جنوب أفريقيا بطلة العالم في البطالة

تظل المجتمع الأشد انعداماً للمساواة

تظهر تقارير أن جنوب أفريقيا تظل المجتمع الأقل مساواة  فيما بلغت البطالة المستوى الأعلى عالمياً (أ.ف.ب)
تظهر تقارير أن جنوب أفريقيا تظل المجتمع الأقل مساواة فيما بلغت البطالة المستوى الأعلى عالمياً (أ.ف.ب)
TT

جنوب أفريقيا بطلة العالم في البطالة

تظهر تقارير أن جنوب أفريقيا تظل المجتمع الأقل مساواة  فيما بلغت البطالة المستوى الأعلى عالمياً (أ.ف.ب)
تظهر تقارير أن جنوب أفريقيا تظل المجتمع الأقل مساواة فيما بلغت البطالة المستوى الأعلى عالمياً (أ.ف.ب)

أفادت وكالة «بلومبرغ» بأن معدل البطالة في دولة جنوب أفريقيا ارتفع ليصبح الأعلى ضمن قائمة عالمية تضم 82 دولة تراقبها الوكالة.
وأعلنت «هيئة الإحصاء» في جنوب أفريقيا، الثلاثاء، في تقرير صدر بالعاصمة بريتوريا، أن معدل البطالة ارتفع إلى 34.4 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي، مقابل 32.6 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأولى حتى مارس (آذار) الماضي.
وارتفع معدل البطالة الموسع، والذي يشمل الأشخاص المتاحين للعمل ولكنهم لا يبحثون عن عمل، إلى 44.4 في المائة في الفترة ذاتها، مقابل 43.2 في المائة خلال الربع الأول.
ولفتت «بلومبرغ» إلى أنه بينما أصبح معدل البطالة في جنوب أفريقيا الآن هو الأعلى بين الدول التي تتابعها، فإن البيانات الواردة من بعض تلك الدول قديمة. ومن المرجح أن تتدهور بيانات البطالة في الربع الثالث، بعدما شددت الحكومة القيود للسيطرة على الموجة الثالثة من إصابات «كورونا»، مما سيعوق جهود تعافي الاقتصاد الذي انكمش بنسبة 7 في المائة العام الماضي. وقد يؤدي ارتفاع معدل البطالة إلى زيادة الضغط على السلطات لتمديد تدابير الدعم، مما من شأنه أن يزيد من تعقيد الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في المالية العامة.
يذكر أن تقريراً غير حكومي صدر مطلع الشهر الحالي، أظهر أن البنية الاجتماعية التي تشكلت في جنوب أفريقيا على مدى 3 قرون من سيطرة البيض على الحكومة في جنوب أفريقيا لم تتغير، لتظل جنوب أفريقيا المجتمع الأشد انعداماً للمساواة في العالم. وبحسب التقرير الذي أعدته مؤسسة «مختبر اللامساواة العالمي» المدعومة من الاقتصادي الفرنسي توما بيكتي، فإن محاولات الحكومات الديمقراطية التي تولت السلطة في جنوب أفريقيا للقضاء على تراث الفصل العنصري فشلت في تقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء، حيث يمتلك أغنى 3500 شخص في بريطانيا أكثر مما يتملكه أفقر 32 مليون شخص في البلاد التي يبلغ إجمالي عدد سكانها 60 مليون نسمة.
وأضافت المنظمة غير الحكومية أنه «لا يوجد أي دليل على تراجع التفاوت في الثروات منذ نهاية فترة الفصل العنصري... فالأصول التي تم تخصيصها قبل عام 1993 ما زالت تشكل التفاوت في الثروات».
وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أنه خلال سنوات نظام الفصل العنصري الاستعماري الذي تشكل في أواخر أربعينات القرن العشرين، كان يتم حرمان المواطنين السود بشكل كبير من الفرص الاقتصادية. وخلال أكثر من ربع قرن من الحكم الديمقراطي نمت طبقة متوسطة وطبقة رجال أعمال ونخبة سياسية من السود في جنوب أفريقيا. ولكن ما زالت الأغلبية الساحقة من مواطني جنوب أفريقيا يعانون من النظام التعليمي الضعيف الذي يجعلهم أقل تأهلاً لشغل الوظائف. كما أن المعازل التي أقيمت لسكن السود أثناء فترة الفصل العنصري جعلتهم بعيدين عن أماكن العمل حتى الآن.
وأدى الاستياء الشعبي من تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدل البطالة في أكبر اقتصاد صناعي بأفريقيا إلى اشتعال الاضطرابات الشعبية، مما يحد من فرص تدفق الاستثمار ونمو الاقتصاد.



الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
TT

الأسواق المالية العربية تشهد تحسُّناً... تزامناً مع تنصيب ترمب

متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)
متعامل سعودي يراقب سوق الأسهم عبر شاشات في الرياض (رويترز)

تفاعلت معظم الأسواق المالية العربية إيجاباً مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب لولاية جديدة، رغم تخوف بعض الدول من التعريفات الجمركية التي ينوي رئيس البيت الأبيض فرضها، والتي يتوقع أن تؤثر على مسار التجارة العالمية والأسعار.

وقد تقاطع تنصيب ترمب مع بدء هدنة بين إسرائيل و«حماس»، والتي يتوقع أن يكون لها وقعها الإيجابي على الأسواق.

وأكد مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن هدوء التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في الأسواق العربية. وبناءً على هذه العوامل، يتوقعون تحسناً ملحوظاً بأداء الأسواق في المنطقة، وخاصة الخليجية، خلال الفترة القادمة؛ مما يعزز التفاؤل بالنمو الاقتصادي المستقبلي.

تعزيز سلاسل الإمداد

وقال الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال»، محمد الفراج، إن التوقعات الدولية تُشير إلى تحسن ملحوظ في الاقتصاد العالمي بعد تنصيب ترمب.

وأرجع الفراج، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، هذا التحسن إلى عدة عوامل رئيسة، أبرزها الاستقرار السياسي المتزايد، وتعزيز سلاسل الإمداد، فضلاً عن السياسات المالية والنقدية الداعمة التي اتبعتها الإدارة الأميركية الجديدة.

ومن المتوقع أن يكون للرفع التدريجي للرسوم على الواردات إلى الولايات المتحدة، تأثيرات كبيرة على سوق العمل والتضخم، وفق الفراج. وهو ما سيخلق بيئة اقتصادية أكثر استقراراً ونمواً في الأسواق العربية، خاصة الخليجية، وعلى رأسها السوق المالية السعودية (تداول).

نمو الشركات

من ناحيته، أكد المختص الاقتصادي والأكاديمي في جامعة الملك عبد العزيز، الدكتور سالم باعجاجة لـ«الشرق الأوسط»، أن تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيؤدي إلى تحقيق الأسواق الأميركية مكاسب كبيرة، بسبب سياساته المحفزة لنمو الشركات. وسيؤثر ذلك إيجاباً على الأسواق المالية بشكل عام، وخاصة الخليجية.

كما ساهم هدوء التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى اتفاق غزة وتبادل الأسرى، في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في الأسواق العربية، بحسب باعجاجة.

متداولون يراقبون الشاشات التي تعرض معلومات الأسهم في بورصة قطر بالدوحة (رويترز)

أداء الأسواق العربية

وأغلقت معظم أسواق الأسهم في المنطقة العربية والخليجية على ارتفاع بنسب متفاوتة، يوم الاثنين.

وأنهت سوق الأسهم السعودية الرئيسة (تاسي)، جلسة يوم الاثنين على زيادة بنسبة تقارب 0.40 في المائة، عند 12379 نقطة، لتلامس أعلى مستوياتها منذ 8 مايو (أيار) الماضي، بقيادة سهم «أكوا باور» الذي صعد 4.4 في المائة. وقد ثبت سهم «أرامكو»، الأثقل وزناً على المؤشر، عند 28.15 ريال دون تغيير.

وربح المؤشر القطري 0.40 في المائة ليغلق عند 10508 نقطة، بدعم من سهم شركة «صناعات قطر» للبتروكيميائيات الذي زاد 2.2 في المائة، في حين صعد مؤشر بورصة الكويت بنسبة 0.53 في المائة. وارتفعت سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.08 في المائة.

أما مؤشر سوق دبي الرئيسة، فقد تراجع 0.30 في المائة، بعدما انخفض سهم شركة «سالك لرسوم التعرفة المرورية» 2.9 في المائة. كما نزل مؤشر بورصة البحرين 0.08 في المائة.

وخارج منطقة الخليج، خسر مؤشر الأسهم القيادية في مصر 0.37 في المائة، مع هبوط سهم البنك التجاري الدولي 0.9 في المائة. كما انخفض مؤشر بورصة الدار البيضاء 0.33 في المائة. في المقابل، سجل مؤشر بورصة مسقط ارتفاعاً طفيفاً بلغ 0.03 في المائة.