تكتم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن تفاصيل المباحثات التي عقدها أمس مع الرئيس ميشال عون بشأن تشكيل الحكومة العتيدة، في وقت حث الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السلطات اللبنانية على «تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، والتنفيذ السريع للإجراءات والإصلاحات اللازمة لإخراج لبنان من أزمته الحالية»، معرباً عن «قلق عميق للتدهور السريع في الأزمة اللبنانية».
وبعد الجولة الـ12 من المباحثات بين الرئيس عون والرئيس المكلف التي استمرت 40 دقيقة، رفض ميقاتي الإجابة عن أسئلة الصحافيين، مكتفيا بالقول: إن شاء الله خير».
وفي ظل المراوحة التي تحيط بعملية تشكيل الحكومة، يدفع الاتحاد الأوروبي لبنان باتجاه تشكيلها. ونقل سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، رسالة عاجلة من الممثل الأعلى للاتحاد جوزيب بوريل، دعا فيها القيادات اللبنانية أن «وقت التحرك قد نفد»، وحثهم على تشكيل حكومة. ورأى بوريل في رسالته أن «لبنان ينهار وخطر الاضطراب الاجتماعي فيه وعدم الاستقرار يزداد»، معتبرا أن «على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف أن يتفقا على التشكيل بشكل طارئ من أجل مصلحة الشعب اللبناني».
وقال طراف في بيان: «إننا نشعر بقلقٍ بالغ حيال التدهور السريع للأزمة الاقتصادية والمالية والأمنية والاجتماعية، وتعاني الدولة في قدرتها على تقديم الخدمات والإمدادات الأساسية، كما أن اللبنانيين يعانون»، لافتاً إلى أن «انفجار عكار مثالٌ آخر على دفعِ الناس ثمن التقاعس السياسي».
ودعا أصحاب القرار إلى تشكيل حكومة واتخاذ الإجراءات والإصلاحات الضرورية لإخراج لبنان من أزمته الحالية. وقال: «بمجرد تشكيل الحكومة، سيعيد الاتحاد الأوروبي إطلاق المفاوضات حول أولويات شراكتنا مع لبنان. وسننظر في حزمة مساعداتٍ ماليةٍ، إذا تم وضع برنامج عمل مع صندوق النقد الدولي. كما أننا مستعدون لدعم العملية الانتخابية في 2022».
وتعهد الاتحاد الأوروبي بالاستمرار في تقديم مساعدات كبيرة للشعب اللبناني. وقال في بيانه: «يمكنكم الاعتماد علينا في هذا الوقت الصعب. لكن على أصحاب القرار اللبنانيين أيضاً تحمل مسؤولياتهم»، مضيفاً «لقد نفد وقت».
وبعد لقائه الرئيس ميشال عون، قال طراف إنه «يتم التركيز على تشكيل الحكومة، إلا أنها الخطوة الأولى فقط لمواجهة الأزمة الاقتصادية، فالتشكيل قد يخلق بعض الأمل للتعاطي مع الأزمة الاقتصادية، ولكن مواجهة هذه الأزمة تفرض اتخاذ قرارات صعبة جدا قد لا تحسن ظروف معيشة اللبنانيين في الفترة القريبة». وشدد على «ضرورة الوحدة بين اللبنانيين وقيام حكومة قادرة على العمل وخلق علاقة ثقة تدفع اللبنانيين إلى أن يفهموا أن الأمور ستتحسن من خلال العمل الحكومي. ونحن هنا من أجل دعم هذا المنحى ونريد أن نكون بنائين ومساعدة لبنان، ولسنا هنا فقط من أجل التعبير عن خيبتنا بل أيضا لتقديم الدعم».
وتعكس الرسالة قلقا متناميا إزاء التدهور الحاد للوضع في لبنان حيث بلغ الانهيار المالي المستمر منذ عامين ذروته الشهر الماضي إذ أصاب نقص الوقود قطاعا كبيرا من البلاد بالشلل وتسبب في حالة من الفوضى والعديد من الحوادث الأمنية.
والتقى طراف رئيس مجلس النواب نبيه بري، وسلمه رسالة بوريل التي أكد فيها أن لبنان في «حالة كسوف والأخطار الاجتماعية والأمنية تتصاعد يومياً ومخاطر فلتان الأمور من عقالها»، وشدد على أن «تشكيل حكومة بات أكثر من ضرورة ولمصلحة الشعب اللبناني وبإمكان لبنان الاعتماد على مساعدة الاتحاد الأوروبي في معالجة أموره».
وفي الأسبوع الماضي، قالت مجموعة دعم دولية تضم فرنسا والولايات المتحدة إن الأزمة المتسارعة تؤكد الحاجة الملحة لتشكيل حكومة قادرة على الإمساك بزمام الأمور.
وأدت الأزمة إلى هبوط قيمة العملة اللبنانية إلى مستويات قياسية ودفعت أكثر من نصف اللبنانيين إلى براثن الفقر وحالت بين المودعين وحساباتهم. ووصف البنك الدولي الوضع بأنه من أسوأ الأزمات في العصر الحديث.
ميقاتي يتكتم على تفاصيل مباحثاته مع عون
الاتحاد الأوروبي يدفع باتجاه تشكيل حكومة: الوقت نفد
ميقاتي يتكتم على تفاصيل مباحثاته مع عون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة