اليمن: قرارات رئاسية لترتيب أوضاع آلاف العسكريين الجنوبيين

مصدر عسكري لـ {الشرق الأوسط}: إجراءات لسد احتياجات الجيش والأمن في الجنوب

اليمن: قرارات رئاسية لترتيب أوضاع آلاف العسكريين الجنوبيين
TT

اليمن: قرارات رئاسية لترتيب أوضاع آلاف العسكريين الجنوبيين

اليمن: قرارات رئاسية لترتيب أوضاع آلاف العسكريين الجنوبيين

تشهد عدن هذه الأيام عملية تجنيد واسعة النطاق في صفوف الشباب لرفد مؤسستي الجيش والأمن بالعناصر الشابة في ظل نقص ملحوظ في هذا الجانب، وذلك في سياق إعادة تشكيل السلطة الشرعية في عدن، بعد انقسام الجيش عقب انقلاب الحوثيين على السلطة في صنعاء. وقالت مصادر في عدن لـ«الشرق الأوسط»، إن من بين المعالجات التي يعمل الرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن عليها، موضوع المبعدين قسرا من وظائفهم، وبالأخص العسكرية، منذ حرب صيف عام 1994.
وقال القاضي علي عوض عطبوش، المدير التنفيذي لصندوق التعويضات للأراضي والمبعدين، لـ«الشرق الأوسط»، إن الجنود وصف الضباط الذين لم تشملهم قائمة الضباط هنالك قرارات تخصهم سوف تصدر في الفترة القادمة، وهذه القرارات منها ما هو لدى الصندوق وتتعلق باستحقاقات 5547 ضابطا في الجيش والأمن، ومنها ما هو لدى لجنة المبعدين، ومتى تم إقرارها من مجلس إدارة الصندوق ستأخذ طريقها للتنفيذ من جهة الصندوق الذي هو جهة تنفيذية مهمتها الأساسية الدفع المالي. وحول تعثر عملية صرف الاستحقاقات التالية، أوضح المدير التنفيذي لصندوق التعويضات أن مسألة التأخير راجعة لتعذر انعقاد اجتماع مجلس الإدارة الذي يرأسه رئيس الحكومة، ويضم في عضويته 10 وزارات، منها: المالية، والدفاع، والداخلية، والخدمة، وغيرها، إضافة إلى لجنتي الأراضي والمبعدين، ومندوبين يمثلان جهاز الأمن السياسي ومكتب رئيس الجمهورية، منوها في هذا الصدد بأن مجلس إدارة الصندوق أصدر قرارين في عهد رئيس الحكومة الأسبق محمد سالم باسندوة الأول كان تأسيسيا والآخر قرر فيه صرف مائة ألف ريال لـ5547 حالة.
وأشار عطبوش إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيس هادي بأعضاء اللجنة كرس لمناقشة المبعدين عن وظائفهم في المجال المدني والأمني والعسكري في المحافظات الجنوبية وسبل استكمال اللجنة لمهامها الموكلة إليها، ومنها ما يتعلق بتنفيذ قرار اللجان المتمثل باستحقاق الضباط للتسوية وهو ما يترتب على هذه التسوية تعويضا ماليا، لافتا لأن الرئيس قد استمع إلى تقارير ربع فصلية للعام الحالي والمتعلقة بنشاط اللجنتين والصندوق والمعالجات التي قدمتها اللجنتين للرئيس لاتخاذ القرارات بشأنها، وكان هادي أكد أن هناك توجيهات واضحة بتنفيذ كل القرارات الجمهورية التي اتخذت من سابق في ما يتعلق بمعالجة قضايا المبعدين عن وظائفهم في المجال المدني والأمني والعسكري وقضايا الأراضي في المحافظات الجنوبية.
ونفى مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»، صحة ما جرى تداوله بأن اللجنة المشكلة من هادي لترتيب وضع العسكريين لم تنط بها مهام واضحة ومحددة وتتعلق بعودة وترتيب أوضاع واستحقاقات الآلاف من الضباط والجنود الجنوبيين الذين تم تسريحهم أو إحالتهم إلى التقاعد المبكر أو ممن هم في الخدمة شكليا دونما تسنح لهم فرصة العمل وفقا ومؤهلهم وخدمتهم. وأكد المصدر أن تكليف الرئيس هادي يأتي بناء وقرارات رئاسية سابقة للقرار الأخير، منها قرارا الرئاسة الصادران في 11 سبتمبر (أيلول) 2013م و6 فبراير (شباط) 2014م، وهما القراران الرئاسيان القاضيان بمعالجة وضعية شريحة كبيرة من الضباط وصف الضباط والجنود الجنوبيين، منوها بأن ما اتخذه الرئيس هادي من إجراءات عملية بهذا الشأن ليست جديدة وهدفها إقامة جيش جنوبي مواز ورادع للجيش القائم الموالي للرئيس الأسبق وللحوثيين، مثلما دأبت بعض وسائل الإعلام تسويقه للرأي العام الداخلي والخارجي، وإنما هذه الإجراءات تعد تنفيذية لما تم إقراره واستعصى تنفيذه خلال الفترة الماضية، فضلا عن اعتباره تجسيدا لحزمة من التوصيات المرفوعة لرئيس الدولة من قبل مؤتمر الحوار الوطني، علاوة بكونها سابقة لمؤتمر الحوار وعرفت حينها بالنقاط الـ11 الموضوعة كمعالجة أولية وسريعة ممهدة لمشاركة الجنوبيين في مؤتمر الحوار الوطني المنعقد بدءا من 18 مارس 2013م وحتى 25 يناير (كانون الثاني) 2014م.
وفي ما يتعلق بعملية التجنيد القائمة وما أثارته من ردة فعل، كشف مصدر مسؤول لـ«الشرق الأوسط»، أن المسألة لا تتعدى 5500 فرد في محافظات إقليم عدن (عدن، لحج، أبين، الضالع) وبواقع 200 فرد من كل مديرية و25 - 30 فردا من كل منطقة، لافتا لأن تجنيد هؤلاء ليس له علاقة بأي استحداثات من شأنها استعادة الجيش الجنوبي إلى سابق عهده بقدر ما هي معالجة آنية لوضعية قائمة وتستدعي قوة بشرية عاجلة لملء الفراغ الأمني والعسكري، ناهيك أنها تأتي في إطار معالجة مظالم الجنوبيين الذين عانوا وقتا من الإقصاء والتهميش والتسريح القسري.
وتأتي عودة العسكريين ضمن معالجة كانت قد أقرت سلفا وقضت بعودة وتسوية 4752 ضابطا في الجيش والأمن، بينما بقت آلاف الحالات من الجنود والضباط الذين لم تشملهم المعالجة نتيجة للأوضاع التي تفاقمت في صنعاء وأدت إلى تعليق ووقف استكمال هذه الحالات إلى أن تم استئناف معالجتها بعد مزاولة الرئيس هادي لمهامه في عدن بدءا من الأيام التالية ليوم لتمكنه من الإفلات من قبضة ميليشيات الحوثي في 21 فبراير الماضي.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».