة السيطرة على محافظة صلاح التي تعتبر مفتاح تقدم القوات العراقية باتجاه الموصل، وتزامنا مع هذه التحركات تواصل القوات الخاصة بتحرير الموصل استعداداتها من أجل التحضير للعملية المرتقبة التي من المقرر أن يشترك فيها أكثر من 10 آلاف مقاتل.
وفي هذا السياق، قال عضو مجلس محافظة نينوى، غزوان حامد لـ«الشرق الأوسط»: «موعد انطلاق عملية تحرير الموصل أصبح قريبا جدا، خصوصا أن القوات العراقية تقترب من تحرير مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وبالتالي ستكون قريبة من الحدود الجنوبية لمدينة الموصل. في المقابل تتمركز قوات البيشمركة على بعد 17 كلم من مركز هذه المدينة بعد أن استطاعت تحرير مساحات واسعة من محافظة نينوى». وأضاف: «في الاجتماع الأخير لمجلس محافظة نينوى بحثنا الخطة المدنية استعدادا لعملية التحرير، التي تتعلق بالأهالي الموجودين داخل مركز المدينة، فمن المتوقع أن تكون هناك موجة نزوح جديدة قد تفوق الألف شخص، والخطة تتضمن تقديم الخدمات الأساسية للنازح من مياه شرب وغذاء والمستلزمات الصحية الأولية، وشكلنا خلية الأزمة من أعضاء المجلس والمحافظة والدوائر الحكومية لاحتواء أي أزمة». وأكد حامد: «ستشارك قوات من أبناء نينوى يفوق قوامها 10 آلاف مقاتل إلى جانب البيشمركة والجيش العراقي وبإسناد وإشراف مباشر من التحالف الدولي في العملية».
بدوره، أكد الخبير الأمني المتخصص هشام الهاشمي، الباحث في «مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تنظيم داعش متحصن في مساحة مقدارها 72 كيلومترا مربعا، ويملك حتى الآن دفاعات قوية، وبالتالي، فإن أي عملية اقتحام للمدينة من دون الاستعانة بالتحالف الدولي ستترتب عليها خسائر كثيرة». وبالنسبة لمعركة الموصل، قال الهاشمي إن «أمر الموصل مختلف إلى حد كبير؛ إذ إنه رغم الإعلان عن انتهاء التحضيرات، فإن أي مغامرة عسكرية ستكون مكلفة، والحل الصحيح هو ما تقوم به البيشمركة من خلال عملية قضم الأراضي تدريجيا بمساعدة التحالف الدولي وإعادة النازحين من أجل مسك الأرض».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.